مجدى جورج
انطلق من كلمة الرئيس اليوم بانه سعيد بغيرة المصريين علي بلدهم وأقول انني اكتب ما اكتب حبا وهياما ببلدي وقد أكون مخطئ وقد أكون مصيب فأي منا لا يملك الحقيقة المطلقة

‎ومن هذا الخوف علي الوطن أقول ان الرئيس اليوم قال انه استند في قراره الاخير بإعادة الجزيرتين للسعودية بناء علي القرار الجمهوري رقم 27 لسنة 1990 الذي اصدره الرئيس الأسبق حسني مبارك بتحديد نقاط الأساس المصرية لقياس البحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية مصر العربية وإخطار الأمم المتحدة به، والذي يُخرج الجزيرتين من البحر الإقليمي المصري

‎ وان السيسي لم يتخذ قراره بإعادة الجزيرتين الي السعودية الا بعد استشارة كل الناس كما قال ، وهنا فانني أودّ ان ألفت الأنظار الي عدة نقاط :-

‎الاولي لماذا لم يقم مبارك بإعادة هاتين الجزيرتين للسعودية اذا كان اتخذ هذا القرار بنفسه ؟

‎الثانية لماذا تلزم نفسك سيدي الرئيس بقرار لم يلتزم به صاحبه واستمر في السلطة بعدها لمدة 21 عاما دون ان يضعه موضع التنفيذ ؟

‎الثالثة قد تقول سيدي الرئيس انني اعلم مالا تعلمون واعرف حجم التحديات والازمات التي تواجهها مصر، ولكن دعني اصدقك القول وأقول ان وضعية مبارك ومصر في سنة 1990 لم تكن افضل من حالتها الان وهذا يمكن ان نلخصه في اكثر من مشهد ؛

‎المشهد الاول ان مصر كانت خارجة من فترة قطيعة كاملة مع العرب استمرت لعقد كامل من 1979 حتي 1989

‎المشهد الثاني ان الدولار لم يكن له سعر في السوق الرسمية وسعر في السوق السوداء فقط بل كان له سبعة اسعار

‎المشهد الثالث ان الديون المصرية للخارج وصلت لخمسين مليار دولار وهذا رقم ضخم جدا بمقاييس تلك الأيام

‎المشهد الرابع ان الارهاب الاسود كان قد بدا يضرب بشدة في داخل مصر واغتال رئيس مجلس الشعب د رفعت المحجوب في 1990

‎الرابعة مبارك لم يستسلم لكل ماسبق بل لاعب السعودية ولاعب العالم كله بالادوات التي يملكها دون ان يتورط في أعادة اي جزر تحت الملكية او حتي تحت السيادة المصرية لأي احد ودخل علي خط احتلال صدام للكويت ووقف مع شعبها حتي تحريرها وكان من نتيجة ذاك ان تم تخفيض الديون التي علينا للدول الغنية الي النصف وايضاً الحصول علي حزمة مساعدات للاقتصاد المصري من الدول العربية ساعدت علي ارساء قواعد النمو الاقتصادي الذي استمر لفترة طويلة ايام مبارك ليس هذا فقط بل أصبح معظم القادة العرب يخطبون ود مصر وود مبارك.

‎الخامسة سيدي الرئيس قد تقول ويقول غيرك ولكن ما حدث ايام مبارك سببه ان السعودية كانت في ازمة شديدة وهي ازمة احتلال صدام للكويت بل وتهديدها ايضا ودعني أقول لسيادتك ان ظروف السعودية ربما تكون اسوا الان عما كانت عليه في فترة التسعينات وهي في حاجة لنا اكثر من حاجتنا لها وتتمثل الأزمة السعودية في اكثر من مشهد :-

‎المشهد الاول هو تورطها في حرب استنزاف في اليمن مستمرة منذ اكثر من عام

‎المشهد الثاني ورطتها في سوريا واحتمال فشل خطتها هناك بالتخلص من الاسد نتيجة التدخل الروسي الداعم له .

‎المشهد الثالث الانخفاض الرهيب في اسعار النفط .

‎المشهد الرابع والاهم علاقاتها المقطوعة مع ايران واستعادة العلاقات الإيرانية الغربية والموافقة علي البرنامج النووي الإيراني.


‎سيدي الرئيس 
‎اعترضنا وثرنا علي مبارك ولو ‎عاد الزمان لعدنا ولكن رغم كل ذلك فان مبارك رغم كل مساوئه لم يفرط في اي أراضي مصرية حتي لو كانت ملكيتها محل شك ولكنك سيدي الرئيس أعدت هذه الجزر للسعودية رغم ان قرار مبارك السابق لا يلزمك بشي وهذا ليس قلة وطنية منك فنحن شهدنا وطنيتك في مشاهد عديدة سابقة ولكنك ربما فعلتها ردا واعترافا بجميل السعودية معنا ووقفتها معنا بعد ثورة 30 يونيو ولكني اصدقك القول بان السعودية لم تفعل ما فعلته الا لانها وجدت ان التخلص من الاخوان في ذلك الوقت يَصْب في مصلحتها اولا فالسياسة والعلاقات بين الدول مصالح دائمة وليست صداقات دائمة ، وقد تكون فعلتها سيدي الرئيس ايضا اعتمادا علي حسن النوايا لان تنشئتك تفرض عليك ذلك ولكن سيدي حسن النوايا قد لا يصلح في العلاقات بين الدول والا لقامت اسبانيا بأعادة سبته ومليله للمغرب ولقامت بريطانيا بإعادة جبل طارق لإسبانيا وجزر الفوكلاند للارجنتين وهكذا .

‎الجغرافيا والتاريخ والدم يقول ان تيران وصنافير مصريتين فنتمني ان نعرض الموضوع للحوارالمجتمعي ونكون لجنة من جميع الخبراء لتقديم المشورة المناسبة قبل ان يسبق السيف العزل ونسلم الجزيرتين للسعودية ؛ سبق ان فعلها مبارك في لجنة طابا وكون لجنة ضمت د وحيد رأفت المعارض الوفدي وضمت المؤرخ القبطي يونان لبيب رزق وضمن قامات اخري مثل مفيد شهاب واستطاع ان يستعيد طابا بنجاح منقطع النظير ، واظن انك سيدي قادر ان ترد علي تساؤلاتنا واعتراضنا بتكوين لجنة قانونية كفئة لتعرض الحقائق للجميع كي تقول للمؤيدين وللمعارضين اي منهما هو المخطي وأي منهما هو المصيب فنحن جميعا مؤيدين ومعارضين لقرارك منطلقنا وهدفنا الوحيد هو حب الوطن والسعي لرفعته وتقدمه