د. مينا ملاك عازر

بالغ تقديري وامتناني لكل فرد قام بالمشاركة في تنفيذ ونقل حفل موكب نقل المومياوات من المتحف المصري العظيم لمتحف الحضارة المجيد، تحية عرفان وتقدير لمن فكر وقرر ودعم وأخرج ونفذ، تحية لكل من أسهم وشارك في هذه الفاعلية الاستثمارية والحضارية والسياحية والإنسانية والتكريمية والفنية، تحية لكل من خطط ونفذ هذا التخطيط بشكل يجعله رائع ودقيق، تحية لمن انتبه للتفصيلات، فلم تفقد تفصيلة ولم تسهو سهوة، تحية لمن قدر هؤلاء الملوك -وإن كانوا موتى- قدرهم فكان ما فعله على قدر عظمتهم وما أنجزوه، وما قدموه لمصر، تحية لكل شعب مصر ومسؤولي مصر لأن لهم أجداد فعلوا ما يجعلهم مستحقي التكريم حتى وقتنا الحالي.
 
وتحية خاصة لهؤلاء الملوك لما أنجزوه وشيدوه من حضارة محورها العلم والشجاعة والتقدير للآخر، حضارة فحواها الإنسانية، ومضمونها المجد المرتكز على الثقافة والفن ومجد شعوبهم، فكانوا خير حكام لمصر من مصر، وخير حماة لأرض مصر ومياه مصر، ومجد وعلم وثقافة وفن مصر. 
تحية لهم لأنهم وضعوا الأساس لكل ما هو محترم في تاريخ الإنسانية جمعاء والعالم بأثره، تحية لهم من أبنائهم الذين يتمنون أن يفعلوا يوماً ما فعلوه هم حتى يكونوا يوماً محل تقدير من أحفادهم كما قدروا هم أجدادهم.
 
لذا فأننا نتمنى أن نحذو حذو هؤلاء الأجداد العظام الشداد الذين خلفوا وراءهم ما بقى وما أجبر العالم على تكريمهم والافتخار بهم وتقديرهم وتشييد المتاحف للتفاخر والتباهي بمنجزاتهم الحضارية والثقافية وغيرها، ونقدم نحن كل ما هو مفيد للإنسانية من علم واستخدام للتكنولوجيا. 
 
للأسف يا سادة زمننا هو زمن المومياوات سواء كانت تلك التي ماتت فتكرم الآن فتسود علينا بمنجزاتها أو تلك التي تتحكم في حياتنا بأفكارها الميتة الغير مثمرة، والتي ستجعلنا وحضارتنا بائدين غير موجودين، لا يُكرمنا أحد ولا يبحث عن آثارنا أحد، -إن كان لنا آثار- وإن وجدنا أحد لن ينقلنا أحد بمثل ذاك التكريم الذي نقلت به مومياوات الأجداد الشداد.
 
آخر القول، إن كان لنا عظة من تكريمانا وتقديرنا وتشييدنا لمتاحف هؤلاء، فلا أعظم من مجدهم لنقتفي أثرهم، ونفعل مثله، ونزيد لنكون يوماً ما محل تقدير من يأتون بعدنا، وإلا سنبقى في طي النسيان.
 
المختصر المفيد  نحن شعوب لا نعرف قيمة الشيء إلا بعد أن يوارى الثرى.