احتج مئات من طلاب جامعة بكين المرموقة على تعزيز الإجراءات المتخذة لمكافحة كوفيد، في خطوة تحدٍ غير عادية في هذه المؤسسة التي كانت مهد التظاهرات الدامية المطالبة بالديموقراطية في ساحة تيان أنمين في العام 1989.

 
وتخضع العاصمة الصينية لإجراءات صارمة من أجل مكافحة الوباء منذ مطلع أيار/مايو، مع اختبارات كوفيد شبه يومية وحوافز قوية للعمل من المنزل. كما أغلقت المطاعم وغيرها من الأعمال غير الأساسية ووضعت العديد من المساكن قيد الحجر الصحي.

صفر كوفيد
ورغم أن العاصمة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 20 مليون نسمة سجّلت ألف إصابة فقط في الأسابيع الأخيرة، ما زال النظام الشيوعي ملتزما سياسته "صفر كوفيد".
 
لكن أكثر من 300 طالب محتجزين في مساكنهم الطلابية منذ أسبوع، تظاهروا مساء الأحد داخل حرم وانليو الجامعي، أحد مواقع جامعة بكين الشاسعة، على ما قال العديد من الطلاب طالبين عدم ذكر أسمائهم خوفا من العقاب.
 
وفي مقاطع فيديو تحققت وكالة فرانس برس من صحتها، يمكن رؤية الطلاب يرددون شعارات.
 
وكان الطلاب أزالوا سياجا أقامته الجامعة لمنعهم من مغادرة أماكن إقامتهم وطلب وجبات الطعام.
 
وفي النهاية، خاطب نائب مدير الجامعة المتظاهرين مستخدما مكبر صوت داعيا إياهم إلى "العودة إلى مكان سكنهم" وفق فيديو نقله أحد الطلاب.
 
وبعد ذلك، وعدت سلطات الجامعة بالسماح للطلاب بالانضمام إلى الحرم التعليمي الرئيسي وبأن يتم ايصال الطعام إليهم.
 
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، رفضت إدارة جامعة بكين وصف ما حصل بأنه "تظاهرة" قائلة ببساطة إنهم "طلاب عبّروا عن مطالبهم".
 
وكانت الجامعة عام 1989 مهد التظاهرات من أجل الديموقراطية التي انتهت بحمام دم ليل 3 إلى 4 حزيران/يونيو 1989.
 
كذلك، هناك استياء من القيود الصحية المفروضة في شنغهاي التي يخضع سكانها البالغ عددهم 25 مليونا لحجر صحي منذ بداية نيسان/أبريل.
 
وفي محاولة لإعادة بعض الأمل إلى السكان، أعلنت السلطات الأحد إعادة فتح الأعمال "تدريجا"، إلا أن ذلك لا يغيّر شيئا لملايين الأشخاص الذين ما زالوا محبوسين في منازلهم أو في مراكز حجر صحي.
 
وبعدما تجاوز عدد الإصابات اليومية 25 ألفا نهاية نيسان/أبريل، تراجعت الحصيلة في شنغهاي إلى أقل من ألف إصابة جديدة. وسجلت العاصمة الاقتصادية الصينية 600 وفاة منذ منتصف آذار/مارس.