فاروق عطية
 فكر عمدة كفر الهنادوة في بناء عمارة مجاورة لدوار العمودية ليجمع فيها أبنائه وأحفاده بعيدا عن صخب الدوار ومشاكله. كانت العقبة أن هذه الأرض المناسبة أرض زراعية ولا يمكن البناء عليها قانونا، وهو لا يستطيع مخالفة القانون كونه العمدة المناط به تنفيذ وتفعيل سلطة القانون. جمع مساعديه (شيخ البلد وشيخ الخفر) وأغنياء ووجهاء الكفر في المكتب البيضاوي للدوار للتشاور والبحث عن حل لهذه المعضلة الكأداء. بعد البحث والدراسة تفتق ذهن شيخ البلد عن حل جذري لا يرفضه القانون بل تحميه وزارة الشباب والرياضة، ألا هو التبرع بقطعة أرض زراعية مجاورة للدوار لإنشاء مركز شباب للكفر تشمل مكتب لأعضاء المركز وغرفة لتغيير ملابس اللاعبين وغرفة متسعة يمكن استغلالها في المناسبات السعيدة والسيئة تؤجّر ويستفاد من دخلها، إضافة لمساحة لساحة ملعب لكرة القدم يتجمع قيه شباب الكفر وعاطليه لممارسة الرياضة بدلا من الصرمحة في الغرز والمقاهي.
   اعترض العمدة موبخا شيخ البلد قائلا: يا سلام يا فِتِك اعطي عدد من الأفدنة لوزارة الشباب والرياضة بلّوشي دون فايدة وكيف بالله عليك أبني عمارتي المرجوة؟ غمز شيخ البلد بعينة وابتسم قائلا: جنابك اترك مساحة من الأرض بين الدوار ومركز الشباب تكفي لبناء العمارة، وبعد إقامة المركز تصير هذه الأرض محبوسة ولا يمكن زراعتها وبكده يمكنك الحصول علي رخصة البناء دون مخالفة، كمان يمكنك الاستفادة من تأجير دار المناسبات في الأفراح والمآتم وده دخل مضمون بإذن الرحمن.
 
 نفذ العمدة الاقتراح فورا وأرسل خطابا لوزارة الشباب والرياضة التي وافقت علي المشروع، وتم إرسال مهندسين ومتخصصين من الوزارة لعمل الرسومات الهندسية اللازمة والإشراف علي التتفيذ، وفي عضون شهور كان مركز شباب كفر الهنادوة كاملا متكاملا. بدأ شباب القرية في التجمع يوميا في الملعب للتمرن تحت إشراف مرسي أفندي مدرس الألعاب بالمدرسة الابتدائية للكفر والواد عوضين أبو لسان زالف ككابتن للفريق. في البداية كان الفريق يتدرب بالجلابيب التي كانت تعيق اللاعبين عن سرعة الأداء وباستخدام كرة قديمة كان ابن العمدة يلعب بها متمنظرا علي أترابه. حاول المهندس الزراعي المتقاعد حسّان حل المشكلة بارسال خطاب عاجل لوزارة الشباب والرياضة يطلب فيه من الوزارة سرعة أرسال مدرب وطقم ملابس وأحذية للاعبين وعدد من الكرات لممارسة اللعبة، وكان رد الوزارة قاطعا بعدم وجود ميزانية كافية لتغطية نشاطات مراكز شباب الكفور والنجوع نظرا لما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية غير ملائمة بسبب جائحة الكورونا التي استمرت لعامين ولم ينتهي تأثيرها السلبي بعد، ومنوها بزيادة المعاناة الاقتصادية نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية المفاجئة. واقترحت الوزارة أن يعتمد المركز علي التبرعات من مواطني الكفر خاصة مُلّاك الأراضي الأغنياء لتغطية متطلباته.
 
   تم جمع بضع مئات من الجنيهات من العمدة ومساعديه وأثرياء الكفر وبذلك تم شراء عدد من الكرات الجيدة الصالحة للعب. كما وافقت الست ام فتكات خياطة الكفرعلي تفصيل وحياكة أطقم ملابس اللاعبين، فقط طلبت شراء أمتار كافية من الدبلان الأبيض لزوم تفصيل البسة (شورتات) وعدد كاف من الكستور المخطط لتفصيل التيشرتات، وقام أحد مدرسي المدرسة الابتدائية بالكفر بترقيم التيشرتات مستخدما الحبر الأحمر وأصبح للكفر فريق كرة قدم محترم يرتدي شورتات (البسة) من الدبلان الأبيض وتيشيرتات كستور أبيض مخطط بخطوط زرقاء طولية ومرقّم بأرقام حمراء. 
   بعد أن تدرب الفريق لعدة أسابيع  اقترح مرسي افندي (المدرّب) دعوة فريق كفر الكرادوة المجاور للعب مبارة ودّية بين الفريقين ليكون نواة لبداية تكوين دوري رمضاني بين كفور ونجوع مركز البلابيل للحصول علي فانوس مركز البلابيل الرمضاني. وتم اختيار عِتمان اقندي مدرس ألعاب مدرسة البلابيل الابتدائية حكما للمباراة. وفي يوم الجمعة الأول من أبريل 2022م (اليوم السابق لبداية الصوم) في تمام الساعة الرابعة عصرا أقيمت المباراة التي انتهت بالتعادل بين الفريقين 4/4.
 
   إبان لعب المباراة حدثت مواقف كوميدية ظريفة أضحكت المشجعين، منها أن أحد لاعبي كفر الكرادوة شدُ شورت أحد لاعبي كفر الهنادوة فقطع أستك الشورت (اللباس) ولم يكن مرتديا شيئا تحته وحين سقط بانت سوأته فجري خارجا من الملعب لتغيير لباسه بين ضحكات وقفشات المشجعين، وحين اشتد وطيس اللعب مع ارتفاع حرارة الجو ازدادت كمية تعرّق اللاعبين فالتصقت الشورتات (الألبسة) بمؤخرات اللاعبين فبانت مؤخراتهم وأعضاؤهم كأنهم عراة، وكان بين المشجعين بعض المشجعات اللاتي نظرن وتغامزن وتضاحكن في كثير من الجراءة وقليل من الخجل، لاحظ ذلك شيخ الخفر فاغتاظ غيظا شديدا واندفع نحوهن بخيزرانته مهددا وصائحا: يلا يا بت منك لها إمشي من هنا جاتك خابط يوقع صف اسنانك منك لها، فاندفعن ضاحكات مهرولات لخارج الملعب.
 
   تدارس اللاعبون ومدربهم ما حدث في المباراة من أحداث مأساوية ومضحكة نتيجة ملبسهم الغير رياضي بالمرة، وقرروا أن يردّوا علي خطاب وزارة الشباب والرياضة الذي أقر فيه بعجز الوزارة وتقاعسها عن القيام بواجباتها لمساعدة مراكز الشباب الفقيرة.  
 
وأصر الواد عوضين أبو لسان زالف على كتابة هذا الخطاب وتحمُل نتائحه بصفته كابتن الفريق. وكان خطابه كالتالي:
   معالي السيد وزير الشباب والرياضة المصرية/ الدكتور أشرف صبحي.
 
أتشرف أنا المواطن المصري المطحون/ عوضين عبد المعين الشهير بأبو لسان زالف، بصفتي كابتن فريق كرة القدم بمركز شباب كفر الهنادوة، بالرد علي خطاب معاليكم الذي بينتم فيه عجز الوزارة عن تلبية مطلب مركز شباب الكفر المتواضع جدا بتعيين مدرب وارسال طقم ملابس وأحذية وعدد من الكرات، جميعها مكانتش هتكلف الوزارة غير عدة مئات من الجنيهات المصرية، بحجة الظروف الاقتصادية غير الملائمة بسبب جائحة الكورونا والحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا. وانا قريت اليوم ما جاء علي لسانكم بالتحقيق الصحفي اللي أجراه معكم الأستاذ عمر قورة الصحفي بصحيفة مصراوي وجاء فيه الآتي: أكد أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن الفترة الماضية شهدت المساعدة في توفير 100 مليون جنيه لنادي الزمالك. وقال عن كيفية صرف هذه الأموال:"هناك مستحقات متأخرة وأموال تخص اللاعبين ومصاريف أخرى، ونحن لدينا دور آخر متعلق بالمساعدة فيما يخص الأمور الحكومية، لو هناك حجز أو مستحقات أو فراتير، نتدخل للحل والمساعدة، لكن نحن لا ندير النادي".
 
