محرر الأقباط متحدون
اعاد الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين، نشر مقطع فيديو يعود لعام 2011، لمناظرة بين التيار المدني والتيار السلفي بساقية الصاوي، مؤكدا أن السلفيين اخطر من تنظيم الإخوان.

وكتب نبيل شرف الدين عبر حسابه علي فيس بوك: "شهدت (ساقية الصاوي) يوم الخميس 12 مايو 2011 مناظرة بثتها قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام المصرية، جمعتني مع القمص فيلوباتير جميل كاهن كنيسة العذراء ومارمرقس بالطوابق، في مواجهة عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، وممدوح جابر عضو ما يسمى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وهما من أشهر رموز السلفيين في مصر، وذلك عقب الاعتداء على كنيستي مارمينا، والعذراء بإمبابة، ودعوة هذه الجماعات السلفية لحرق جميع الكنائس في مصر، في وقت كانت تشهد فيه البلاد حالة انفلات وانقسام، واستئساد الإخوان والكيانات السلفية بشتى أطيافها على المجتمع المصري برمته.

وأضاف: استغرقت المناظرة نحو ساعتين، وكان المشهد رهيبا لأن أتباع السلفيين احتشدوا حتى اكتظت بهم كل القاعات، واضطرت إدارة (ساقية الصاوي) للاستعانة بالأمن لضبط الأوضاع خشية وقوع مواجهات، لكن لم يتجاوز أنصار الليبراليين والمسيحيين العشرات كانوا محشورين في زاوية، واتصلت بكل من أعرفهم للحضور، وفي صدارتهم زملائي في صحيفة (الأهرام) التي أعمل بها، و(الأزمة) التي كنت رئيس تحريرها، وكل الصحف الحكومية والحزبية والخاصة ولا أنكر شعوري بالحزن والإحباط حين شاهدت ضآلة الحضور من أنصار الدولة المدنية، مقابل حالة الهوس التي اجتاحت المجتمع المصري بكل أطيافه.

وتابع: ولأن المناظرة طويلة فقد اضطررت إلى تقسيمها لأجزاء، وهذا هو (الجزء الأول) وقد أجريت له مونتاج ليصبح عالي الجودة، ولن أمل تكرار التحذير من التيار السلفي، فهو أخطر من جماعة (الإخوان) التي أرى أن الضربات الأمنية المتلاحقة أنهكتها، كما اجتاحتها الانقسامات بين فريقي بريطانيا وتركيا، وجيل الشباب والعجائز، والداخل والخارج، والمحبوسين والهاربين".

وأوضح "بينما تتمدد الكيانات السلفية في شتى أنحاء البلاد، وأنبه إلى أن الفرق بين السلفية الجهادية (الدواعــش) والسلفية المدرسية (الوهابيـة) مجرد خيط رفيع، وأن مرجعية منظمات الإرهاب الدولية مثل (القاعدة، داعـش، النُصـرة -هيئة تحرير الشام حاليًا - بيت المقدس،  جيش السنة، لواء الحق، بوكو حـرام .. إلخ) تعتمد على مرجعية (السلفية الجهادية) التي خرجت من رحم (الوهابية) وجماعة الجهـاد المصرية وعبرت بمحطات سأتناول تاريخها في الجزء الثاني مع أبرز ملامحها الفكرية وأشهر الفتاوى التي لا تتسق مع منطق ولا دين ولا إنسانية في شئ، ورغم كل التحذيرات مازالت الكيانات السلفية تتمدد عبر كافة دول المنطقة من شمال العراق حتى المملكة المغربية، وأرى أن الاكتفاء بالملاحقات الأمنية وحدها ليست حلاً حاسمًا ، بل يتطلب الأمر توفر إرادة سياسية ناجعة، وإفساح المجال للمؤسسات والشخصيات المدنية، وإعادة النظر في مناهج التعليم العام والأزهري، وتبني المنظومة الإعلامية لخطاب مستنير بدلاً من الخطاب العشوائي والنفاق الرخيص الذي صرف عنها المشاهدين، وتقليص جرعة المزايدات الدينية بكل مجالات الحياة، وإلا ستكون النتائج ضياع أجيال بين الانفلات الأخلاقي، أو الإلحاد، أو التحول إلى مشروعات خلايا داعشية كامنة حين تتوفر لها ظروف مواتية ستلجأ للعنف في أبشع صوره، (اللهم بلغت، اللهم فاشهد).