عساسي عبدالحميد- المغرب
 أن يتم تجريد  امرأة قبطية مسنة من طرف كتائب ابن العاص الارهابية  بعد إضرام النار في بيتها و بيوت جيرانها من الأقباط؛ و يتم تطويفها '' زفها '' عارية في قريتها فتلك لعمري ملحمة من ملاحم السلف الصالح التي تدرس في الأزهر ؛وأن يحدث هذا في عهد  الحاج عب فتاح ابن سعاد رئيس جمهورية مصر فهذا ورب '' الكعبة ''  من هيبة الإسلام؛ وهيبة الاسلام تقتضي اذلال الذمي؛ والذمي هنا  هو القبطي صاحب الأرض .
.
و قبل هذه الجريمة  تم الحكم على أطفال صغار أقباط من بني مزار بمحافظة المنيا  كذلك  بخمس سنوات سجنا على خلفية مسرحية بريئة قاموا  بتمثيلها؛  وكان عنوانها داعش و ال 21 قبطيا؛ فلا يحق لنا الإساءة لداعش  في المملكة السيساوية الوهابية؛ لأن داعش خرجت من دبر الوهابية السعودية والتي بالمناسبة أهدى لها السيسي أرضا مصرية خالصة '' تيران وصنافير '' لحكمة لا يعلهما الا هو لأنه الأذكى و الأحكم والأقدر على تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولو في غلس الليل ..ومن قام بالاحتجاج على تسليم الجزيرتين تم تعنيفه ومعاقبته؛  ومن قام برفع علم السعودية والقاء أشعار المديح تحت قبة البرلمان و في حضرة طويـــــــل الذيل  سلمان النكيحان فقد تم التنويه بوطنيته واخلاصه..
.
.
في المنيا كما في كل قرى و مدن الصعيد لا يحق للأقباط إصلاح ثقب في حائط أو سقف  كنيسة أو تبديل باب قديمة بأخرى جديدة  أو فتح كوة للإضاءة إلا بترخيص من السلفيين وليس من السلطات الرسمية؛  حتى قرع أجراس الكنيسة و تلاوة الصلوات يجب أن تتم بصوت منخفض حفاظا على مشاعر المسلمين ...
.
.
في المنيا كما في كل بقعة من الصعيد يتنفس فيها قبطي هواء بلاده تعقد مجالس عرفية بتزكية ومباركة من الأمن المصري المتوهب لإصدار عقاب التهجير من البيوت في حق شركاء الوطن؛ فيرحل القبطي مع صغاره جامعا حقائبه أثاثه  تاركا حفنة من روحه وقطعة من قلبه  في مكان فتح في عينيه و ربى فيه أولاده ....
.
في المنيا كما في كل بلدات الصعيد تختطف القبطيات و يتم أسلمتهن و اخراج لهن هوية أزهرية جديدة؛ فيستبدل اسم دميانة  باسم عائشة؛ عملية الأسلمة تتم  بأسلوب مافيوزي فريد وذلك بتخدير الفتاة المختطفة  واستعمال تقنيات الضوء والصوت؛ فبعد أن تبتلع الفتاة القبطية المخدر لايت  الممزوج بالماء يتم إسماعها ما تيسر من القرآن بصوت رخيم و تسليط ضوء خافت على وجهها فتحاط بمجموعة من المنقبات والمحجبات ليهنئنها و يبشرنها فتنطق بالشهادة و ترسل شريطا صوتيا لأمها مخبرة إياها أنها خرجت من الظلمات إلى النور .....
.
سيذكر التاريخ أنه في عصر الرئيس السيسي تم تعرية امرأة قبطية من ملابسها وتم زفها في دروب قريتها والرئيس لم ينبس ببنت شفة ولم يحرك ساكنا ؛ و سيذكر التاريخ كذلك أن الأقباط يأخذون الإذن من السلفيين وكتائب عمرو ابن العاص لإصلاح حائط كنيسة آيل للسقوط؛ و سيذكر التاريخ بأن تلامذة  صغارا أقباطا دخلوا السجن ارضاء للسلفيين و أن أقباطا يختطفون في عز الظهيرة و لا يرجعون أحياء الا بعد دفع الدية ....و أن كنائس و متاجر وبيوتا تحرق
.
كل هذا يحدث في عهد رئيس عاجز عن التصرف والكلام و التدخل لوضع حدا للتضييق عن '' نور العين ''  لكي لا يغضب الإسلاميين ولا يغضب السعودية  ...وما دام فخامة الرئيس ساكت فلينتظر عدالة السماء ...فصبر الأقباط له حدود؛ وصلاة الأقباط حارة ومستجابة ..لكن ما يحز في النفس هو صمت البابا الذي هو في رحلة علاج بدولة  النمسا... 

على القبطي اليوم  أن يختار  بين الذل والكرامة؛ بين أن يحيا أو يموت شهيدا أو يعيش صاغرا مذلولا فيقال له '' اشمل يا نصراني ''...في عصر المماليك عندما كان المسلمون يتسلون يحضرون قبطيا و يأمرونه بأن يقوم برقصة الفلاحة و تقليد الحمار عندما يتمرغ  في الغبراء أو عندما ينهق عند باب الطاحونة .... أو عندما يرفع أنفه للسماء و يشقلب شفتيه و هو يشم بعر بني جنسه ....
.
اهانة القبطية المسنة بالطواف بها عارية دون ملابس ليس بالأمر الغريب؛ فهو تقليد ورثته عصابة ابن العاص كابر عن كابر؛ فقد فعلوها مع الأقباط منذ الفتح العاصي لمصر و لم يسلم منها حتى القديسين ورجال الله ؛ فالقديس الأنبا رويس مثلا الذي عاش في القرن الرابع عشر  و حسب ما يحكيه لنا التراث الكنسي  اجتمعت حوله الغوغاء  و قاموا بضربه و رميه بالقاذورات و تم سحله عاريا و أركبوه مقلوبا على حمار وتم تطويفه تماما كما حدث مع القبطية المسنة بقرية كرم من محافظة المنيا ...
.
في كل جريمة أو ظلم أو اهانة  تلحق بأقباط مصر يطلع علينا الناطق باسم السيسي و باسم الأزهر ليتحفنا بأغنية عنوانها '' الاسلام بريء من هذا العمل المشين '' ...وهذا ليس جديدا ففي كل جريمة أو أو مذبحة أو تفجير يطلع الاسلام بريئا من مذبحة بني قريضة مرورا بجرائم الفاتحين في مصر ومجازر الأرمن حتى مذابح ومحارق تنظيم الدولة التي نتفرج عليها حية على  اليوتوبات والفضائيات

والاسلام بريء من كل هذه الجرائم حتى تثبت إدانته...ومن قام بتجريد تلك المرأة والطواف بها عارية لا يمثل الاسلام لكن لا يجب تكفيره كما قال شيخ الأزهر في حق داعش '' لا يجب تكفريها لأنهم موحدون ويتجهون في صلاتهم لنفس الكعبة '' والكلام هنا لشيخ الأزهر ...