حمدى رزق

 وسط غبطة من عموم المصريين، استعرت حالة من الدهشة الممزوجة بالإنكار تلبست بعض الكارهين، طفقوا يغردون ويفسفسون في الفضاء الإلكترونى، يكذبون ساخرين، من كون الكرة التي تجرى على أرض استاد «البيت القطرى» بالعاصمة الدوحة في افتتاح مباريات كأس العالم «صناعة مصرية»!!

حالة الإنكار تحولت إلى سخرية مُرة، معلوم غاب المنتخب الوطنى المصرى بزيه التقليدى الشهير (بعلم مصر)، وحضرت كرة مصرية، تحمل علامة عزيزة «صُنع في مصر»، فكان وقع الخبر كالحجر ثقيلًا على قلوبهم السوداء.
 
ابتداء استكتروها ولايزالون على الصناعة المصرية، معقول مصر تصنع كرة القدم، يعنى قطر التي أنفقت إنفاق من لا يخشى الفقر على تنظيم البطولة، ستترك كرات «نيك، أديداس، أندر آرمور»، وتستجلب كرة من مصر!
 
وعادوا من صدمتهم إلى ترويج حالة الفشل المرضية التي يعانون منها، ثم كذبوها بعد أن اتضح حقيقتها وأنها كرة مصرية مُصدرة إلى الدوحة من شركة «فور وورد» الرياضية لصناعة كرة القدم، وانتهاء سخروا منها على طريقة الثعلب وكرم العنب.
 
عملية تحبيط ممنهجة، ووصم الصناعة المصرية بالفشل، ضمن مخطط التفشيل الكبير الذي يعملون عليه ليل نهار، يُصدرون الفشل تلو الفشل إلى الحالة المصرية، ويقلبون النجاح إلى فشل، ويتفننون في ترويج الفشل، يجولون ببضاعتهم الفاشلة في الفضاء الإلكترونى.
 
الحقيقة التي غابت وغُيّبت بفعل فاعل، الشركة المصرية التي صدرت كرة كأس العالم تأسست قبل أربعة شهور فحسب من انطلاق الحدث الكروى الأهم عالميًا، وأن تصميم الكرة من خبراء الشركة «فور وورد»، وحصلت على امتياز التصدير على كل الشركات الرياضية التي نافست للحصول على هذه الصفقة الرابحة، والمصنع الذي غزا كأس العالم باكورة مدينة صناعية رياضية مخططة سلفًا.
 
معلوم، حجم السوق العالمية من المنتجات الرياضية يقرب من ٣٨٠ مليار دولار، وقريبًا سيتم تصنيع الملابس والأحذية الرياضية للماركات العالمية في مصر.. كفاية ولا نقول كمان!
 
مثل هذه الأخبار المُبهجة مصريًا لا تروق لأصحاب النفوس المريضة، كم القلش والسخرية التي صاحبت الخبر الذي لف العالم يبرهن على كراهية البعض لكل ما هو مصرى، كراهية تسرى في نفوس جماعات أدمنت الفشل، وشعار «صُنع في مصر» يزعجهم تمامًا، وكون مصنع يفتح في مصر، ويصدر منتجاته إلى كأس العالم عجبة، الكحكة (الكرة) في إيد اليتيم عجبة.
 
وصم الصناعة المصرية بالفشل المزمن من مخلفات مرحلة سبقت، ومصر تدخل من الباب الواسع للصناعات التصديرية، ومن باب كرة قدم الواسع، بداية مبشرة، تؤشر على ركوب الطريق الصعب وسط منافسة شرسة عالميًا.
 
متخيل سيادتك شكل المنافسة على تصنيع كرة كأس العالم كيف كانت، وجودة الكرة المصرية كانت حاسمة في التفضيلات المونديالية.
 
تخيل شركة مثل Nike، التي تسيطر على سوق العلامات التجارية الرياضية عالميًا بـ26.9 مليار دولار، لم تحظَ بامتياز تصنيع كرة كأس العالم، وفازت بها شركة مصرية كانت مغمورة حتى ضربة البداية في مباراة الافتتاح بين قطر والإكوادور.
نقلا المصرى اليوم