حمدي رزق
لم يعد يشغلنى ولم يزعجنى شماتة الإخوان والسلفية والتابعين والمؤلفة قلوبهم ومرضى القلوب فى رحيل الكبير الحبيب «مفيد فوزى»، قدَّس اللهُ روحَه.. لسان الحال، دعهم فى حقدهم الأزلى يعمهون.. ولا يجرمنكم شنآن قوم.

ونصيحة لوجه الله، ممكن نبطل نغمة شماتة الإخوان إياها فى المَآتِم والجنازات، نحن نعطيهم هكذا حجما أكبر من حجمهم، استحضار الإخوان فى فقدنا ومصابنا لن يقدم ولا يؤخر، الإخوان ماضٍ.. انتهوا، خلصوا، خلصنا منهم ومن حقدهم.

يا سيدى عنهم ما ترحموا، وليس مطلوبا منهم ترحما، هؤلاء ليسوا بشرا أسوياء، ليسوا بشرا أصلا، «عبيد المرشد»، خلينا فى مصابنا، نعزى أنفسنا.

الإخوان ناس موتورة، تربت على الحقد والثأر والغيلة، ما لنا بهم، ولا يلزمونا بحاجة، هو إنت فاكر الإخوان هيعزوك!، تبقى واهم، دول شاربين سم هارى فى بطونهم، ويبيتون على ثأر.

لا تعطوهم وزنا ولا قيمة، ولا أهمية، هؤلاء خارج التاريخ، خارج الإنسانية، معدومو الإنسانية، لا هُم بشر ولا يُحسبون من البشر!!.

الإخوان بالتوصيف غِرْبَان الشوم.. أتعرفون الْغُرَاب النُّوحِى؟.. الإخوانجى تشبيهًا غراب نوحى، ويتميز بحدة صوته الذى جعل الناس تتشاءم من رؤيته أو سماع صوته إضافة إلى لون وجهه الأسود، يحوم فى دوائر حول الأحزان، وكأنه ينوح على الميت وهو يأكل لحم أخيه ميتا!.

يتأبطون شرًا، ويعتملون ثأرًا، وقلوبهم سوداء، أسود من لون صخر البازلت، موتورون من كل الناس، أحياء وأمواتا، حتى كلمة «الله يرحمه» فى إثر الميت يضنون بها ترحما، بل يستتبعونها بأذى.. فعلًا، الأذية طَبع أسود.

بالمناسبة (والكلام لهؤلاء وأشباههم)، ترحمك على الميت لن يفرق معه فى الآخرة، ولن يدخله الجنة، ولا تعنتك سيزج به فى النار، فقط كُف أذاك، بخلت على الميت بالرحمة، فلا تتطوع بطلب الجحيم، حد ضامن عمره، ترحموا على الموتى يترحم عليكم الأحياء، تخليص الثأرات من الأموات فى القبور خُلق ذميم.

فعلًا، ميبقاش على المداود غير شر البشر، والإخوان شر البشر، ربنا رزقنا ببشر ما هو بشر، جلمود صخر، لا تهزهم الفجيعة، ولا يرعوون للموت، الموت مبقاش له جلال يا جدع، ولا يزعجهم الفقد، ولا يتعظون، يظنون أنهم مخلدون، يشيعون هواء فاسدا فى الأجواء.

الناس الطيبة تترحم وتذكر الحسنات.. وناس شريرة، إخوان فى الغالب وسلفيون فى بعض الأحيان تتلمظ، الموت فرصة تسنح لاستخراج صديد نفسانى متحوصل فى أعماق نفس مريضة، يبخ فى وجه البشر سخاما أسود، والناس مجروحة وتعبانة ومتلهفة على كلمة طيبة ترد الروح المتعبة.

عجبًا، يغتبط الإخوانى اللئيم فى المصاب الأليم، ينتشى فى مواكب الحزن، يسارع بالتويت والتغريد ليحجز مكانا فى سباق الشامتين.

عقور لا يحتمل تعزية طيبة، ولا دعوة بالرحمة، يدخل بفأسه يحفر قبرًا موقدًا، وهات يا تقطيع فى كفن الميت، يعريه من الطيبات، ويلقى عليه من السيئات.

الناس تعزّى، وعديم الرحمة يقطع فى الجثمان بالسكين، ويتنطع مستهجنا الترحم على المرحوم، لا بيترحم ولا بيسيب رحمة ربنا تتنزل على العباد.

من أعراض الوباء الإخوانى ظهور جراد أسود متصحر من جوه، صنف من البشر خلو من المادة الخام للإنسانية، هم وقود الكراهية المشتعلة فى الفضاء الإلكترونى، قست قلوبهم فصارت كالحجارة أو أشد قسوة، لا يهزهم الموت، ولا يخشعون، ولا يختشون، ولا يهجعون، مثل الغِرْبَان ومنهم الْغُرَاب النُّوحِى!.
نقلا عن المصرى اليوم