د. أمير فهمى زخارى المنيا
ليس كل ما تسمعه من الناس في مجتمعك أو في كل المجتمعات يوميا يكون صحيحاً، خصوصا حول التغذية وبعض موادها المتنوعة ومدى صلتها بأمراض معينة أو أعراض ما.. لذا يجب التدقيق العلمي دوماً.. فربما قد يكون للأمر أحيانا عواقب سيِّئة أكبر مما تتصوّر في بعض الأحوال.
 إذن اليك 10 معلومات غذائية خاطئة شائعة لدى الناس اليوم:

1: الفاصولياء تسبب غازات البطن!
الشائع في مجتمعاتنا ان تناول الفاصولياء اليابسة وما يشبهها: سبب مُباشر لحصول غازات في البطن.. ولذلك يتجنب البعض تناولها كليّاً أو جزئيّاً. لكن بالحقيقة هذا الكلام مغلوط وليس له علاقة بالواقع.. لماذا؟! لأنّ الفاصولياء حين تدخل للمعدة تساهم وبفعالية في طرد الغازات الضارة المتراكمة في الامعاء والمعدة وليس تسببها! هذه الغازات تتراكم بالأمعاء والمعدة وقد تساهم بأمور سلبية للجهاز الهضمي. ثم ما نستحي منه / طرد الغازات / هو أمر ضروريّ هامّ صحّي لا يمكن الاستغناء عنه.. والفاصولياء لا تساهم بخلق تلك الغازات بل بطردها.

2: تناول اللبن مع السمك يسبب مشاكل صحية!
من المعلومات الخاطئة الشائعة لدى الناس ان تناول السمك مع شرب اللبن او الحليب بنفس الوقت يبسبب مشاكل صحية وغير صحي حسب ظنهم واعتقادهم، لكن في الحقيقة هذا مجرد اعتقاد خاطئ، فلم يثبت علميا أي تعارض بين تناول السمك مع شرب اللبن، بل كلاهما غذاء جيد ومفيد لصحة الانسان وليس هناك ما يمنع من تناولهما معا او حتى في فترات متقاربة دون أي ضرر.

3:  بعض أنواع البيض أفضل من الاخرى حسب اللون !
هذا خطأ شائع جداً، حيث يعتبر بعض الناس أنّ البيض ذو القشر الابيض او البنيّ مثلا أو الأشقر أو الأحمر: تكون طبيعية أكثر ومغذيّة أكثر من الاخرى!
في الواقع يأتي اختلاف لون البيض من اختلاف سلالة الدجاج، ولا علاقة للون قشرة البيض بقيمتها الغذائيّة بالمُطلق أو بتغيُّر هذه القيمة.

 4: لحم الغنم ضار جدا بسبب الكولسترول!
نسمع هذه المعلومة الخاطئة سيما من ناس لديها حساسيّة تجاه تغذية صحيّة كالرياضيين أو الآباء ومسؤولي تغذية الأطفال.
لكن في الحقيقة ليس أكثر ضررا من كل الاغذية المحتوية على الدهون المشبعة مثل البيض والجبن ..الخ والتي تحتوي على الكولسترول ايضا ، والذي يسبب تراكم الكولسترول في الأوعية الدموية هو الخمول والكسل وعدم الحركة وركود الدورة الدموية  سواء استهلك المرء لحم الغنم ام لم يستهلكه ، أما لحم الغنم فهو مادة غذائية غنيّة بالبروتينات وذو قيمة بيولوجية جيدة، وكذلك يكون محتويا على الفيتامينات والأملاح المعدنيّة ومغذياً ، بالتالي تناول لحم الغنم باعتدال امر جيد، لكن تأتي سمعته السيِّئة من امتلاكه لكميّات شحوم كثيره لكن من غير المبرّر منع تناوله. ككل شيء: في التنويع والاعتدال يكمن التوازن بسياق التغذية وفي مجال اللحوم خصوصا.

5: ملح الطعام يسبب أمراض القلب!
 بمراجعة دراسة علميّة، منشورة في مجلة American Journal of Hypertension نجد: أنّه بينما يقلّل الاستهلاك الأقلّ للملح من الضغط الدمويّ عند الاشخاص ذوي الضغط العادي أو العالي، فإنّه كذلك يقوم بتوليد زيادات ببعض الهرمونات ومركبّات أخرى يمكنها التأثير بشكل سلبيّ على الصحّة القلبيّة. ودراسة أخرى منشورة هذا العام بيّنت بأنّ عمليّة ازدياد استهلاك الملح في النظام الغذائيّ لم يكن السبب بالمشاكل الوعائيّة القلبيّة: بل نقص البوتاسيوم هو السبب. كذلك لم تعثر مراجعات سابقة على أيّ دليل لارتباط تخفيض استهلاك الملح بتقليل خطر نموّ المرض القلبيّ أو الموت الباكر.
أشار بحث آخر لعلماء بلجيكيين، منشور في شهر مايو 2011 أنّ الاشخاص الأكثر استهلاكاً للملح: لم يكونوا الأكثر عرضة للإصابة بنموّ أمراض ضغط الدم، وكانوا احصائياً الأقلّ عُرضة للموت بمرض قلبيّ مقارنة بمن يستهلكون ملح بنسبة أقلّ.