معالي الوزير أنا لا سمح الله لا أتهمك بشيئ وينقطع لساني، ولكني بس أتساءل ليه معاليك تُفرُط إيدك قوي بالأموال (100 مليون في هذا العام ولا ندري كم في الأعوام السابقة) علي نادي فاشل لم يحقق في عامين متتاليين غير الفشل والخروج من بطولة أفريقيا من دوري المجموعات وقفاه يقمر عيش، وتقفل إيدك على مراكز الشباب الغلابه ولو حتى بحفنة ميات من الجنيهات وبحجة واهية اسمها كورونا. يكونش الزمالكوية أولاد البطة البيضاء واحنا الغلابة أولاد البطة السوداء واحنا مش داريانين !! وانت تعرف أن رئيس هذا النادي مفلوت اللسان لم يترك كبير ولا صغير يفلت من زفارة لسانه، وطبعا اللاعبين بيقلدوه في زفارة اللسان والوقاحة، وطبعا معاليك سمعت وشوفت اللي حصل من شيكابالا كابتن الزمالك اللي المفروض يكون قدوه لشباب اللاعبين وما حدث منه من حركات بذيئة وألفاظ جارحة اللي صدرت منه بعد بمباراة السوبر المحلي اللي أقيمت بملعب محمد بن زايد بالإمارات، وقررت لجنة الانضباط والأخلاق باتحاد الكرة إيقافه 8 مباريات. وطبعا اللاعبين الشباب اتعلموا منه السفالة وزفارة اللسان وعملوا حركات وغنوا اغنيات وقحة مليانة “بالسباب” لرموز النادي الأهلي وعلى رأسهم «حسن حمدي، صالح سليم، أحمد شوبير»، خلال احتفالهم بالفوز ببطولة الدوري في غرفة خلع الملابس يالنادي الأهلي. كمان انتقلت هذه العدوى للمشجعين الزماكوية حتى وصلت في النهاية للإعلامي واللاعب السابق خالد الغندور اللي كانت تصريحاته بعد مباراة الأهلي والرجاء المغربي  مستفزة لمشعر الجماهير المصرية والمغربية واعتبروها تحريض منه لجماهير ومشجعي الرجاء المغربي للفتك بلاعبي الأهلي هناك، وإثارة الفتنة الكروية محليا وإقليميا. وطبعا معاليك عارف والعارف لا يعرف أن جميع اندية مصر بتغطي تكاليفها وفيه اندية بتكسب ملايين من العملات الصعبة ومشرفانا في أفريقيا والعالم زي النادي الأهلي اللي بيشتري لاعبين بالملايين وبيسافر لكل دول افريقيا يطيارات خاصة بتكلّف ملايين وبيكسب ولم يطلب معونة من معاليك. طبعا معاليك عارف ليه الزمالك مديون لطوب الأرض ومش قادر يدفع مرتبات اللاعبيبن والعمال، وجنابك بتفنجر عليهم 100 مليون من عرق الغلابة دافعي الضرايب، لأن الإدارة فاسدة وبترتكب جرائم ضد اقتصاد البلد بشراء لاعبين دون المستوى وتتعاقد مع مدربين سكّة، ولما تكتشف انها اتخوزقت وخدت صابونة تطردهم من غيرما تدفع الشرط الجزائي، اللي يخليهم يشتكوا للفيفا والمحاكم الدولية ويكسبوا قضاياهم ويشرب الزماك وسددي يا وزارة !
 
اسمحلي بدون مقمصة أو زعل أسأل معاليك هي فرطة الإيد علي نادي الزمالك يعني كده عرفانا بجمايله علي معاليك عشان  كنت لاعب سلّة بذات النادي ؟ إذا كان الجواب نعم، اسمحلي اقول لك بلا مؤاخذة كانت تبقي من مال جنابك الخاص ومش من أموال الدولة اللي إإتمنتك عليها. أما إذا كان ذلك خوف وخشية من لسان مرتضى منصور (رئيس نادي الزمالك) الفالت إللي مبطلش سب وشتم وتقبيح في أعراض الناس من كبيرهم لصغيرهم لسنين طويلة وهو محتمي بالحصانة، فإذا كان ده صح، قولي بالأمانة تخاف منه التهارده ليه وهو يا عين امه اليوم بلا حصانة تحميه. وختاما أرجو من معاليك قراية خطابي بتمخخ ومن غير قمصة.. ويجعله عامر.
 
التوقيع: عوضين عبد المعين
 
كابتن فريق كرة قدم مركز شياب كفر الهنادوة
 
جميع اندية مصر بتغطي تكاليفها وفيه اندية بتكسب ملايين من العملات الصعبة ومشرفانا في أفريقيا والعالم زي النادي الأهلي اللي بيشتري لاعبين بالملايين وبيسافر لكل دول افريقيا يطيارات خاصة بتكلّف ملايين وبيكسب ولم يطلب معونة من معاليك. طبعا معاليك عارف ليه الزمالك مديون لطوب الأرض ومش قادر يدفع مرتبات اللاعبيبن والعمال، وجنابك بتفنجر عليهم 100 مليون من عرق الغلابة دافعي الضرايب، لأن الإدارة فاسدة وبترتكب جرائم ضد اقتصاد البلد بشراء لاعبين دون المستوى وتتعاقد مع مدربين سكّة، ولما تكتشف انها اتخوزقت وخدت صابونة تطردهم من غيرما تدفع الشرط الجزائي، اللي يخليهم يشتكوا للفيفا والمحاكم الدولية ويكسبوا قضاياهم ويشرب الزماك وسددي يا وزارة !