كتب - محرر الاقباط متحدون 

أحيت مطرانية الشرقية والعاشر للاقباط الارثوذكس، تذكار استشهاد القديسة كاترين الإسكندرانية.
 وُلِدَت هذه القديسة من أبوين مصريين وثنيين بمدينة الإسكندرية في أواخر القرن الثالث الميلادي، دعوها باسم " ذوروثيا ". وهبها الله عقلاً راجحاً وجمالاً فائقاً، فدرست علوم الفلسفة والشِّعر والموسيقى والطبيعة والرياضة والفلك والطب.
 
 أدركت من خلال دراستها بُطلان العبادة الوثنية وفسادها. فحرَّكت النعمة الإلهية قلبَها للبحث عن الحقيقة. وشاهدت في رؤيا العذراء مريم تحمل الطفل يسوع، فأسرعت إلى أحد الكهنة المسيحيين وقصَّت عليه الرؤيا وطلبت الإرشاد.
 
 وهنا بادرها الكاهن بقوله " ثقي يا ابنتي أن الرب يسوع يريدك أن تكوني ابنة له ". وصادف هذا الكلام ما يجول في داخلها، فعكفت على دراسة الكتاب المقدس يساعدها في ذلك الكاهن، فاستنارت بصيرتها، وألحت عليه في طلب المعمودية وعمَّدها باسم " كاترينا " أي الأكاليل الكثيرة.
 
وبعد أن نالت بركة المعمودية اشتاقت أن تجاهد في تثبيت المؤمنين بالرب يسوع المسيح. ولما سمع الإمبراطور مكسيميانوس قصتها غضب وأرسل الجنود ليأتوا بها إلى المعبد الوثني حيث كان الإمبراطور. 
 
وهناك وبَّختَه على ضلاله وجهله. فاندهش الإمبراطور لشجاعتها وانبهر لجمالها المفرط فاستدعاها إلى قصره وأحضر لها خمسين عالماً وثنياً. واستطاعت بنعمة الرب أن تقنعهم بصحة الإيمان المسيحي، فقبلوا الإيمان بالسيد المسيح كمخلِّص لهم.
 
 فأمر الملك بإحراقهم ونالوا أكاليل الشهادة. لكنه استبقى كاترينا لانشغاله بجمالها وتعلُّق قلبه بها، لعلها تتراجع وتصير زوجة له. 
 
إلا أنها رفضت عروضه متمسكة بإيمانها.أمر الإمبراطور جنوده أن يعذبوها بأشنع العذابات ثم وضعوها في السجن. وطلب من زوجته محاولة إقناعها. 
 
ولما ذهبت إلى السجن كان معها القائد " بروفيريوس " فأوضحت لهما صحة الإيمان المسيحي فآمنا ونالا سر المعمودية المقدسة.وحينما عاد الإمبراطور أمر بقطع رأس زوجته والقائد، وبتعذيب كاترينا. فعذبَها بأنواع كثيرة من العذاب الشديد. وفي كل هذا كان الرب يعزيها ويعطيها سلاماً. ثم قطعوا رأسها وهي في التاسعة عشر من عمرها. ونالت إكليل الشهادة. ودُفنت بالإسكندرية. 
 
ثم نقل الرهبان رفاتها إلى جبل سيناء وهو موجود حالياً في الدير المُسمَّى باسمها بصحراء سيناء.بركة صلواتها فلتكن معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.