كتب - محرر الاقباط متحدون 
 
وتحدث صاحب النيافة حول الدور الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية، والمبادئ الأساسية، التي يقوم عليها تعليم الكنيسة الاجتماعي، حيث يعتبر أولى هذه المبادئ هي كرامة الإنسان، والتي منها ينبع كل مبدأ آخر: كالخير العام، والتضامن والتعاون، ومنها يستقي كل تعليم شرعيته وأصوليته.
 
وأضاف راعي الإيبارشية: مبدأ كرامة الإنسان هو جذر الحقوق وثمرته في نفس الوقت، ومبدأ الخير العام، الذي ينبع من من مبدأ كرامة الإنسان، والوحدة بين البشر وتساويهم في الكرامة: كمبدأ أساسي للتعليم الاجتماعي للكنيسة، والذي عليه تقوم الحياة الاجتماعية.
 
وتابع الأنبا توما: إن الخير العام هو الحالة الائتلافية بين جميع الظروف، والحالات في المجتمع، والتي تسمح للجماعة والأفراد أن يحققوا ذاتهم، بطريقة متكاملة وتامة.
 
واستكمل الأب المطران حديثه قائلًا: فالخير العام هو ليس إجمالي خير كل الأفراد، أو خير أكثريتهم، لا بل هو إمكانية وحالة تسمح للجميع، كل في موقعه، وحسب قدراته، وحسب حالته، أن يحقق ذاته كاملًا فليس قابل للتقسيم، فهو ملك للكل، ومعًا يستطيعوا الوصول إليه، كل منه في حالته الفردية.
 
واستطرد نيافته: الإنسان لا يستطيع تحقيق ذاته دون البعد الاجتماعي، دون أن يشارك وبعمق حياته مع الآخر، ومن هنا نفهم أهمية هذا المبدأ، فضرورة الخير العام لا تقوم على أهمية التعاون البشري، كي لا يتصادم الإنسان مع أخيه فقط، بل على أنه يحتاج الأخر، كي يكون هو إنسان. 
 
واختتم الأنبا توما كلمته: ومن هنا ينبع واجب المنظمات والهيئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على الحث على هذا المبدأ. فعليها أن تؤسس على هذا الأساس خلق إطار يستطيع الإنسان فيه ان يحقق ذاته في جميع المستويات، الدينية، الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية.