بقلم : الدكتور مجدى شحاته   
شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية ، فى الفترة من 6 الى 18 نوفمبر ، فعاليات قمة المناخ ، ذلك الحدث التاريخى الهام الذى شارك فيه 200 دولة ، وحضرها 130 من قادة وزعماء العالم ، علاوة على 40 ألف من المشاركين ، وقام بتغطية القمة أكثر من ثلاثة ألاف صحفى .  على مدار اسبوعين تم مناقشة المشاكل وطرح الحلول المقترحة لحماية وانقاذ  كوكب الارض من تداعيات الظواهر المناخية الحادة كالتصحر وحرائق الغابات وانبعاث الغازات الضارة . فى افتتاح الشق الرئاسى من المؤتمر، القى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي  كلمة اتسمت بالقوة وكانت حاسمة ومحددة ، فيما يتعلق بالقدرة على مواجهه الازمة الاخطر التى تواجه كوكب الارض من تغيرات المناخ ، وضرورة الانتقال من مرحلة التعهدات الى مرحلة التنقيذ لانقاذ الكوكب . وبعد انتهاء الرئيس السيسي من كلمته وجه الى زعماء وقادة ورؤساء العالم رسالة  تاريخية لوقف الحرب الروسية الاوكرانية ووقف نزيف الضحايا والخسائر والخراب . النداء الانسانى الذى لاقى رد فعل ايجابى كبيرمن خلال عاصفة التصفيق الحار من الحضور . وقد اعرب الرئيس الامريكى جو بايدن عن شكره للرئيس السيسي لأستضافته قمة المناخ ومنح العالم الفرصة مرة اخرى للحوار حول التغيرات المناخية . كذلك اشاد الرئيس بايدن بمبادرة الرئيس السيسي الذى تحدث بقوة لوقف الحرب بين روسيا واوكرانيا ، مشيرا الا ان العلاقات بين القاهرة وواشنطن استراتيجية ولم تتغير على امتداد 40 سنة . ومن الجدير بالذكر ، أن اشادة الامين العام للامم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالاستقبال والتنظيم الرائع الذى قدمته مصر خلال قمة المناخ  جاء بمثابة شهادة قاطعة لنجاح القمة تخرس السنة الحاقدين وابواق البوم الناعق . 
 
شهدت القمة منذ بدايتها حملة ممنهجة وضغوط شديدة متصاعدة حول قضايا حقوق الانسان والمطالبة الفورية بالافراج عن احد المسجونين جنائيا وليس سياسيا فى مصر، والمضرب عن الطعام والشراب ، ( مع متاجرة اقرب الناس اليه ، بموضوع اضرابه عن الطعام لخلق وتضخيم المشاكل مع السلطات المصرية ) كان رئيس الوزراء البريطانى راشى سوناك ، هو المتصدرلتلك الحملة الضارية . الا ان مصرالقوية العصية ، تمسكت بموقفها الراسخ الثابت والرافض وبشدة أى تدخل فى شؤونها الداخلية من حيث المبدا ، كما ترفض الاساءة لسمعتها ازاء التعامل مع ملف حقوق الانسان لأغراض سياسية . وانها ترفض بكل الحزم كافة صور الابتزاز من أى كائن كان . وتجلى الموقف المصرى الراسخ العظيم، مع المشهد الذى نقلته كافة وسائل الاعلام اثناء خروج رئيس الوزراء البريطانى بعد اجتماعه المغلق مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي ، مسرعا بصورة مثيرة وملفتة للغاية ، رافضا الرد على تساؤلات الصحفيين عما جرى بخصوص السجين المصرى . والمشهد لا يحتاج اى تعليق ...  
 
تزامن انعقاد قمة المناخ التى حضرها زعماء وقادة ورؤساء وملوك وامراء كل دول العالم ، واكثر من 40 الف مشارك وثلاث ألاف صحفى من كل انحاء العالم .. تزامن مع يوم الجمعة 11 نوفمبر اليوم الذى حدده منذ اكثر من شهرين ، حفنة من عناصر( اللهو الخفى) الهاربين خارج مصر  للحشد وخروج المصريين فى تظاهرات حاشدة ، ضد الدولة المصرية . بغرض احراج الدولة أمام العالم والعمل على فشل القمة التاريخية ، ونشر الفوضى والخراب فى كافة انحاء مصر . وتصادف اليوم ايضا مع وصول الرئيس الامريكى جو بايدن الى شرم الشيخ للمشاركة فى فعاليات قمة المناخ . وفشلت دعوات ( اللهو الخفى ) التخريبية ولم يستجب المصريين للفوضى وتمسكوابقيادتهم ليكملوا مشوارهم الوطنى ، ورغبيهم فى الاستقرار الذى تحقق بفضل جهود أجهزة الامن المصرية بعد الفوضى التى عمت البلاد خلال احداث عام 2011 . ويثبت المصريون للعالم انه شعب وطنى أصيل استوعب الدرس جيدا رغم الصعوبات والتحديات التى تواجه الدولة المصرية مثلها مثل كافة دول العالم . وأكد المصريون لكل زعماء العالم على ارض الواقع فى قمة المناخ ، ان المصريين اصحاب أقدم حضارات العالم ، لم ولن يسمحوا بالتراجع الى الخلف مطلقا ، وانهم ماضون خلف قيادتهم الحكيمة الواعية نحو مستقبل مشرق ، ومرحلة قادمة ستشهد مزيدا من التقدم والنمو والنهوض الاقتصادى واستكمال خطط الاصلاح والتنمية رغم كل الصعاب والتحديات .  وتحيا مصر ..