القمص يوحنا نصيف
في أحد الأيّام، حضرَتْ أسرة المرحوم الدكتور المهندس "لبيب قلدس" الذي أشرف على بناء كنيسة مارجرجس بسبورتنج، جاءوا لعماد ابن أخته.. وكان الطفل يبلغ من العمر حوالي سنتين.
وأثناء سرّ العماد، كان الطفل فرحًا ومسرورًا.
وبعد انتهاء العماد، سأل الطفل الدكتور لبيب قائلاً: "مَن هو الإنسان صاحب الوجه المنير الجميل.. اللابس الملابس البيضاء.. ذو اللحية الطويلة البيضاء والشعر الأبيض.. الذي كان النور يحيط بوجهه؟!"
فردّ الدكتور لبيب قائلاً: "إنّه أبونا فلان الذي عمّدك"، ولكنّ الطفل ردّ قائلاً: "أنا عارف أبونا فلان.. لكن أنا بأسأل عن الرجل الجميل جدًّا الذي كان أبونا واقفًا بجواره"..
فتحقّق الجميع أنّ السيّد المسيح نفسه هو الذي أتمّ سرّ العماد، وأنّ الطفل رأى ببساطته ما لا نراه إلاّ بالإيمان..
هذه الحادثة حضرتها وسمعتها بأذنيّ إثباتًا لأهمّيّة عماد الصغار، وأنّهم يرون بالروح أعظم مِمّا يرى الكبار، كقول السيّد المسيح: "أحمدك أيّها الآب ربّ السماء والأرض، لأنّك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأعلنتها للأطفال" (لو10: 21).
هذه الحادثة زادت في إيماني، أنّ العماد سرّ مقدّس، يحضره المسيح، لأنّه سرّ ميلاد أحد أبنائه، وأنّ السماء في لحظتها تنفتح كما انفتحت على المسيح، وبابانا السماوي يقول للطفل مع المسيح:
"هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرتُ".
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" - عدد مارس 1975م)
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.