سحر الجعارة
«باسم المنتدى وباسم الشباب المشارك الذى يحلم بالاستقرار والسلام والأمن والتنمية، نوجّه نداء لكل الدول التى بها صراعات والقادة المسئولين، بأن ينظروا بمنظور مختلف يؤدى إلى تسوية هذه الأزمات حتى نخفف ونقلل من حجم الآثار الصعبة التى ترتبت على هذا النزاع».. هذا النداء وجّهه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال جلسة نقاشية بعنوان: «المسئولية الدولية فى إعادة مناطق ما بعد الصراعات»، ضمن فعاليات «منتدى شباب العالم»، الذى عُقد بشرم الشيخ.

وحين يتحدث الرئيس عن مشاركة الأشقاء ودول الجوار من أجل «السلام والبناء والتعمير» ويؤكد أننا لا نريد التدخل فى شئون أحد، فهو يتحدث بلسان قائد عسكرى، عاش بنفسه مآسى الحروب وما شابهها من النزاعات والاقتتال الأهلى.. وربما أصبحنا جميعاً نعرفها الآن بعدما طاردتنا ميليشيات «الإخوان» وأصبحنا مهددين حتى داخل بيوتنا بالقتل.

المنتدى، فى نسخته الرابعة، ناقش العديد من القضايا والموضوعات الحيوية التى تعكس ملامح الواقع الجديد بعد جائحة كورونا (كوفيد - 19) التى أثرت على حياة الملايين ببلدان العالم أجمع، وتنطلق الموضوعات من المحاور الثلاثة الأساسية للمنتدى، وهى: «السلام والإبداع والتنمية».. والمنتدى لم يستبق الأحداث «زوال الوباء»، بل يطبق تدريجياً المفهوم العالمى لحقوق الإنسان.

الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تتضمن الحقوق فى الغذاء الكافى، وفى السكن اللائق، وفى التعليم، وفى الصحة، وفى الضمان الاجتماعى، وفى المشاركة فى الحياة الثقافية، وفى الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحى، وفى العمل.. وهى لا تقل فى أهميتها عن الحقوق المدنية والسياسية.. ولهذا جاءت المعاهدات والمواثيق الدولية لتضمن احترامها وتطبيقها للإنسان.. ثم تكمل المسئولية الإنسانية فتلزم أيضاً «المجتمع الدولى» بالتدخل لتوفير تلك الحقوق.

أذكر أنه فى مؤتمر «بكين للمرأة»، الذى شرفت بالمشاركة فيه، أن الأمم المتحدة رفعت شعار «تأنيث الفقر» بهدف تركيز الأضواء على آثار الفقر والمجاعات والحروب على النساء.. إذن، عندما نتحدث عن مشروع «حياة كريمة» أو «100 مليون صحة» أو نشر مظلة صحية تغطى كل المواطنين، عن «تكافل وكرامة».. فمصر تتكلم -هنا- عما حققته للإنسان المصرى، دون فذلكة أو مصطلحات سياسية فخمة.. ضع أنت النقاط فوق الحروف: بماذا تسمى القضاء مثلاً على فيروس C.. أو القضاء على العشوائيات!!.

فى جلسة «تجارب تنموية فى مواجهة الفقر»، أكد الرئيس «السيسى» أن مجابهة الفقر تأتى على رأس أولويات الدولة، وسلط الضوء على حجم الجهد المبذول فى ملف مجابهة الفقر، وأنه جهد دولة وحكومة وشعب وليس الرئيس وحده، مضيفاً أن الدولة المصرية أنفقت أكثر من 6 تريليونات جنيه خلال 7 سنوات للخروج مما وصفه بـ«متاهة الفقر».. أما أنا فأسميه النفق المظلم.

وأوضح «السيسى» أن العالم كان يحتفل قبل جائحة كورونا، بخروج مليار شخص من الفقر، وعندما أتت الجائحة، ركزت مساعى العالم فى الحفاظ على المليار شخص ألا يعودوا مرة أخرى إلى الفقر.

لقد اضطر العالم أكمله إلى وقف حركة السفر وخسر الاقتصاد العالمى والسماح بعودة السياحة بعدما أشرفت دولة مثل «اليونان» على الإفلاس.. بينما نجحت دولة مواردها محدودة، مثل مصر، فى الإفلات منه، وتضافرت الجهود الدولية لإنقاذ دول الجنوب الفقيرة بمدهم بالأمصال حتى لا ندور فى حلقة نيران المجاعة المخيفة.. وهنا يتجلى حق المجتمع الدولى فى فرض السلام ولو بقوات خاصة من مجلس الأمن فى مناطق الحروب والنزاعات.. تماماً كما كان من واجبه توفير الأمصال للدول الفقيرة.

«كورونا» من أمامنا وشبح المجاعة من خلفنا: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته».
نقلا عن الوطن