الأب جون جبرائيل
«نفرتاري، أنتِ التي من أجلها تُشرق الشمس!»
الملك رمسيس الثاني بيتغزّل في زوجته نفرتاري وبيقول لها الجملة دي. ففكرت في الأصوليّين اللي عندنا في مصر اذاي بيقرو التعبيرات الجمالية والبلاغية والشعريّة في العهد القديم.. فمثلا إذا جملة ذي اتقالت في العهد القديم، الأصولي المسيحي المصري هيفهما إذاي؟ ده كتاب مقدّس، وكل ما فيه حقيقة علمية عشان ربنا طبعًا يعرف كل حاجة فطبعًا الشمس أصلًا بتشرق عشان القديسة نفرتاري مرات القديس الملك رمسيس الثاني. وده عشان ربنا يعلمنا أد إيه الحب الزوجي مقدّس. وطبعًا اللي هيقول إنه بيجري ورا العلم إن الشمس مش بتشرق أصلا ولا بتغرب ده الأرض اللي بتلف يبقى شخص بيشكك في الوحي والكتاب المقدس. (مفيش داعي هنا اتكلم عن اللي بيلحدوا عشان اللي بيتقال ده لانه مش مجاله).

العهد القديم مليان أساليب بلاغية وشعريّ وأدبيّة رائعة في مجال الأدب حتى لو مش مؤمن إنه موحى بيه. لازم الواحد يفهم الأسلوب الأدبي عشان يفهم الرسالة اللي بيحتويها.. من ضمن الأساليب الأدبيّة طبعًا في أساليب مرتبطة بالثقافة ذي مثلا خلع الحذاء، أو عدد السنين.

خلع الحذاء مالوش دعوة بالاحترام، هو ليه دعوة بالملكيّة. يعني لما تدخل أرض غيرك تخلع الحذاء وبالتالي لو انت اشتريتها منه تلبس الحذاء وهو يخلعه. عشان كده نص الخروج اخلع نعليك، مالهاش دعوة لا باحترام ولا غيره، أي يهودي هيفهم في العصر ده إنه الأرض دي بتاعة الله. نفس تعبير يوحنا المعمدان لما بيقول إنه ميقستحقش يفك رباط حذاء المسيح، الموضوع مش تواضع طبعًا (مكانوش لسه دخلو في روحانيّة الانبطاح دي) يقصد يوحنا إنه ما يقدرش ياخد ما هو ملك للمسيح، ميقدرش يحصل علي ممتلكاته ومكانته وينسبها لنفسه.