إعداد وتقديم : أمانى موسى 

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة  يوم 25 نوفمبر «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة» (القرار 54/134)، فمن المفترض أن يكون الهدف من ذلك اليوم هو رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الإغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المُتعددة؛ وعلاوة على ذلك فإن إحدى الأهداف المُسلط الضوء عليها هو إظهار أن الطبيعة الحقيقية للمشكلة لاتزال مختفية. 
 
يعود هذا التاريخ إلى عملية الاغتيال الوحشية في 1960 للأخوات (ميرابال) الناشطات السياسيات في جمهورية الدومنيكان، بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافائيل تروخيلو (1930 - 1961). 
وفي عام 1999، صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام يوماً للتوعية بجميع أشكال العنف ضد المرأة، من اغتصاب وعنف أسري وأي شكل من أشكال الضرر الجسدي أو النفسي الواقع على المرأة. كما يشمل ذلك جميع أشكال الإكراه والإجبار والمراقبة سواء داخل الأسرة أو خارجها.
 
وفي عام 2014، تطور شكل الاحتفال ليتخذ من اللون البرتقالي شعارا له.
 
ويرجع اختيار يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني إلى ذكرى مقتل الأخوات ميرابال، الناشطات السياسيات والنسويات في جمهورية الدومينيكان، عام 1960.
 
فماذا وراء الأخوات ميرابال؟
الأخوات ميرابال هن أربع شقيقات من جمهورية الدومينيكان، ولدن لأسرة متوسطة في بلدة أوجو دي آغوا الواقعة في وادي تشيباو الأخضر، حيث تنتشر زراعة التبغ والقهوة.
قتل ثلاثة من الشقيقات الأربعة في مساء 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1960، على يد رجال الديكتاتور رفائيل تروخيو، أثناء عودتهن من زيارة أزواجهن المعتقلين السياسيين.
واستوقف رجال تروخيو السيارة التي كانت تقلهن في طريق العودة، وقتلوهن وقتلوا السائق، ثم أعادوا جثثهم إلى السيارة ودفعوها من فوق أحد المنحدرات.
 
وفي عام 1981 حدد النشطاء في منظمة النسائية بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي يوم 25 نوفمبر بأنه يوم مكافحة العنف ضد المرأة وزيادة الوعي به، وفي 17 ديسمبر 1999 أصبح التاريخ رسميًا بقرار الأمم المتحدة.
 
فيما عرّفت الجمعية العامة للأمم المتحدة "العنف ضد النساء" على أنه "أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي، جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة."
 
والعنف ضد النساء والفتيات مشكلة من أبعاد الجائحة. وقد تعرضت امرأة واحدة على الأقل من كل ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم للضرب أو الإكراه على ممارسة الجنس أو إساءة معاملتها في حياتها مع المعتدي الذي يعرفه عادة
شكل عام، يظهر العنف في أشكال جسدية وجنسية ونفسية وتشمل:
 
أنواع العنف ضد النساء
عنف العشير (الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء)؛
العنف والمضايقات الجنسية (الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش الجنسي غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية)
الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي)؛
تشويه الأعضاء التناسلية للإناث؛
زواج الأطفال.
جرائم الشرف
جرائم الشرف هي شكلٌ شائع من العنف ضد المرأة في أجزاءٍ معينة من العالم. تُرتكب جرائم الشرف من قبل أفراد الأسرة (عادةً الأزواج أو الآباء أو الأعمام أو الأخوة) ضد النساء في الأسرة الذي يُعتقد أنهن سيجلبن العار للأسرة حيث يُعتقد أن موت المرأة المشينة سيعيد الشرف.
 
الزواج القسري
الزواج القسري هو زواج يتزوج فيه أحد الطرفين أو كليهما ضد إرادتهما. إن الزواج القسري شائع في جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.
 
التحرش الجنسي
يُعد التحرش الجنسي سلوك مسيء وغير مدعوم وغير مرحب به ذي طبيعةٍ جنسية، عادةً في مكان العمل أو الدراسة والذي قد يتضمن الترهيب أو التنمر أو الإكراه ذو الطبيعة الجنسية أو الوعد الكاذب بالمكافآت مقابل الحصول على خدمات جنسية.
 
تتعرض 35% من النساء والفتيات على مستوى العالم لنوع من أنواع العنف الجنسي. وفي بعض البلدان، تتعرض سبع من كل عشر نساء إلى هذا النوع من سوء المعاملة.
 
يقدر بقاء ما يقرب من 30 مليون فتاة تحت سن الخامسة عشر تحت تهديد خطر تشويه الأعضاء الجنسية للإناث، في حين تعرضت أكثر من 130 مليون امرأة وفتاة إلى تلك الممارسة على مستوى العالم.
 
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 130 مليون فتاة وامرأة - على القيد الحياة اليوم – قد تعرضت لتشويه أعضائها التناسلية (فيما يُعرف بالختان) ، ولا سيما في أفريقيا وبعض دول الشرق الأوسط.
على الصعيد العالمي، يقدرر عدد الأحياء من النساء اللواتي تزوجن ولم يزلن صغيرات بـ700 مليون امرأة، منهن 250 مليون تزوجن دون سن الخامسة عشر. ومن المرجح ألا تكمل الفتيات اللواتي يتزوجن تحت سن الثامنة عشر تعليمهن، كما أنهن أكثر عرضة للعنف المنزلي ومضاعفات الولادة.
 
أخر احصائية
لمتحدة، في آخر إحصائية أصدرتها، إن 750 مليون فتاة تزوجن قبل بلوغ 18 عاما، وأن 200 مليون فتاة خضعن لتشويه أعضائهن التناسلية.
 
مصر
ويرى الموقع أنّ 92% من الفتيات والنساء في مصر بين الـ15 والـ49 من عمرهنّ تعرّضن للختان، وتشير آخر الإحصائيات أنّ نسبة الختان انخفضت 13% عند الفتيات بين 15 و17 عاماً مقارنةً مع العام 2008، أمّا في ما يتعلّق بالعنف المنزلي، فامرأة واحدة من كلّ 4 نساء في مصر يعنّفنَ من قبل زوجهنّ وفق التقرير الأخير مركز المصري لحقوق المرأة"، واحصائية اخرى تقول  يصل عدد حالات الاغتصاب سنويا إلى أكثر من 200 ألف سيدة، وفقا للمركز المصري لحقوق المرأة، وقد ارتفع عدد هذه الحالات مع المشاكل السياسية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة.
 
قطر
وفي قطر، أشارت اللجنة الأممية ضد التعذيب إلى وجود حالال كثيرة من العنف المنزلي الموجه ضد الخادمات والمساعدات.
 
الاردن
وأكّدت وسائل إعلام أردنية أنّ العام 2016 شهد ارتفاعاً ملحوظاً في جرائم العنف ضد النساء في الأردن، وكان يحصل 14 جريمة سنوياً بداعي "الشرف"، إلا أن الأردن شهد خلال الثلث الأول من العام الحالي من العام الجاري 12 جريمة قتل بحق نساء وفتيات، سجلت السلطات ارتفاعا في أعداد حالات الاغتصاب، إذ يتم اغتصاب نحو سيدتين في كل 100 ألف سيدة، وفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجرائم.
 
العراق اقليم كوردستان
ارتفاع حالات العنف ضد النساء بنسبة 62% في اقليم كوردستان.