كتبت – أماني موسى
تناول الأب روجيه أخرس السرياني، موضوع هل يحق للمرأة الحائض أن تتقدم من الأسرار المقدسة؟ موضحًا أن تاريخ الكنيسة يحوي رأيين في هذا الشأن، الرأي الأول يقول أنه لا يحق للمرأة الحائض أن تتقدم للأسرار المقدسة، وهذا الرأي يعود للقرن الثالث الميلادي إلى بطريرك الإسكندرية في ذلك الوقت، ثم تكرر بالقرن الرابع الميلادي أثناء مجمع القسطنطينية مع البطريرك السكندري تيموثاوس.
 
وأضاف الأب روجيه في الحلقة السادسة من برنامج "لقاء أبناء السلام"، عندما سؤل مار ساويروس الكبير في القرن السادس الميلادي عن هذا الأمر أجاب بأن التقليد يقول بأن المرأة لا يجب أن تتناول في فترة حيضها وأن هذا الأمر يساعد على التهيب والخشوع، وأن عدم تقدمها للتناول في هذه الفترة ليس لنجاستها كما يعتقد البعض لكن احترامًا للأسرار المقدسة.
 
وتابع، فيما بعد قال مار يعقوب الرهاوي، والقديس ابن العبري، قالوا أن المرأة لا تتناول في هذه الفترة إن لم تكن هناك حاجة ضرورية، ولكن في حال وجود ضرورة قصوى يمكن للمرأة أن تتناول، والبطريرك السرياني قرياقوس قال أن المرأة التي تلد حديثًا لا تمنع من المناولة.
 
مضيفًا، لكن كان هناك رأي آخر وهذا الرأي قديم جدًا وموجود بكتاب الدسقولية الذي يرجع إلى القرن الثالث الميلادي، ففي الفصل 26 بحسب التعاليم السريانية نقرأ أن الرسل كانوا يحاولون مع اليهود الذين صاروا مسيحيين أن يتركوا عاداتهم التابعة للشريعة التي أصبحت بالية بعد أن أتى العهد الجديد مثل تمييز الأطعمة واعتبار أن المرأة نجسة في مدة حيضها، وكتاب الدسقولية يقول إذا كانت المرأة تعتقد أنها نجسة أثناء مدة حيضها فهذا يعني أن الروح القدس الذي أخذته من المعمودية قد غادرها، وإذا توفت بهذه المدة ماذا سيكون مصيرها؟ ويشدد بأن الروح القدس لا يغادر الإنسان ولا يغادر المرأة أثناء فترة حيضها لذلك يمكنها أن تتقرب من الأسرار المقدسة وتدخل إلى الهيكل وتصلي وتقرأ الكتاب المقدس وأيضًا تتناول من الأسرار المقدسة.
 
وأختتم الأب روجيه، نستخلص من هذين الموقفين أنه إذا كانت المرأة في نفسها لا تريد أن تتناول أثناء فترة الحيض لأنها تشعر بتهيب أو باحترام للأسرار فهذه حرية لها، لكن إذا كانت لا تريد أن تتناول في ذلك الوقت لأنها تعتقد أنها نجسة ولا تستحق فهذا أمر وتفكير يهودي مرفوض، وإذا رغبت المرأة أن تتناول أثناء فترة حيضها فأن تعاليم الرسل تسمح بذلك ولها الحرية أن تتقدم من الأسرار المقدسة.