بقلم – شريف منصور
في آخر يوم في السنة الناس ترسل لبعض التهاني بإنتهاء عام وقدوم عام جديد، مش قادر أستسيغ التهاني التي لا تساوي قشرة بصلة الأمنيات التي بلا أي عمل إيجابي، الأمنيات الفارغة مثلها مثل الأمنيات السابقة.

أمنيات مثلها مثل حنية الوز بلا بز، نعم حنية كانت زمان ورقية في كارت وبعدها جاءت المكالمة تليفونية وبعدها جاء الايميل وبعدهم رسائل التليفون وتطورت المعايدات لصور متحركة وبوستات فيسبوك وكل هذا التغيير ونحن لسنا حتي محلك سر بل نرجع للوراء.

أنا اهتمامي بمصر لن ينتهي حتي بعد أن أموت وسأظل أقول كفاكم معايدات فارغة وكلمات ليس لها حتي مفعول مجرد أن تخرج، أحسن شعب يتعاطي تخدير الضمير هو شعبنا المصري، أسهل شيء أنت عملت الواجب وقلت كل سنة وأنت طيب أو طيبة أو البقية في حياتك أو مبروك.. إلخ.

هناك مثال إنجليزي يدل علي فارق الحضارة الإنسانية يقول "حتي فمك مكان ما تحط رجلكً أو حط رجلك مكان ما تضع فمك" أن تكلمت بدون أن تتحرك قدمك بالفعل فهو هو وأن تحركت قدمك دون قصد حقيقي أيضا لا تعني شيء. عندما تقدم لأحد تهنئة اقصدها بالفعل وافعل ما تتمناه للغير.

تعالوا بينا نتكلم عن بلدنا الغالية التي تعاني من فقر إحساس ودم من أغلب سكانها، كأنها مغارة لصوص وكل اللي فيها عبارة عن علي بابا وأخوه قاسم، نهب في ثرواتها وإهمال غير عادي وإنانيه متعمدة وعواطف مزيفة. وزاد وغطي وجود سوس ينخر في عظام مصر وروحها الوطنية بإدخال سم التفرقة بين أبناءها.

هذا تصريح وزير الاوقاف: "أكد محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن عدد المساجد في مصر يتجاوز 140 ألف مسجد وزاوية على مستوى الجمهورية، وعدد المساجد الجامعة الكبيرة ما يتجاوز الـ100 ألف مسجد، موضحا أن مصر الآن بلد الـ 100 ألف مأذنة بدلا من الألف مأذنة، وقال: "لا يمكن لأحد أن يشكك في إيمان مصر وتدينها".

أنا بدوري أتسأل: من شكك في إيمان مصر أساسا؟ مصر دولة لا تموت ولا تدخل جنة ولا حتي النار، إنما شعبها هو الذي يجب أن نتسأل عن إيمانه هذا؟ بماذا يؤمن هذا الشعب؟ كان من الممكن أن أتفهم أن هذا الإيمان العظيم الذي لا يستطيع أن يشكك فيه أحد أن يكون له دلالات عليه وليس مجرد إحصاءات.

هل يستحي وزير الداخلية أن يخرج علينا بإحصائيات ارتفاع عدد الجرائم من قتل ونهب وسرقة، أو تخرج علينا وزيرة التضامن المفروض الاجتماعي تقول لنا كم مليون نفس تعاني من الفقر، أو يخرج علينا وزير العدل ليقول لنا كمً مظلوم ظلم علي يد بعض القضاة المرتشون.

يقولوا أذكر الأشياء الإيجابيه حتي لا تكون عدو لبلدك؟ لحظة يا من تقول هذا؟ هل أنت مقتنع تماما بما تقول انها بلدي؟ وأنت تعاملني كذمي ومواطن درجة ثالثة؟ يكفي حدث واحد يظهر حقيقة هذا مثال الطفل الذي اخذ من حض والديه لكي يرمي فيما يشبه سجن الاطفال؟ أليس جميع مواطنين مصر فرضا متساويين؟ وها هو حدث واحد يثبت كذب هذا الادعاء في الدولة التي لا يشكك احد في إيمانها المتطرف متي تفهموا أن بناء النفوس والإخلاق أهم ١٠٥ مليون مرة من بناء دور العبادة المظهرية .