كتب: هشام عواض
 
يبقى فراق والأحبة ورحيلهم عن دنيانا هو الأشد ألمًا على القلب من لحظة الفراق ذاتها، فيتذكر الذكريات التي مرت بيهم سويًا، سواء كانوا زوجين أو من أسرة واحدة أو أصدقاء، وما حدث من ذوي شهداء الكنيسة البطرسية أبرز دليل على ذلك، الذين روا القصص والذكريات التي جمعتهم مع أحبتهم الذي رحلوا عن الحياة أمس في الانفجار الغاشم الذي استهدف الكنيسة البطرسية، مخلفًا وراءه 24 شهيدًا و49 مصابًا، وفي الأسطر التالية.
 
رينا لصديقاتيها: في أحضان القديسين فخورة بكما
نشرت رينا هاني جرجس، صورة على الفيس بوك لشابتين بالكنيسة، وعلقت عليها: "في أحضان القديسين فخورة بكما". فـ"مارينا" التي ةودعت الحياة وشقيقتها "فبرونيا" طالبة جامعية، تزدحم حياتها بتفاصيل مشتركة مع صديقتها، التي لم تستطع تمالك نفسها فكتبت لها : "أنا مستنياكي الصبح يا مارينا".
 
مونيكا: أمي ماتت وحصلتك يا بابا
ذهبت عايدة ميخائيل، لأداء صلاة الأحد، ولقيت حتفها في التفجير لتلحق بزوجها القس إثناسيوس بطرس، كاهن كنيسة ماري جرجس، ومازالت ابنتها مونيكا وحتى الساعات الأولى من صباح الاثنين تنتظر مفتش الصحة لاستخراج تصريح الدفن.
ونشرت "مونيكا" صورة لوالدتها وعلقت عليها: "أمي ماتت وحصلتك يا بابا ماتت شهيدة.. في أحضان القديسين يا ماما".
رامي جمال : عمي رزق قبل استشهاده بأيام قليلة بطفل
قال رامى جمال إن عمه نبيل حبيب عبد الله 45 عامًا، والذي سقط فى التفجير يعمل خادمًا بالكنيسة ومقيم وأسرته بالقاهرة منذ نحو 20 عامًا، وله شقيق آخر يعمل بالكاتدرائية، مضيفًا أن عمه رُزِق منذ أيام قليلة بطفل ذكر كان ينتظره منذ سنوات، حيث رزقه الله بابنتين 15 عامًا و13 عامًاً وظل يدعو ربه أن يرزقه ولدًا. وأضاف أن عمه كان يدعو الله أن يرزقه بطفل ذكر يتحمل مسؤولية شقيقتيه بعد رحيله، وبالفعل ولدت زوجته منذ أيام قليلة طفلاً سمّاه فادي، وتوفي بعدها عمه في الحادث، مشيراً إلى أن عائلته المقيمة بقرية تندا التابعة لمركز ملوي بجنوب المنيا، تلقت الخبر المأساوي من أقارب لهم بالقاهرة.
زميل نيفين عادل: كانت بنت زاي النسمة وطفلة مهما كبرت
 
ومن بين الضحايا، الشهيدة "نيفين عادل" وهي طبيبة شابة، عمرها لم يتجاوز الثلاثين عامًا بعد، درست الطب وتخرجت عام 2009، لتودع الحياة في قداس الصلاة، صباح اليوم.
وقال الدكتور أسامة شوقي ، زميل نيفين" صحيت على رسالة.. نيفين ماتت يا دكتور أسامه و هي في الكاتدرائيه بتصلي و تدعي لنفسها و ليك و لكل الدكاتره اللي اشتغلت معاهم و معاك. نيفين دي تبقي المساعده بتاعتي و نايب المستشفي عندي.. بنت زي النسمه..طفله مهما كبرت..
مكنتش اقدر ازعلها و لا ازعق لها.. و لما كانت تحس اني زعلان منها في حاجه في الشغل، كانت تعيط زي العيال و انا اللي اروح اصالحها، لن انسي ابدا كلمتها المشهوره لما بتتفرج علي في العمليات. لما اجري حاله صعبه و معقده بنجاح..،نيفين كان ليها كلمه مشهورة ، عاشت ايدك يا دكتور اسامة.. عاشت ايدك.. كلمة و تعليق جديد علينا..كنا نضحك و نتريق ع ..عاشت ايدك دي.. كان كل طاقم العمليات يهزر و يكرر وراها بمرح و ضحك..عاشت ايدك يا دكتور اسامه.. البنت دي فعلا طيبه و زي الملايكه.. و كنت بادور لها علي عريس يليق بيها.. اصلها كانت طيبه قوي و مؤدبه جدا..لا عارفه تصاحب و لا تدلع زي باقي البنات.. هنا بقي..لما اصحي علي خبر...نيفين ماتت....نيفين ماتت....نيفين ماتت.. يا ساتر يارب.....يا ساتر يارب معقوله...البنت الطيبه دي تموت كده... و فين كمان ؟ وهي رايحه تصلي و تدعي ربنا..! مفيش كلام عندي يوصف مشاعري.. لكن...اتمني و اتمني بقوه.. كلامي ده يوصل للشخص و اللي وراه.. اللي وجعوا قلب مصر. انا متأكد انك ستنهي حياتك بيدك".
 
أهالي مدلين: إنسانة جميلة وبسيطة وطيبة جدا
 
شهيدة قديسة في السماء أنتي كما مريم، هكذا ودع أهالي مادلين توفيق وابنتها الشهيدة فيرينا عماد أمين، بعدما انتهت حياتهما اليوم الأحد، في تفجيرات الكاتدرائية: "مادلين إنسانة جميلة وبسيطة وطيبة جدا هي وبنتها نالوا أكليل الشهادة يابختهم صلوا من أجلنا وربنا يعزي أسرتكم".
مدرسة الشهيدة روجينا تعلن الحداد
 
أصدرت مدرسة القديس ميخائيل بالظاهر بوسط القاهرة بوقف الدراسة الاثنين، واعتباره يوم إجازة لطلابها، حدادًا على وفاة معلمة التربية الفنية بالمدرسة، روجينا رأفت، ووالدتها في حادث تفجير الكنيسة. وكتبت إدارة المدرسة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، رسالة تقول «نظراً للأحداث المؤلمة التي حدثت بوفاة الزميلة روجينا رأفت ووالدتها قررت إدارة المدرسة اعتبار اليوم الاثنين حداداً وإجازة على روحهما»، حسبما نقلت المصري اليوم لايت.