كتب: هشام عواض
أدت حادثة انفجار الكنيسة البطرسية يوم الأحد الماضي، التي خلفت ورائها عشرات الشهداء والمصابين، إلى حدوث صدمة بين المصريين، وحفزت المساعي العاملة لمكافحة تلك الأفكار التي نتج عنها تلك الأعمال الإجرامية، ومن أبرز لك المساعي هي تجديد الخطاب الديني وتنقيح الأفكار التي تؤدي إلى إنتاج إرهابيين مثل محمود شفيق محمد، ومن أبرز الجهود في هذه المسألة إسلام بحيري، وقد جدد دعواته لتنقيح كتب التراث من الأحاديث التي تحض على ارتكاب العنف، وفي الأسطر التالية ذلك.

السجن زادني قوة ونشرًا لأفكاري
قال الباحث إسلام بحيري، إن قبوله بالعفو الرئاسي عنه، قبل انقضاء فترة حبسه بأربعين يومًا يعني انتصارًا له ولكل المدافعين عنه، وإعلاء للجانب المثقف ولو لمرة واحدة،  وأضاف أن تدخل الرئيس في قضية تخص المثقفين تعني انتصارًا كبيرًا، وتدخله كان ايدولوجيًا أكثر منه لإخراجي من السجن، مؤكدًا أنه انتصر على المتطرفين في جولة ثانية، وأن السجن لا يعتبره هزيمة له بل على العكس، هو زاده قوة ساعد أكثر على نشر أفكار والترويج لها، وتناول قضيته محليًا وعربيًا وعالميًا أيضًا.

كتب التراث قنبلة متحركة
أكد "بحيري"، الإرهاب ليس وليد اليوم، وإنما هو وليد المذاهب القديمة وكتب التراث، ودي القنبلة المتحركة المتاحة لكل الناس وليست القنبلة التي كانت في الكنيسة، أنا جبت النهاردة نسخ من كتب ممكن تصنع ألف شفيق كل يوم، أن هذه الكتب متاحة في المكتبات، وأشخاص الأزهر الحاليين بيقولوا عنها أنها تراث الإسلام العظيم.

تدمير وحرق الكنائس شرعي في نظر الكتب القديمة
وذكر الباحث أن هدم الكنائس وبناء، بإجماع الأئمة الأربعة لا يجوز بنائها في الدول التي فتحت أو يقام فيها الإسلام، وأنه تهدم، وهذا بغير رأي الإمام أي بغير رأي رئيس الدولة، وما حدث للـ86 كنيسة إبان فض ربعة من تدمير وحرق هو في نظر الكتب القديمة الأئمة حلال، والدولة الآن لا تتعامل مع تلك الكتب بل تحبس من يريد أن تنقح تلك الكتب.

الانتحاري قام بذلك بسبب العقيدة المستاقة من التراث
وأضاف أن الدافع وراء قيام الانتحاري بقتل نفسه بهذا الشكل ليس جهة أمنية ما، لكن الدافع هو العقيدة، ومن متابعة حلقاتي للإرهابي الداعشي إسلام يكن كان قد كتب سباب لشخص أنه شككه في قتل النصارى. ويجب مواجهة الإرهاب بتنقيح الكتب التراثية لأن ذلك سيقلل من أعداد الإرهابيين، والباقيين يتم مواجهتهم بالطرق التقليدية من الأمن و الثقافة والإعلام وغيرها. لكن بالتعامل مع الوسائل التقليدية لن يتم حل المشكلة.

نفي العلم والقداسة عن الأوائل.. وهناك أحاديث دموية
قال "بحيري" إنه ينفي عن الأوائل العلم و القداسة، أي أنهم ليسوا علماء كما يقولون وأن هناك عيوب كثيرة وفي المنهج وفي الحديث، والقداسة كذلك لأنهم بشر يصيبون ويخطئون، وعلى سبيل المثال هناك الحديث الذي تقوم عليه داعش وغيرها، "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى"، وبهذا يفتح الباب أمام قتل أي إنسان غير مسلم، وفي القرأن هناك أية مناقضة للحدث هذا وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ".

من الكتاب للتفجير
قال بحيري، إن يتم استخدام الأحاديث التي تحرض على القتل والكراهية، وإعلائها أكثر من القرآن، وإهمال الآيات المناقضة لها في القرآن، بالرغم  من أنها كتب تاريخية، والأخذ بها هو إساءة للإسلام وللتاريخ، ولا يوجد أي فصل أو قناة ا بين الكتب التراثية تلك وبين حادثة استهداف الكنيسة، حيث أن الحادث كان مباشرة  بعد استياق الأفكار من تلك الكتب ومن ثم قام الانتحاري بالتفجير.

الأزهر لم يكفر داعش ويدافع عن التراث
أضاف "بحيري"، أن رجال الأزهر ليس عندهم رغبة حقيقية في الإصلاح بل بالعكس هم لا يكفرون داعش ولا يعتبرونهم خارجين عن الإسلام، وذلك لأن مذهب الأزهر هو الأشعري الذي لا يكفر أحدًا طالما لم يرتكب الكبائر مثل الزنا، وكأن ما ترتكبه داعش من القتل وإراقة الدماء ليس من الكبائر، بل أن الأزهر يدافع عن تلك الكتب التراثية ومنذ أيام دافع شيخ الأزهر عنهم وقال إن هذا التراث باعث للحياة.