محرر الأقباط متحدون
كشف الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، تفاصيل بورتريهات الفيوم".

وقال أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان عبر صفحته الرسمية بفيسبوك: "لوحات الفيوم هى مصطلح يجسد مجموعة من اللوحات الواقعية للشخصيّات رسمت على توابيت مومياوات مصرية في منطقة الفيوم، حيث تم فيها الرسم والطلاء على لوحات خشبية بشكل كلاسيكي يجعلها من أجمل الرسومات في فن الرسم الكلاسيكي العالمي.

وفي الواقع فإن لوحات الفيوم هي الوحيدة من نوعها في العالم، عثر علي مومياوات الفيوم في عدة أجزاء من مصر إلا أن منطقة حوض الفيوم شملت أغلب الاكتشافات ما جعلها تحمل هذا الاسم وتحديدًا من منطقة هوارة وحتى أواسط مصر.

يعتقد أن بداياتها تعود إلى القرن الأول للميلاد، كما أنه من غير المؤكد متى توقف صنعها، لكن بعض الدراسات الحديثة تقترح أن صنعها قد توقف في القرن الثالث للميلاد.

وتبين اللوحات رسمًا لشخصية ما للشخص المدفون في التابوت وعادة ما يكون شخصية كبيرة أو معروفة، وتعود أصول هذه اللوحات إلى إلي الحضارة الإغريقية - الرومانية.

انتقل هذا الفن إلى مصر في القرن الرابع قبل الميلاد بعد دخول الإسكندر المقدوني إليها وانتشر هذا النمط فيها.
تضاعف الاهتمام بهذا الفن بعد دخول الرومان إلى مصر عام 30 م بعد وفاة الملكة كليوباترا، وعلى الرغم من التأثير الإغريقي - الروماني الفني على لوحات مومياوات الفيوم.

 إن انتماء البورتريهات إلى الأسلوب الهلينستي في الفن، لا ينفي انتماءها إلى العقيدة المصرية في الغرض الذي رسمت من أجله وهو تخليد الموتى، فهي صورة جنائزية وجزء لا يتجزأ من المومياء، وكانت الألواح الخشبية المرسومة توضع على وجه المومياء، بحيث تكون ألياف الخشب في اتجاه رأسي وتثبت في وضعها مع من تحت الأربطة التي تربط الجثة.

وتابع أن هناك 900 لوحة مكتشفة في المقابر التاريخية بالفيوم، ونظرا للمناخ الجاف والحار للمنطقة فقد حفظت اللوحات بشكل ممتاز، لدرجة أن ألوان الكثير منها تبدو كأنها لم تجف بعد.

ورغم اختلاف البعض حول طبيعة تلك الوجوه، ما بين مصرية، ويونانية رومانية، أو حتى بيزنطية، إلا أن الأسماء المكتوبة عليها يونانية، والملابس والتسريحات والحلي ذات طابع روماني.

ورُسمت لوحات الفيوم بأربعة ألوان أساسية، الأبيض، والأصفر، والأحمر، والأسود، وكانت تُستخدم في سرم الشعر والوجه، أما الألوان الإضافية، مثل الأزرق، والأخضر، والأرجواني فاستخدمت في تلوين الملابس والمجوهرات والتيجان، ما شكل تناغمًا رائعًا، وقد أُضيف اللون الذهبي إلى المجوهرات والتيجان وزخرفة الملابس، وكانت تستخدم لذلك، إما أوراق الذهب الأصلية، أو لون يحاكي الذهب، وكانوا يستخدمون بياض البيض للصق ورق التذهيب على اللوحة المرسومة بألوان الشمع العسلي، وهو ما ورثته الحضارة البيزنطية فيما بعد.

يوجد حاليا أكثر من 750 لوحة محفوظة فى المتاحف العالمية، من بينها المتحف المصرى، ومجموعة ضخمة بمتحف المتروبوليتان بنيويورك، واللوفر بباريس، والمتحف البريطاني بلندن، ومتحف الفن الحديث في مدينة "دريسدين" الألمانية ومتاحف أخرى أقل شأناً.