كتب - محرر الاقباط متحدون ر.ص
وجه الكاتب والطبيب خالد منتصر رسالة عبر حسابه على فيسبوك، حملت عنوان "هوجة تأثيم الفن" وجاء بنصها :
عندما أحست الفاشية الدينية بخطر الفن والدراما بدأوا في تنفيذ الخطة البديلة وهي خطة تأثيم الفن والترويج لتصريحات فنانين منهم الممثل والممثلة والمطرب والمطربة ..الخ ،يخرج علينا مطرب مصرحاً بأنه يتمنى ألا يموت مغنياً ! وتخرج علينا مطربة قائلة أنا باحس إني باغضب ربنا لما باغني ،ويقول فنان شعبي أنا حاعتزل وأتفرغ للعبادة بعد ما أجوز إبني …إلى آخر تلك النوعية من التصريحات التي بالطبع لايعقبها تصريح مكمل بالتبرع بكل هذه الأموال الحرام الملوثة إلى الفقراء والمحتاجين ومصارف الزكاة!! .

نجحت هذه الخطة في بداية ماسمي بالصحوة الإسلامية في الثمانينات والتسعينات حين حدثت ضغوط معنوية وإغراءات مادية لتحجيب الفنانات ،مع تلميع إعلامي لظاهرة الفنانات المعتزلات ،حتى ظهر من بينهن داعيات يعقدن دروساً دينية للنساء الباحثات عن الهداية ! تزامن هذا مع إطلاق بعض الفنانين للحاهم وإعلانهم إعتزال الفن الحرام ودخول بعضهم تحت جناح شركات توظيف الأموال الذي نصب على المصريين في كارثة أودت بحياة البعض ممن وضعوا مدخرات عمرهم في تلك الشركات بفضل دعاية هؤلاء الفنانين وبعض المشايخ وقتها .

لكن هل ستنجح حملة تأثيم الفن هذه المرة بنفس قدر نجاحها منذ أكثر من ثلاثين سنة ؟ الإجابة وبكل إطمئنان لا ، لعدة أسباب منها : أن معظم هؤلاء الفنانات اللاتي تحجبن والفنانين الذين اعتزلوا رجعوا في كلامهم ،المعتزلات خلعن الحجاب وعدن للتمثيل أو الغناء ، والممثلون الرجال عادوا للتمثيل بل باتوا يطلبون أجوراً مرتفعة لأنهم أصحاب قصة جهاد ديني سابق !! والمطربون ومنهم من اشترك في تنظيمات مسلحة مثل فضل شاكر عاد للغناء وكأنها كانت غفوة أهل الكهف وتم التعافي منها !.

 ثانياً :سقف الحرية والنقد والكشف التي منحتها السوشيال ميديا للناس ساهمت في فضح الازدواجية والنفاق ونغمة المتاجرة الظاهرة في سلوكيات هؤلاء المعتزلين الباحثين عن الشو ،والمدهش أن معظمهم غير معروف إلا لجمهور محدود !ثالثاً : إعلان الاعتزال صار كثير من الشباب يتناوله بشكل كوميدي ،وصارت تصريحات حراس الفضيلة المزيفة مثاراً للسخرية، فأن يخرج علينا من يقول إنفصلت عن خطيبتي لأن ممثلاً قاس لها النبض في المسلسل كما يحتم عليه الدور ! لن تجد تعليقاً إلا أن تضحك حتى لاتخبط رأسك في الحيط من الغيظ ! .

الفن ليس ذنباً حتى تطلب الغفران أو العفو بسببه ،الفن ليس عاراً لكي تعلن أنك تغسله بالاعتزال  ، الفن ليس نجاسة لكي تتطهر منه ، الفن ليس خطيئة لكي تتوب عنه ، الفن إبداع لابد أن تفتخر به وترفع رأسك عالياً أن إصطفاك ربك بموهبة سحره وألقه وجماله ودهشته ، المتطرفون الفاشيون تجار الدين لاموهبة لديهم ولا إبداع،ولايمكن أن تمس أرواحهم المتصحرة ونفوسهم الجافة وعقلياتهم المتكلسة عصا الفن السحرية،لذلك سيظلون كارهين للفن وأعداء للابداع.