جمال رشدي يكتب
انتقادات واسعة تعبر عن مدي الحزن والضيق الذي أصاب الكثير من الاقباط في مصر وحول العالم، جراء ما تناوله نيافة الانبا رافائيل في كلمته اثناء جنازة القديس الراحل ابونا مكاري يونان.

قبل ان اغوص في كلمة نيافة الانبا رافائيل، لابد ان أوضح شيء هام، ان إدارة الحدث او الموقف هو مهارة،، الهدف منها هو الخروج بأفضل النتائج المرجوة المخطط لها هذا ما يقوله "علم الإدارة".

جنازة القديس ابونا مكاري يونان، حدث كبير يتخطى حدود الوطن ويصل الي العالمية، وادارته كان يتطلب ترتيبات كبيرة تليق باسم الكنيسة المصرية، وباسم وقيمة الراحل التي تعتبره الدوائر المسيحية العالمية كاروز مسيحي عظيم علي مستوي التبشير في العالم.

وحقا أدركت القيادة السياسية ذلك وأرسل سيادة الرئيس مندوب عنه يحضر جنازة القديس الراحل، ولكن أخفقت الكنيسة المصرية في فهم وأدراك عظمة ذاك الحدث، فكان لابد ان يحضر قداسة البابا ورجال المجمع المقدس وتكون الترتيبات الإدارية والطقسية مشهد اخر يليق باتساع الحدث عالميًا.

ولا اعلم السبب لعدم حدوث ذلك ؟ لدرجة ان القنوات المسيحية التابعة للكنيسة الارثوذوكسية لم تنقل الحدث بالشكل اللائق أيضًا، وهنا الإخفاق من جميع الجوانب إداريًا واعلاميًا، ثم جاءت الطامة الكبرى وهي كلمة نيافة الانبا رافائيل الذي أدخلت الحدث من دائرته العالمية والوطنية المتسعة الي دائرة طقسية ضيقة للغاية، بجانب المغالطات الفجة التي اساءت الي الكنيسة والكهنوت خارجيًا وداخليًا، وجعلت الجميع يخجلون من تلك الكلمات التي أرسلت صورة متجسده للعالم بان الكنيسة المصرية تسير علي خطي الكنيسة الغربية في العصور الوسطي والتي كان من نتائجها ظهور اللوثرية بكل مشتقاتها.

انا موطن مصري اعتز كثير بوطني مصر، وقبطي أرثودوكسي اعتز كثيرًا بكنيستي التي هي موروث حضارة اجدادي، وايمان ابائي وقائدها هو المسيح فقط، ورسالتي هنا كمواطن مسيحي الي الانبا رافائيل ليس هناك سلطان من أي نوع في الكنيسة على الأرض او في السماء فقط هو المسيح الذي له سلطان وهو من قال ذلك

سفر الرؤيا أية 18 أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتا وها أنا حي إلى ابد الآبدين امين ولي مفاتيح الهاوية ، وايضا قال لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، رسالة فيلبي (2 :10)

فقط السلطان للرب يسوع المسيح، اما عن سلطان الكهنوت الذي تكلمت عنه نيافتك والذي أحدث عاصفة من الغضب، فهنا اخاطب نيافتك كمواطن مسيحي بسيط غير متخصص في اللاهوت او الطقس او العقيدة، فقط ما اعرفه واتكلم به هو ايماني بمسيح المحبة ـ

الكهنوت هو تكيلف من المسيح لخدمة الكنيسة التي هي شعب المسيح وجماعة المؤمنين ، والتكليف هنا غير التمييز والسلطان المرعب الذي تكلمت عنه نيافتك ، التكليف هو ما فعله كهنوت المسيح علي الأرض "الكاهن الأعظم " والمثال الحي للكهنوت وهو يجول يصنع خيرًا ليخلص الجميع ، يغسل الارجل ليعلم الجميع التواضع، يمشي عدة اميال من بلد الي اخري لكي يخلص السامرية واهل بلدتها الذين كانوا انجاس في نظر العقيدة اليهودية ، يشفي خادم الضابط الاممي الذي كان غير يهودي ، يتقابل مع الزانية وجبأة الضرائب لكي يخلصهم من مخالب الخطية ، يطعم الجائع ويعطف علي المسكين لكي يدخل الجميع الي حظيرته

فقط الكهنوت واي رتبة دينية هو تكليف من المسيح لأداء دوره على الأرض وان لم يفعل المكلف ويؤدي دور المسيح على الأرض فذاك هو التمرد على الايمان الصحيح، وهذا ما فعله كهنوت القديس الراحل ابونا مكاري ونيافتك تلاحظ انني اكرر كلمة القديس """ اكررها ليس عاطفة """ بل ايمان واختبار فقط رأبت وتلامست مع تلك القداسة ولن أوضح أكثر من ذلك

اليوم تابعت القس سامح موريس في حفل تابين  ووداع القديس الراحل ،، هنا الفرق والفجوة الشاسعة جدا في الترتيب للحدث الكبير الذي يليق بقيمة وقامة ذلك القديس كم كانت عظمة الترتيب وكم كانت عظمة عمق الكلمة وتأثيرها التي صفق لها الملايين من المسيحين وبين كلمة نيافتك التي اعثرت واغضبت الملايين  داخل مصر وخارجها، كلمة القس سامح موريس  كانت علي قدر قيمة الحدث والقديس، وأيضًا علي قدر قيمة الايمان المسيحي،، اكتست الكلمة بثوب عمق محبة المسيح الذي هو الايمان في حياة القديس الراحل ،،،،، المحبة هي بسبور السماء،،، تلك من أقول اعظم قديسي الكنيسة المصرية ابونا مكاري يونان خادم المسيح العظيم الذي سيظل في ضمير الوطن والكنيسة مثلما ظل رجالها القديسين خميرة ايمانية معنا وسيظلون الي مدي الدهر وانتقال كنيستنا من المجاهدة الأرضية الي المنتصرة السماوية .