إعداد / نجيب محفوظ نجيب.
كاتب و باحث و مترجم.
كان والده أودكسيوس Eudouxious حاكمًا للمدينة، وكان جده Plondionus أيضًا حاكمًا. 
وقد نال أودكسيوس شهرة عظيمة بسبب فضائله وتقواه. 
الملك كارينوس أمر بتعيين أودكسيوس حاكمًا على مدينة أفريقيا القديمة (الجزائر) عوضًا عن حاكمها الذي كان قد مات. 
أشتاقت أوفيميه زوجة أدوكسيوس التى لم تكن تنجب أن يهبها الرب نسلاً طاهرًا. وكانت تصلى و تتضرع و تصوم حتى المساء وتقدم صدقات كثيرة للفقراء والغرباء.
وفي أحد أعياد القديسة العذراء مريم في 21 طوبة في كنيسة القديسة العذراء مريم بأتريب رفعت قلبها المنكسر نحو الرب يسوع وطلبت شفاعة القديسة العذراء مريم. وإذا بها تسمع صوتًا من أيقونة الطفل يسوع المسيح وقد حملته والدته القديسة العذراء مريم يقول لها " آمين ". حملت وأنجبت أبن صلواتها الذي قدمه لها السيد المسيح كوعدٍ منه، فدعته مينا أى آمين .
أهتم به والده، فهذبه بتعاليم الكنيسة بروح إنجيلية، وغرس فيه محبة الكتاب المقدس والعبادة والسلوك بروح التقوى. 
مارس حب المعرفة الحقيقية بفكرٍ كنسى تعبدى بورع وتقوى. 
مات والده وهو في الحادية عشر من عمره، ثم والدته وهو في الرابعة عشر. 
ورث عنهما خيرات كثيرة وبركات روحية مع كرامة.
بعد سنة من نياحة والدته عُيّن وهو في الخامسة عشر من عمره ضابطًا في الجيش في فرقة أفريقيا القديمة (الجزائر)، ونال مركزًا مرموقًا بسبب مكانة والده.
إلتهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة، فقام بتوزيع أمواله على اخوة يسوع الأصاغر. 
و لأنه أشتهى تكريس كل وقته وطاقاته لحساب مملكة الله ترك خدمة الجيش بعد ثلاث سنوات (سنة 303م) وتوجه إلى البرية لكى يتعبد فيها.
صدر منشور من قِبل الإمبراطورين الجاحدين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم القرابين لها.
بعد خمسة أعوام من رهبنته رأى وهو يصلي الشهداء يُكللون بواسطة الملائكة، ويحملونهم إلى الفردوس، وقد صاروا في بهاء أعظم من الشمس. 
أشتهى القديس مينا أن يصير شهيدًا، فسمع صوتًا من السماء يقول : " مبارك أنت يا آبا مينا لأنك دُعيت للتقوى منذ حداثتك. فستنال ثلاثة أكاليل لا تفنى ولا تزول... واحد من أجل بتوليتك، والآخر من أجل حياتك النسكية، والثالث من أجل استشهادك هذا. سيصير أسمك مشهورًا بين الشهداء. لأني أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدونني في كنيستك التي ستُبنى على أسمك، وفوق هذا كله ستحصل على مجدٍ لا يُنطق به في ملكوتي الأبدى" .
ترك القديس مينا البرية وأنطلق إلى المدينة في ثياب النسك، وكان هذا اليوم يوافق أحتفال ديني عظيم. تمرّرت نفسه وهو يرى الجماهير الكثيرة في هذا الضياع. تقدم إلى ساحة الأحتفال، وصرخ نحو الجماهير معلنًا إشتياق الله أن يعرف الكل محبته وخلاصه فقال بصوتٍ عالٍ : "وُجدتُ من الذين لم يطلبونني وصرتُ ظاهرًا للذين لم يسألوا عني " ( إش 65: 21؛ رو 10: 20). ثم أعلن إيمانه بشجاعة أنه مسيحى.
تعرف عليه بعض العسكريين وأخبروه عن مركزه القديم. أندهش الوالي لساعته وقال له: "لماذا تركت جنديتك؟ وكيف تعترف أنك مسيحي ؟" أجابه القديس " إني جندي حقًا، لكنني آثرت أن أكون جنديًا لربي يسوع المسيح لأجل مرضاة اسمه القدوس " .
أمر الوالى بعذاب القديس مارمينا. فكان أثناء تعذيبه يلهج قلبه بالشكر، حاسبًا أنه غير مستحق أن يُهان من أجل أسمه القدوس.
و كان يقول لمعذبيه : " عذاباتكم هي رأسمالي، فهي تُعد لي الأكاليل أمام المسيح ملكي وإلهي" .
و كان الرب يرفع عنه الألم فلم يكن يتأوه.
و كان يسمع صوتًا من السماء يناجيه: " لا تخف يا حبيبي مينا لأني سأكون معك أينما تحل" .
ألقاه الوالي في السجن مع كثيرين فكان يُعزّيهم ويشجعهم. هناك ظهر له السيد المسيح بنفسه وعزّاه ثم صعد إلى السماء.
في اليوم التالى أستدعاه الوالي إلى مجلس القضاء وأخذ يلاطفه ويتملّقه، و عندما لم يجد حيلة توعده بالموت. أخيرًا أمر الوالي بقطع رأسه بالسيف. 
وفي مكان الاستشهاد ركع القديس مارمينا العجائبى وصلي رافعًا يديه إلى السماء فضربه السيّاف وتمت شهادته في اليوم الخامس عشر من شهر توت حوالي سنة 309م، وكان عمره 24 عامًا.
أوقد الجند نارًا لحرق جسده، لكن بقي الجسد ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ داخل اللهيب ولم يحترق.
حمله بعض المؤمنين وكفّنوه بأكفان ثمينة ودفنوه بكل وقارٍ.
خرج القائد أثناسيوس ليُحارب البربر الذين كانوا يهاجمون مدينة مريوط، وأصر أن يأخذ معه جسد القديس مارمينا العجائبى. وإذ كشف الجنود القبر ظهر نور عظيم فسقطوا على الأرض وسجدوا لإله مارمينا. أخذوا الجسد وأخفوه ووضعوه في مركب قاصدين الإسكندرية ومنها إلى مريوط. وفي البحر هاجمتهم حيوانات مفترسة فخرجت نار من الجسد وأنطلقت كالسهام نحوها، فهربت للحال.
و عندما وصلوا إلى الإسكندرية، وحملوا الجسد على جمل إلى مريوط هزموا البربر، وعند رجوعهم رفض الجمل القيام والسير معهم بالرغم من الضرب الشديد. نقلوا الجسد على جملٍ آخر أقوى منه فلم يتحرك، وهكذا تكرر الأمر فأدرك القائد أثناسيوس أن هذه إرادة الله أن يبقى جسد القديس مارمينا العجائبى في مريوط.