وزير سوداني سابق: إثيوبيا ليس لديها نية للوصول إلى اتفاق بشأن سد النهضة

كتب - نعيم يوسف
قالت أسماء الحسيني، الخبيرة في الشؤون الإفريقية، إن الجولة الجديدة من المفاوضات بشأن سد النهضة في الكونغو، ستكون حاسمة في ظل المواقف المختلفة، حيث هناك إصرار مصري سوداني للوصول إلى اتفاق حاسم، بينما هناك إصرار إثيوبي على الملء الثاني دون التوصل إلى اتفاق، وبالتالي يجب أن تكون هناك أجواء إيجابية تحيط بهذه المفاوضات.
 
أجواء لا تساعد المفاوضين
وأضافت "الحسيني"،  في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أنه للأسف هناك العديد من التصريحات التي لا تساعد المفاوضين على التفاوض بأريحيه، خاصة التصريحات من الجانب الإثيوبي بشأن الاستعدادة للملء الثاني، لافتة إلى أن الوساطة لكي تكون فعالة يجب أن يمد لها يد العون من الاتحاد الأوروبي، والأفريقي، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والمجتمع الدولي.
 
وشددت الخبيرة في الشؤون الإفريقية، على أن مصر ليست هي التي تماطل، ومصر هي التي بادرت بطلب المفاوضات، وترغب في التوصل إلى معادلة تحقق توفير المياه لمصر، والكهرباء لإثيوبيا، والآمان للسودان، وهي حريصة على الحل السلمي، وترغي في حدوث نهضة لإثيوبيا، ولكن ليس على حساب المصريين والأمن القومي المصري.
 
محلل سوداني: إثيوبيا ليس لديها النية للتوصل لاتفاق
 
من جانبه، قال عثمان التوم، وزير الري السوداني السابق، إنه لا يوجد اختلاف بين الدول الثلاث في المرحلة الأولى والثانية من ملء السد، ولكن يجب أن تتقدم إثيوبيا بالبيانات والضمانات الكافية لدولتي المصب، خاصة السودان الذي سوف يتأثر كثيرا بهذا الأمر، وإذا جاءت إثيوبيا بهذه المعلومات والضمانات فإنه يمكن التوصل إلى شيء جيد في المفاوضات.
 
في حالة عدم توفير هذه الضمانات والبيانات فإن إثيوبيا تدفع المفاوضات إلى عدم التوصل إلى حل، مشددا على أن الوقت ضيق جدا للوصول إلى اتفاق، ولا مناص من المرحلة الثانية لملء السد، لافتا إلى أن هخذا الملء يعتبر مراحل تجريبية، مشددا على أن التوصل لاتفاق يعتمد على الإرادة السياسية الإثيوبية، وهي ليس لديها النية لذلك.
 
محلل إثيوبي يزعم: مصر لا ترغب في الوصول لاتفاق
 
أما عبدالشكور عبدالصمد، الكاتب والمحلل السياسي الإثيوبي، فقال إن بلاده لو طلب منها هذه المعلومات والبيانات كانت إثيوبيا قدمتها، ولكن في ظل العروض العسكرية والتهديد والوعيد فإن إثيوبيا لن تقدم هذه المعلومات، مشيرا إلى أنه تم إعلان موعد الملء الثاني وتوليد الكهرباء من سد النهضة، وهناك وضوح من قبل الجانب الإثيوبي.
 
ودعا "عبدالصمد"، إلى أن تكون الأجواء المحيطة بالمفاوضات إيجابية وهادئة، ولا يكون بها تهديد ووعيد، مشيرا إلى أن هناك أطراف ليس في عجلة في أمرها للوصول إلى اتفاق، ويريد تأخير التفاوض، زاعما أن مصر هي التي تماطل في هذه المفاوضات وهي العنصر الفاعل في هذه المفاوضات.
 
وانطلقت اليوم الأحد، محادثات سد النهضة بحضور وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في كينشاسا، بالكونغو.
 
يذكر أن الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، سوف تشارك في جولة جديدة من المفاوضات بين وزراء الخارجية.   
 
وخاضت مصر وإثيوبيا والسودان، مفاوضات بشأن سد النهضة منذ ما يقرب من عشر سنوات دون التوصل إلى تقدم ملموس، أو اتفاق قانوني ملزم كما ترغب دولتا المصب، مصر والسودان، لحمايتهما من الأضرار الكبرى التي قد تتعرضان لها.   
 
وخلال الأيام الماضية، أعلنت إثيوبيا مضيها في ملء السد، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد أنه لا يوجد أي شخص يستطيع أخذ ولو قطرة واحدة من مياه مصر، مشددا على أنه لا يجب على أحد التخيل أنه بعيدا عن قدرة مصر، لافتا إلى أن مسألة "مياه مصر خطا أحمر".   
 
وعقب هذه التصريحات، أعلن السفير الإثيوبي في القاهرة، موافقة بلاده على ملء السد في فترة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات، واستئناف المفاوضات مرة أخرى، إلا أنه في نفس الوقت أعلنت بلاده أنها مستمرة في عملية الملء الثاني، بينما تطالب مصر والسودان بتأجيل الملء الثاني حتى يتم التوصل لاتفاق قانوني ملزم.