6: الزيت المقلي مضر بالصحة!
كل أنواع الزيوت النباتية، مهما كان نوع الثمار الذي تُجنى منه، تمتلك ذات الكمّ من السعرات، مما يعني، أنها تمتلك ذات القيمة من الطاقة.
سيتحدد منشأ الزيت بفضل احتوائه على الأحماض الدهنيّة بين أشياء أخرى.

كذلك مهما كان نوع الزيت: خام، مصفّى، نيء أو مطبوخ فلن يغيّر هذا أبداً من قيمة الكالوري فيه أي قيمة السعرات الحراريّة.
يكون الزيت عبارة عن منتج صحّي جداً، لكن بذات الوقت هو الغذاء الأكثر طاقة سواء كان مقليا او نيئا، وتخفيف تناوله عند محاولة السير بنظام غذائيّ ضروريّ لتخفيف السعرات الحرارية.

فستكون فائدة اتباع نظام غذائيّ غنيّ بالخضراوات والسلطات: قليلة إذا لم نقم بضبط استعمال الزيت الذي نستعمله في هذه الأطباق.

 7: المار جارينا أقل ضرر من الزبدة الطبيعية!
كلا المادتان الدهنيتان، عملياً تمتلكان ذات القيمة من الكالوري {السعرات الحراريّة}. ما يتغيّر فيما بينها هو المصدر الآتية منه المادة الدهنية لتحضيرها. حيث أنّ المار جارينا 100% نباتيّة يتم تحصيلها من دهون نباتيّة وزيوت البذور بشكل محدّد. من جانبها، تكون الزبدة حصيلة دهون آتية من الحليب المُستحلب. يتوجب استهلاك كلا النوعين باعتدال نظراً لارتفاع قيم سعراتها الحراريّة اضافة لمحتواها من الدهون المُشبعة.

8: الافراط في تناول الخبز يسبب السمنة!
يشكِّل الماء حوالي 33% من تكوين الخبز، الأمر الذي يجعله غذاء معتدل الكالوري {السعرات الحرارية}. وفي غالبية الحالات، ما يُصاحب الخبز {صلصات، زيوت أو زبدة} هو ما قاد لتحميل الخبز مسؤوليّة السُمنة الزائدة.

لا يشكِّل الخبز لوحده عامل مساهم بالسُمنة، بل ما يصاحبه من أطعمة غنيّة بالدهون تحديداً وهي التي أسبغت على الخبز هذه السمعة غير المبررة بوصفه غذاء مُفعم بالكالوري.

وهذه المعلومة ساهمت بتخفيف استهلاك الخبز عند الكثيرين، علماً أنّ الخبز غذاء كامل، صحّي جداً واقتصاديّ نسبياً، حيث يستبدلونه بمنتجات أخرى، يجب أن يخضع استهلاكها للاعتدال أكثر، مثل الحلويات والمعجنات أو اغذية جاهزة أخرى.

9: بعض الاغذية تبدد الدهون!
لا وجود لأيّ غذاء بذاته يبدد الدهون او يشكل مضاد دهنيّ anti-grasa .  بل يساهم الاستهلاك المُفرط لأي غذاء بالسُمنة.
في الواقع، كميّة الطاقة الاجماليّة المُستهلَكة يوميا من مختلف الاغذية هي التي ستفضِّل الازدياد بالوزن.
 وكل استهلاك مفرط سواء كان للأناناس، للمكرونة او الشوكولا سيحقق ازدياد بالوزن.
يكون صحيحاً أن الليمون والاناناس كغذائيين غنيين بالمياه والألياف، قليلي الطاقة ومُشبعين بذات الوقت لكنهما غير مُكافحين للدهون!

10- الأطعمة الغنية بالدهون غير صحية:
واحدة من الخرافات الغذائية الأكثر شيوعًا هى أن الأطعمة الغنية بالدهون غير صحية، فليست جميع الدهون ضارة للجسم الذي يحتاج بالضرورة لدهون أساسية حتى يعمل بشكل صحيح ويساعد على إنقاص الوزن،

فيمكن تصنيف الدهون إلى جيدة وسيئة وليست كلها ضارة للجسم كما يشاع عنها.

وتساعد الدهون الجيدة فى زيادة التمثيل الغذائي وتحمى القلب من الأمراض المختلفة، والتى تتمثل فى أطعمة مثل الأفوكادو والشوكولاتة الداكنة والأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل وزيت الزيتون البكر وزيت جوز الهند والزبادي كامل الدسم والمكسرات مثل الجوز واللوز.
والى اللقاء في الجزء الرابع من معلومات غذائية... تحياتي.
د. أمير فهمى زخارى المنيا