كنب - محرر الاقباط متحدون 
استنكر المفكر والطبيب خالد منتصر مبادرة لشباب من المطرية بوضع لافتات على الطريق لتذكير السائقين بـ"ذكر الله" خلال السفر، وكتب عبر حسابه الرسمي على فيسبوك : 
 
هل في الدولة المدنية الحديثة التي تحترم المواطنة والقانون والتي تحتوي الجميع وتقف على مسافة متساوية من الجميع المختلفين  عرقاً وجنساً وديناً،من المسموح  أن ينزل ناس الى الطريق والشارع ليعلقوا لافتات دينية ؟؟! لا تقل لي ماهو المكتوب فيها …أجمل كلام عن ذكر الله ..الخ ، ونعم بالله ،والاجلال والاحترام لقدسيته ،وهذا الاجلال والاحترام يفرض على المواطن ألا يجعل المقدس لافتة اعلانية في طريق ، الله ليس سلعة اعلانية ،الله يسكن قلبك ويعبد همساً ولا يحتاج الى بروموهات من بعض شباب يستعرضون عضلاتهم السلفية على الدولة ،ويتحدونهم " شوفوا حتعملوا ايه بقى؟!"،ومادمنا سمحنا باللافتات الدينية في الطرق السريعة للسفر لا نندهش غداً  اذا  نزل المسيحي وبنى عواميد خرسانة ووضع لافتات مسيحية ،والملحد لافتات الحادية ،والبهائي والشيعي لافتات شيعية ..الخ ،السؤال هل الطرق مستباحة الى تلك الدرجة ؟ ولماذا هذا الصراخ الديني وماهو المطلوب منه ، والى ماذا يسعون من يصرخون دينياً باللافتات والميكروفونات  وكتابات السيارات التي كان قد منعها وزير الداخليه السابق أحمد رشدي وعادت بقوة الآن  ؟! ماذا يريد هؤلاء الذين لم يأخذوا تصريحاً من جهة رسمية ( ادارة طرق أو محافظ أو مجلس محلي ..الخ) وأصلاً غير مسموح لجهة رسمية تعمل كده وتتحاسب لو صرحت !!!ونزلوا فتونة وبلطجة هكذا يبنون أعمدة خرسانة على جانبي الطريق ويعلقون عليها لافتات ؟.
 
 في النهاية هو تصرف فوضوي،الغرض منه الشو الديني  ،اللافتة على جانب الطريق في الدولة المدنية هي للمسافات وبيان وتوضيح خدمات الطريق للمسافر ،وليست لقياس درجة تدين المسافر ومعرفة مدى ورعه وتقواه، إذا كان هناك ثقب في اطار سيارتك لن تنقذك لافتة الأذكار والأوراد أو لافتة هل صليت على النبي اليوم ، ولكن التي ستنقذك هي  لافتة هنا إصلاح الاطارات أو الكاوتش ،إذا عطل الموتور أو نفذ الوقود لن تنفعك لافتات الأسماء الحسنى ولكن ماسينفعك هو لافتة هنا ميكانيكي أو هنا محطة بنزين ، هل هو عيب في متن النصوص الدينية المكتوبة على اللافتة ،  لا  ، لكنه عيب ترتيب أولويات في عقل يحس بالدونية وعدم الفاعلية في حضارة وتقدم العالم ، ولا يستطيع علاجها الا بمثل هذا الانتصار الوهمي الذي يخطه على قطعة صاج باردة لايستطيع تحويلها الى اختراع مفيد فيحولها الى مجرد يافطة ألتراس.