محرر الأقباط متحدون
قال الكاتب والمفكر أحمد علام، إن أفضل ما فى أزمة مبروك عطية فعليا، ليس رفض الكثير من المسلمين لما قاله بشكل ساخر، بل الأفضل هو بحث كثيرين عن الموعظة على الجبل للسيد المسيح وقرائتها، فيدركون أن الآخرين ليسوا عدو أو غول، ولديهم بكتابهم قيم وأخلاقيات سامية جدا ونبيلة، ليسقط ما زرعه دعاة الكراهية عبر سنين لضمان نفور مكونات المجتمع من بعضها، ونتائج البحث عن الآخر وما فى كتبه، من المؤكد أنها ستصب فى صالح الوطن فعلا، وإحترام الناس لبعضها وتركها التحدث بشأن الجزء الغيبي فى الإيمان، والاكتفاء بالفعل المبنى على الإيمان من حيث المعاملات.
 
وتابع: وحتى نعرف فى ماذا أخطأ مبروك عطية، وما سبب ما حدث فلنعود الى معظم خطابات شيخ الأزهر بنفسه فى أوروبا، أو هنا، فستجد أنه دائما ما يستشهد بأقوال لمشاهير مسيحيين ويهود وملحدين عالميين، وهم يمدحون نبينا وآيات بالقرآن، لكن مبروك عطية ومن على دربه، إستكبروا أن يتحدث مسلم كإبراهيم عيسى وأى مسلم عن سمو وصايا المسيح كالموعظة على الجبل التى قال شيخ الأزهر بنفسه عنها (أبكى والله كلما أقرأها)، لكنها حالة الإستعلاء وعدم الإعتراف بالغير، وبقيمه.
 
وتسأل أحمد علام عبر حسابه علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: لكن أين هم من وصف الإمام على حين سأله بعض الناس عن المسيح فقال لهم (كان لمسيح يتوسد الحجر ويلبس الخشن، وكان ادامه الجوع وسراجه القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الارض ومغاربها، وفاكهته وريحانه ما تنبت الارض للبهائم، ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته ولا طمع يذله، دابته ورجلاه وخادمه يداه).
 
على جانب آخر، ففى عام 2003 أصدر الشيخ طنطاوى قرار بوقف الشيخ نبوي محمد العش الذى كان رئيس لجنة الفتوى فى الأزهر، ذلك لأنه حرم التعامل مع مجلس الحكم الانتقالي فى العراق بمنظور دينى، حيث وصف المجلس بأنه مجلس شكله أحفاد الخنازير، ووصف رجال الدين السنة العراقيين المتعاملين مع المجلس بالخونة لدينهم رغم أن الأمر سياسي بحت، ولكن تعامل معه الشيخ طنطاوى بكل حسم وأصدر بيان إعتذار لمجلس الحكم الانتقالى فى العراق وقال أنه ليس من حق أحد التدخل فى شئون الدول الأخرى، كما أعتذر لرجال الدين العراقيين ولكل من أساء لهم الشيخ نبوى العش.
 
وأختتم أحمد علام: أما أزهر اليوم فإنه بإعتراف شيخه الحالى نفسه فقد سيطر عليه الأصوليون فى آخر عشر سنوات، ورغم أنه قد قال ذلك لكنه أيضا يحمى المادة الخام التى تشكل تلك الأصولية، فى بوست قادم سنتحدث عن التماهى الحالى بين الفكر الأزهرى والفكر السلفى الأصولى.