بقلم :مجدى جورج
نشبت منذ حوالي أسبوع تظاهرات كبيرة في لبنان اطلق عليها البعض ثورة اللبنانيين بدأت ضد ما قيل انه مشروع حكومي لفرض ضريبة علي خدمة الواتس اب طالبت بإلغاء هذه الضريبة وامتدت الي المناداة بالقضاء علي الفساد و الطائفيه التي تسببت في معاناة اللبنانيين معاناة كبيرة .
 
ولكن هل الطائفية والفساد هم السبب الرئيسي لمعاناة اللبنانيين ام ان هناك سبب رئيسي وهام اخر اخطر منهما يزيد من معاناة الشعب اللبناني ؟ اذا نظرنا للفساد فالفساد يصيب الدول جميعها كبيرها وصغيرها متقدمها ومتخلفها وهناك آليات لمقاومته والقضاء عليه عادة ما تنجح في الدول المتقدمة ولكنها مشلولة في الدول المتخلفة ولبنان ليس بعيد عن هذا فهناك فساد في لبنان كما في غيره ولكن القضاء علي الفساد فقط لن يجعل المواطن اللبناني يشعر بتحسن كبير .
 
وإذا نظرنا للطائفية فهي ليست شر كلها بالعكس في الحالة اللبنانية ، فالنظام الطائفي المطبق منذ مايقرب من مائة عام هو الذي حافظ علي الموازاييك اللبنانية وهو الذي حافظ علي تواجد جميع الطوائف وجميع الأقليات به من سنة لشيعة لمسيحيين بتعدد طوائفهم لدروز لغيرهم .
 
تخيلوا لو كان هذا النظام الطائفي مطبقا بالعراق المتعدد الطوائف والاثنيات ماكنا راينا طغيان للسنة ايام صدام ولا انفراد بالقوة والسلطة للشيعة الان وما كنا راينا حرق للأكراد بالكيماوي في حلبجة ولا كنا راينا تهجير للمسيحيين من الموصل ومن غيرها ولا كنا راينا نساء الأزديون يباعون في سوق النخاسة لارهابييي داعش .
 
المشكلة الكبري بلبنان لا الطائفية بنظامها المحكم والذي لا تطغي فيه طائفة علي اخري والذي عدل بالطائف ولا الفساد الذي يمثل جزء من المشكلة ولكنه ليس اس المشاكل .
 
مشكلة لبنان الكبري تكمن في حزب الله وحسن نصر الذي جعل من حزبه دولة ومن ميليشياته جيشا والذي يريد إقامة دولة إسلامية شيعية في لبنان تأتمر بأمر أيات الله في ايران .
 
حسن نصر الذي ادخل لبنان واللبنانيين في حروب ضد اسرائيل دمرت لبنان واقتصاده وسياحته وأبعدت عنه المستثمرين الأجانب ليس هذا فحسب ولكنه يعلن استعداده دائما للدخول في حرب اخري ضد اسرائيل مرتهنا لبنان واللبنانيين لاوهامه بتدمير اسرائيل ومحوها من الوجود .
 
حسن نصر الذي ادخل لبنان غصب عنه في المسالة السورية بدخول ميلشياته هناك مما أدي لتهجير ملايين السوريين من وطنهم مما ادي لنزوح اكثر من مليون سوري الي لبنان مؤثرين علي اقتصاده وعلي بنيته وحتي علي تركيبته السكانية .
 
حسن نصر الله الذي ارتهن قرارت الدولة لصالحه هو وحزبه وجعلها في حاله تشبه حالة العداء مع امريكا خصوصا ومع الغرب عموما ، امريكا اقوي قوة اقتصادية في العالم التي قامت بفرض عقوبات علي بعض البنوك اللبنانية بسبب حزب الله مما اثر علي العملة والاقتصاد اللبناني وكل هذا يفعله لصالح دولة الفقيه في ايران .
 
قد ينجح المتظاهرون فعلا في ابعاد جبران باسيل او رفيق الحريري او حتي عون نفسه ولكنهم للاسف لن ينجحوا في ابعاد حسن نصر الله القابع هناك في قبوه متحكما في البلاد والعباد .