بقلم / طارق سمير
كنت إعتدت منذ سنوات أن أضع معلقتين سكر علي كوب الشاي، إلي أن أقنعني أحد أصدقائي أن أجرب شرب الشاي بمعلقة سكر واحدة، ثم بعد فترة أجعلها نصف معلقة و هكذا إلي أن أصل لكوب شاي بدون سكر. لم أكن واثق أني سأستطيع فعل ذلك و لكنه كان يقول لي فقط إحتمل يومين ثم ستعتاد علي الطعم. و بالفعل كان الموضوع أسهل جدا مما أتخيل.
 
عندما يسقط الثلج في المدينة التي أعيش فيها تسارع البلدية إلي تنظيف الشوارع الرئيسية و لكنها لا تهتم بتنظيف الشوارع الداخلية. و عندما أبديت إنزعاجي من منظر الشوارع الداخلية و عدم إهتمام البلدية بها، كان دائما يأتيني الرد أن هذا هو الطبيعي و أني سأعتاد علي هذا و أن البلدية لا تنظف الثلج في الشوارع الداخلية. كل الردود كانت تشير إلي أن المشكلة إني لم أعتاد علي هذا و ليست مشكلة البلدية التي لا تقوم بدورها.
 
إن الأعتياد في حياتنا هو سلاح خطير. يمكننا إستخدامه للتغلب علي مشكلة ما أو يمكننا أن نستسلم له فننسي أننا في مشكلة.
 
ربما تضعنا الحياة أحيانا في مواقف صعبة كغربة أو فراق أو مرض. موقف ليس لنا خيارات للتغلب عليه. هنا يأتي موعد السلاح السحري. الأعتياد، لا تنزعج ستعتاد. ستستطيع أن تتوافق مع هذا الموقف و ستعتاد عليه.
 
لكن المشكلة الحقيقية أن نستسلم للأعتياد عندما تكون الحلول في يدنا. أن نعتاد علي وضع خاطيء فلا نشعر أن هناك خطأ. نعتاد علي عمل لا نحبه فننسي أحلامنا. نعتاد علي الإهمال حولنا فلا نبحث عن التغيير. نعتاد علي عبادات فننسي أن نبحث عن الله فيها.
 
الإعتياد سلاح علينا إستخدامه عند الحاجة، و الهرب منه إذا سيطر علينا.