بتر قدميه كان نقطة الانطلاق والنجاح .. دخل تحدى عبور المانش وهو متيقن بالفوز
الشرقية - سارة على : 
قال السباح أحمد ناصف ، والذى تمكن من عبور " المانش " كثانى مصرى يتمكن من عبوره من ذوى الإحتياجات الخاصة ، أنه يجب على كل من يتعرض لأزمة أن يحول محنته إلى هدف ونقطة إنطلاق جديدة ، ولا يستسلم لليأس ، مؤكدا على أن الإبتلاء الذى أصابه كان نقطة إنطلاق للنجاح والشهرة 
 
و أضاف أنه حين أصابه الحادث الأليم كان صابرا على البلاء متيقنا أن الله قد وضعه فى ذلك الإختبار لحمة ونجاح سيجنى ثمرتها فى المستقبل 
 
جاء ذلك خلال حواره ل" أقباط متحدون " والذى جاء كالتالى :
 
كيف وقعت إصابتك ؟ 
تعرضت لحادث قطار فقدت فيه قدمى الإثنين ، وكانت الصدمة بمثابة نقطة بداية وأغنطلاق لتحقيق الذات والإستفادة من الإبتلاء 
 
وكيف تلقيت صدمة الإصابة وفقد أجزاء من جسدك ؟ 
تلقيتها بصر رحب وبحمد لله ، وعلمت أن الله قد وضعنى فى هذه المحنة لحكمة ، وقلت فى قرارة نفسى " أن الله قد اعطانى هذا الإبتلاء كرسالة .. ولابد أن أكون قادرا على أن أثبت لله أننى قادر على تقبل و إجتياز الإبتلاء 
 
كيف حولت المحنة إلى منحة وكان الحادث نقطة تحول فى حياتك ؟
 تعرضت للحادث فى شهر ابريل ، وبحلول شهر أغسطس التالى لتاريخ الحادث وبعد حوالى 4 أشهر ، استعدت عزيمتى و بدأت تدريب السباحة ، واضعا " عبور المانش " هدفا نصب عينى و عازما على تحقيقه مهما تكلف الأمر
 
من أكثر من ساندك فى هذه الأزمة ؟
 فى مثل هذه المواقف يحتاج الشخص لمن يثبته ، ولقد كان والدى ووالدتى نعم الرفيق والمعين فى هذه الفترة العصيبة ، وكانا بمثابة العصا التى أتوكأ عليها لتخطى صعوبة الأمر
 
هل إجتزت بحر" المانش " من المرة الأولى ؟ 
لا نجحت فى المرة الثانية ، حيث كانت المحاولة الاولى لعبور المانش فى شهر سبتمبر 2012 ، وكانت محاولة غير كاملة ، تمت بنسبة 88% ، وواصلت السباحة لمدة 17 ساعة سباحة متواصلة ، و كانت المحاولة الثانية فى يوليو 2014 وتمت بنجاح
 
لماذا وضعت عبور " المانش " أكبر تحدى واجب عليك إجتيازه ؟ 
بطولة عبور المانش تقام منذ حوالى 144 سنة ، وهى من أعرق البطولات فى التاريخ بحر المانش يعتبر مثالا للتحدى عند السباحين ، لما فيه من صعوبات ، حيث أنه بحر بطبيعته متحديا للطبيعة  ، فطوله 36 كيلو متر ، ولكنه فى الطبيعى يعادل أكثر من 60 كيلو متر لما فيه من صعوبات تواجه السباح ، مثل شدة التيار و شدة البرودة ، والسباحة الليلية و أمواجه العالية
 
كيف كان يقينك من ناحية الفوز وإجتياز البطولة ؟ 
فى المرة التى فزت فيها كنت مقبلا على البطولة و أنا على يقين بالفوز ، ودخلت التحدى وانا فى حالة إطمئنان وسكينة خاصة بعد أن بشرتنى والدتى بالفوز وقالت لى أنها كتبت إسمى بيديها على أستار الكعبة وهى تؤدى العمرة ، واتصلت بى تليفونيا قبل المسابقة بيوم واحد تبشرنى بالفوز بعد كتابة إسمى على الكعبة و الدعوات له بإخلاص وخرجت وهى على يقين كامل فى قلبها بفوزى فى التحدى الصعب
لأكون ثانى مصرى يعبر المانش " من ذوى الإحتياجات الخاصة " 
 
هل ستشارك فى بطولات عبور المانش مرة اخرى ؟ 
 بالفعل أريد المشاركة ولكن غير متاح السفر لإكتمال عدد المشاركين ، فمن المتوقع ان أشارك بحلول 2020 ، إلا إذا اعتذر أحد المشاركين سأدخل مكانه 
 و اود الإعلان  عن أن المرة القادمة ستكون عبور المانش ذهاب و عودة وفى حالة النجاح فى هذه المحاولة سأكون ضمن 20 سباح على مستوى العالم يتمكن من عبور المانش ذهاب و عودة
 
هل لديك أى مبادرات أو عمل مجتمى توصل به رسالتك فى الفترة الحالية ؟
لدى رغبة فى إتمام مبادرة " تماسيح النيل " وهى عبارة عن ماراثون سبحاة ، يشارك فيه السباحين فى مصر ، لاجتياز نهر النيل ، على أن يتم الإحتفال بها فى كل محافظة من محافظات مصر بمهرجان إحتفالى كبير، و يشارك فيها السباحين من ذوى الإحتياجات الخاصة وأقودها أنا ولكن يعوق تنفيذ المبادرة قلة التمويل ، حيث أن الفكرة مقبولة لدى العدبد من المسؤلين و رجال الأعمال ولكن دون إبداء الإستعداد لتنفيذ المبادرة 
 
أخيرا .. ما هى رسالتك لأصحاب الازمات والإبتلاء من أبناء مصر ؟
أقول لهم إرفضوا الإستسلام وتمسكوا بأحلامكم فالإنسان يستطيع تحقيق أى تحدى بالإصرار والعقيدة الثابتة ، و كنت مثالا لذلك فربما إن لم أتعرض لهذا الحادث لم أكن أصل إلى ما وصلت إليه الآن