كتب - محرر الاقباط متحدون ر.ص
قال الكاتب والمفكر احمد علام :"  الشاب إفرايم نبيل،  وهو من عزبة شاهين فى محافظة المنيا ، وما أدراكم ما المنيا ، وجد كيسا ملفوفا وفتحه ليجد فيه 170 ألف جنيه ،، فكان أن بحث هو وصديقه باتريك أيمن عن صاحب النقود ، حتى وجداه يبحث عنها وتأكدا أنها تخصه فسلموها له ، ورفضوا أن يأخذوا أى مقابل مادى ولا مكافأة من ( الحج ) صاحب النقود، مضيفا عبر حسابه على فيسبوك :
و هراس جاد عبد الموجود ، من نجع حمادى بقنا ، إتصل به صديقه ( جيمى ملقى أسعد ) يخبره أن حماه والد زوجته يحتاج لنقل دم ودمه نفس فصيلة هراس فيذهب إليه صديقه على الفور ، والذى تصادف أنه صائم لكنه أصر على التبرع لإنقاذ حما صديقه الذى كان فى حالة خطيرة.

جاءت أخبار القصتين الأيام السابقة بالجرائد بهذه العناوين :
شاب مسيحى يعيد أموال رجلا مسلم
شاب مسلم ينقذ حما صديقه المسيحى

والحقيقة كنت اتمنى نشرها بعناوين أن مواطنا مصريا اعاد لمواطن مصرى مبلغا ماليا ضخما ، وأن مواطنا مصريا تبرع بدمه وهو صائم لانقاذ حما صديقه المواطن المصرى ، ثم اصلا هذه الامور هى التصرفات الانسانية الطبيعية فيما بين مواطنين بنفس الوطن ونفس الجينات ونفس كل شئ ، وما اظهارها على انها مواقف مشرفة ، الا اعتراف منا بالخلل.

كما أننى قرأت للمواطن المسيحى الذى كان هناك محاولة من شرذمة اوباش قليلة لحرق منزله فى الأقصر ،، عقب موافقة الحكومة تقنين كنيسة غير مرخصة ،، وللحق فالدولة فرضت سيطرتها فى هذا الملف وتتعامل بحسم ، وقرأت من الرجل عن جاره المسلم من الجانب الخلفى لمنزله الذى قفز لسطحه ليهرب زوجته وبنته خوفا عليهما من اعتداءات الشرذمة ، واستحيت أن نعتبر هذا التصرف شهامة وتسامح لأنه من الطبيعى ان يكون هذا هو واقع الجيران مع بعضهم .

ولكن على كل حال القصتين أسعداتنى لأنهما تؤكدان متانة خامة هذا الشعب ، شعبنا الذى دماءه واحدة فعلا وتاريخه مشترك ، لكن ولعوامل طارئة اصبحنا لا نقبل أنفسنا كمصريين أولا ، ولا ندرك أن هويتنا المصرية هى فقط التى تستوعبنا جميعا ، وهذا ليس له علاقة بإنتماءتنا الدينية  فالإسلام أو المسيحية هى أدياننا فى المجتمع ، وعقائد لمعتنقيها لا يجب أن نتقوقع حولها ، ونعتبرها هويات بديلة ، لكن يجب ندرك أن هويتنا الوطنية فقط هى التى ستوحدنا ، والبداية الصحيحة تدريس المصريات بكل مناحيها كنواة لمناهجنا التاريخية من إبتدائي وحتى الثانوى العام ثم اقسام الاداب والتاريخ  فى الجامعة ،، وقتها ستسقط كل الإنتماءات الأخرى المؤدلجة التى أضرت ديننا ودنيانا.