كتب: هشام عواض
أثار ما شاهدته مصر خلال الأيام الماضية من حوادث إرهابية سقط فيها الأبرياء ما بين شهيد وجريح، إلى التساؤلات حول كيفية مواجهة تلك الأفكار الدموية، والسبل المثلى من جانب الدولة والجتمع والمؤسسات المختلفة وأدوارهم في ذلك، وأكد البعض على تعدد الأدوار ما بين الأمن والإعلام والثقافة وبالتأكيد الدور الديني المجدد للخطاب الديني والمواجهة للأفكار المتطرفة، وهناك جانب أخر في غاية الأهمية، ومحوري في هذا الشأن وهو التعامل النفسي مع الإرهابيين، وإعداد الدراسات حولهم لمعرفة ماهية طرق التفكير والظروف الحقيقية التي دفعت الأشخاص إلى اللجوء إلى هذا الفكر والقيام بالقتل وسفك الدماء، ويوضح هذه المسألة أستاذ الطب النفسي، محمد المهدي، وفي الكلمات المقبلة نسرد أراءه.

مواجهة الأزمة يجب أن يكون جماعيًا
قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب المهدي، حتى يتحمل المجتمع  كم هذه الأحداث الجارحة والمؤلمة، يجب أن يلتئم أكثر، ومثل تلك الجروح والانشقاقات تسمح بتسلل الافكار الخاطئة وأي سلوك عداوني، وبعد إقامة العزاء والألم والحزن، يجب أن نلتفت لإصلاح تلك الشقوق والجروح التي بيننا، ومثل تلك الأحداث يتم استقبالها على المستوى الجماعي،  حتى تتكاتف ويكون في مقف المعية، لكن إذا تم مواجهة الأزمة كفرد لن يتمك حل الأزمة.

لا يتاح للخبراء النفسيين لفحص الإرهابيين
لم تتح في مصر والوطن العربي الفرصة، للصحة النفسية والأطباء النفسيين للجلوس مع الإرهابيين لدراستهم، وذلك لأنه إما أن الإرهابي يتم قتله خلال العملية، إما أنه يكون في السجن ويقضي العقوبة، بل يتم إخضاعهم للمراجعات الدينية وجلوسهم مع الشيوخ في فترة من الفترات.

الفقر والتعليم ليس سببًا للإرهاب
وفي الدول الأخرى، يتم الاهتمام بجانب دراسة نفسي الإرهابي، والتعرف على جوانب شخصيته، وكذلك التعرف على الأسباب النفسية لذلك، وكان قد قيل إن أهم الأسباب لتطرف الإنسان الفقر، ومع الوقت ثبت عدم صحة ذلك، حيث أن هناك العديد من الإرهابيين ينتمون للطبقة المتوسطة، وأيضًا مرتكبي أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، كانوا من الطبقة العليا والمتوسطة، وحاصلين على شهاجات عليا أيضًا.

أغلب الانتحاريين مراهقين وذو تعليم منخفض
اتضحت من الدراسات على الإرهابيين، أن الإنتحاريين الذين يقومون بعمليات تكون نسبة الموت فيها عالية، يكون أكثرهم ليسوا من ذو التعليم العالي، وأنهم في سن المراهقة، حيث أن الشاب في هذا السن يكون عنده طاقة زائدة وعنده حالة  من التمرد والبحث عن الهوية وإثبات الذات والانتماء لمجموعة تشعره بالقوة.

الإرهابي يتخطى 3 مشروعيات نفسية
يجب على الإرهابي تخطي 3 مشروعات للقيام بعمله، أوليها المشروعية الدينية، والمتدين يبحث عن فتوى تبرر له فعلته، وأن لم يجد فيعتقد من داخله أن ما يقوم به لأجل الدين، وإن لم يكن هناك مشروعية دينية فيوجد مشروعية سياسية، أن هذا الفعل ضروري في هذه الظروف السياسية، وهناك المشروعية النفسية فيجب  أن يتخطى حاجز بقتل أحد خاصة العديد الكبير. أن يشعر أن كل السبل منغلقوأحساسه مع الظلم والقهر، ويصبح عنه الاغتراب الاجتماعي.

المنابع النفسية للإرهاب كثرة جدًا
أكد "المهدي"، أن 67 % من حوادث الإرهاب تحدث داخل المنطقة العربية، و45 % من الضحايا "عرب"، وتعد المنطقة العربية هي البيئة المحرضة على الإرهاب التي تصدر الإرهاب إلى أوروبا. مضيفًا أن المنابع النفسية للإرهاب كثرة جدًا وتحتاج إلى إصلاحات متعددة"، لافتًا إلى أن هناك ثلاث أنوناع من التطرف " فكري ووجداني وسلوكي"، وأن قيادات الإرهاب تجند الإرهابي من خلال اختيار شخص فى سن صغير لديه الإحساس بالاندفاع ويبحث عن هوية واعجاب من حوله.

الدولة والإعلام يساعدون الإرهابي بإثارة الخوف
الدولة نفسها تشارك ولبي ما يريدوه الإرهابيين، وكذلك الإعلام، بنشر وتوسيع نطاق العمل الإرهابي، وهناك سياسية فردانية العزو وشخصانية المسئولية، وأن ما يحدث هو محاولة تربيط ما بين أطراف مختلفة مثل ما حدث في حادثة الكنيسة، يقال أنه جاء من قطر وذهب لسيناء وغيرها وانه بعلاقة بالجماعة الإرهابية، وهذا يثير الرعب والفزع  للمواطن ويؤثر عليه نفسيًا، وكل هذا هو ما يرده الإرهابي بإثرة الخوف، وفي النهاية تقل ثقة المواطن ويحجم عن استثمار أمواله وتخيف السائح من القدوم لمصر وغيرها من العواقب الاقتصادية.