بقلم – شريف منصور

 بطريقة ما، اللوم هو شكل من أشكال المقارنة الاجتماعية التي تبحث عن مكانة، إذا ألقيت باللوم على شخص ما، فهذا يضعك في مرتبة الضحية، مما يجعلك تشعر بأنك لست فاشل وأنك لست فاشل بسببك وبسبب حمولك وكيلك، وكان لولا الرئيس السيسي لأصبحت متعلم تعليم أفضل في وظيفة أحسن تقبض مرتب عالي وتركب سيارة فخمة وتسكن في شقة تمليك بدلاً من "أنك مازالت تعيش في بيت العائلة اللي عاش فيه أبوك وأخواته مع جدك وجدتك قبل ما السيسي يتولد".  بالطبع يستخدم الشباب و حتي الكبار لوم السيسي ليجعلوا من أنفسهم ضحية. 
 
الصراحة بكل صراحة لقد غرس الاستحقاقية بدون تعب حركة خلع الملك عام ١٩٥٢ وجاءت بعدها التأميمات لكي تؤكد وتعلم الشعب انت مستحق تأخذ عرق ونجاح غيرك مع أنك لا تعبت ولا شقيت. لا وايه أصبحت تملك أرض 5 فدادين وتملك مصانع وتملك قناة السويس اللي حفرها الغلابة أهلنا وماتوا فيها، ووهم أنها أصبحت ملكية خاصة لكل الشعب؟ 
 
وجاء السادات واكمل وداد المصيبة مصيبتين وادخل في عقول الناس التواكل عن الاعتماد علي النفس وطلب التوفيق من الخالق أي كان.
 
وشاركت وسائل الإعلام الحكومية في نشر قصص التواكل وانحطاط الإخلاق علي أنها فضيلة، ويحضرني قصة "علي بابا والاربعين حرامي" تكلمت عنها أكثر من مرة سابقا وسأظل اذكرها، قصة حقيرة جعلت هذه القصة من صاحب الملك إنسان حقير لانه يطالب بحقه في الايجار وجعلت من الأخ الحطاب اللي عايش مع جارية ملكة اليمين بتغني له وترقص له بقي صاحب فضيلة، وحتي عندما سرق من مسروقات اللصوص علموا الشعب اسرق من الحرامي بس خليك قنوع وبعد ما تسرق تقول الحمد الله وخليك قنوع. ولا تعالوا شوف المستوي الاخلاقي المتدني عندما يذهب الأخ ليسرق هو أيضا وهو يصرخ في بوابة الكهف باسماء كل الحبوب حتي يائس فيقول سايق عليك النبي (النبي بريء منكم) افتح يا.. حرامي متدين بيسرق من حرامية متدينين.. شيخ المنصر بيقول يرحمكم الله يا ابو سريع كبير الحرامية وبعدها يقول باذن الله نهجم علي قصر محمد البغدادي.
 
هذا هو حال الشعب المقيم علي أرض مصر تسممت اخلاقه وتسمرت اقدامه وبسبب عقله الذي تعفن بفعل ما فعلته مناهج التعليم العنصرية، وانقسمت مصر في شتي مناحي الحياة. تعصب مقيت لا مثيل له في أي مكان في العالم.
 
في المجتمع انقسام في الرياضة في المعاملات في المواصلات في التعليم في كل شيء انقسامات غير عادية . شعب جوع نفسه بنفسه جرف الارض الزراعية باعها طوب أحمر وًاشتري الطوب السادة عليه القوم من رئيس الجمهورية للوزير للطبيب للمهندس للمعلم بتاع الدروس الخصوصية صاحب الضمير العفن. وًحتي المهنين والتجار حتي يومنا هذا الغش اصبح وسيلتهم للثراء السريع. لا صحة تهمهم ولا ضمير عندهم و من يساعدهم كافة الاجهزة الحكومية. 
 
نعم يا سادة فساد السلطة التنفيذية والقضائية حدث بلا حرج، المامور مرتشي وضابط المباحث وًالقاضي والضابط والمحضر ووكيل النيابه ويضيع حق أصحاب الحق ويستولي الخارجين علي القانون علي ممتلكات وأراضي الغير.
 
حتي الاجهزة الحكومية حتي وقتنا هذا تتصرف بوجة مكشوف وفي منتهي التعنت والغباء، والشعب الذي هو أساسا مصدر هذه التصرفات يرجع اللوم مرة أخري علي السيسي.
 
فكروني بقصة شعب إسرائيل اما طلع موسي يكلم ربنا ونزل لقاهم يعبدوا الاوثان؟ ويقولوا له ما أنت اللي خرجتنا من أرض مصر اللي فيها اللبن والعسل.. وليومنا هذا بيحتفلوا بيوم خروجهم من ارض مصر و بيشكروا الله… حتي الانبياء كفرتوهم فهل السيسي أحسن منهم؟ انا لا أقول أن الرئيس السيسي ملاك بأجنحة ولا هو إنسان شرير، إنما جاء أسد وتصدي لكارثة.
 
نسيتم ان السيسي اخرجكم من موقف زي وشكم وكان زمانكم عبيد للخونة تعيشون علي احسانهم و تقولوا ما قاله اليهود بعد ما نسيوا انهم كما كانوا يدعوا انهم كان عبيد . لماذا ينجح السوري و الفلسطيني واي اجنبي علي ارض مصر . متقوليش بيسرقوا ولا ان جايين عندهم فلوس و لا الاخوان بيمولوهم… السبب ان الناس دي بتيجي معتمده علي نفسها . وفاهمة النظام تماما وعندها صنعه وحرفه و اخلاق في المعاملة و ايضا يعرفوا يحشوا ضمائر اياهم البعده عملا بالقول اطعم الفم تستحي العين .