كتب:محرر الأقباط متحدون
 
وجّه البابا فرنسيس، كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقد مر خمسون عامًا على ذلك الحج إلى لورد، في عيد الفصح عام ١٩٧١، والذي دُعيَ إليه أشخاص ذوي احتياجات خاصة وعائلاتهم والعديد من الأصدقاء. منذ تلك اللحظة، وتحت نظرة مريم المُحِبَّة، بدأت خبرة إيمان ونور. لقد اقترح الروح القدس ولادة شيء لم يكن أحد يتوقّعه، أي جماعاتكم التي تحتفلون فيها بالفرح والمصالحة والشركة المتبادلة. هكذا أعطى نور وقوة الرب القائم من بين الأموات الرجاء للعديد من الأشخاص الذين شعروا بالإقصاء والرفض، وأحيانًا حتى في الكنيسة.
 
تابع البابا فرنسيس يقول منذ تلك اللحظة، رافق الروح القدس مسيرة حركتكم وولدت العديد من جماعات "إيمان ونور" في العديد من بلدان القارات الخمس، وحملت رسالة محبة وقبول. هذه الرسالة هي قلب الإنجيل! هي تذكرنا بأن كل شخص، ولاسيما الأصغر والأكثر هشاشة، هو محبوب من الله وله مكانته في الكنيسة وفي العالم. إنه "إنجيل الصِغر"، كما يذكرنا القديس بولس عندما كتب إلى أهل كورنتوس: "فاَعتَبِروا، أَيُّها الإِخوَة، دَعوَتَكم، فلَيسَ فيكم في نَظَرِ البَشَرِ كَثيرٌ مِنَ الحُكَماء، ولا كَثيرٌ مِنَ المُقتَدِرين، ولا كَثيرٌ مِن ذَوي الحَسَبِ والنَّسَب. ولكِن ما كانَ في العالَمِ مِن حَماقة فذاكَ ما اختارَه اللهُ لِيُخزِيَ الحُكَماء، وما كانَ في العالَمِ مِن ضُعْف فذاكَ ما اختارَه اللهُ ليُخزِيَ ما كانَ قَوِيًّا، وما كانَ في العالَمِ مِن غَيرِ حَسَبٍ ونَسَبٍ وكان مُحتَقَراً فذاكَ ما اختارَهُ الله: اِختارَ غَيرَ المَوجودِ لِيُزيلَ المَوجود، حتَّى لا يَفتَخِرَ بَشَرٌ أَمامَ الله".
 
أضاف بابا الفاتيكان، يقول لقد كان حضور "إيمان ونور" ولا يزال نبوءة، لأنه غالبًا ما يتم إقصاء الأشخاص الأكثر هشاشة، ويعتبرون عديمي الفائدة. ونبوءتكم هي اليوم أكثر أهمية، لمحاربة ثقافة الإقصاء وتذكير الجميع بأن الاختلاف هو غنى ويجب ألا يصبح أبدًا سببًا للإقصاء والتمييز. وبالتالي يمكننا أن نرى هذه السنوات الخمسين من حياة جماعة "إيمان ونور" كحج عظيم، وكاستمرار مثالي للحج الأول. وكذلك كمسيرة مسكونية، لأنه في جماعاتكم يلتقي أشخاص من طوائف مسيحية مختلفة: كاثوليك، بروتستانت، أنغليكان، وأرثوذكس ...علامة شركة، وبذرة ملموسة للوحدة. إن الأشخاص الأكثر هشاشة بالتحديد هم الذين يصبحون مصدرًا للمصالحة، لأنهم يدعوننا جميعًا إلى مسرة ارتداد.
 
أضاف الحبر الأعظم يقول إن الطريق الذي قطعتموه حتى الآن طويل ومليء بالنجاحات ولكن لايزال هناك اليوم أيضًا في الكنيسة والعالم العديد من الأشخاص الذين يعيشون في الصغر والهشاشة وهم منسيون ومهمشون. لذلك أُشجعكم على المضي قدماً بقوة الروح القدس بحضوركم المضياف ولتكُن جماعاتكم على الدوام أماكن لقاء، وتعزيز بشري وعيد للذين لا زالوا يشعرون بأنهم مهمشين ومتروكين. وكونوا للعائلات التي تعيش خبرة ولادة ابن مع اعاقة علامة رجاء لكي لا ينغلق أحد على نفسه في الحزن وفي اليأس.
 
 وتابع قداسته يقول أدعوكم لكي يكون تتحلوا داخل الجماعات المسيحية بأسلوب الخميرة الإنجيلي: لا الانعزال والانغلاق على الذات وإنما المشاركة في حياة الكنيسة في الرعايا وفي الاحياء وحمل خبرتكم والشهادة لخيار الله للأخرين والصغار المهمشين. ليجعلكم روح الشركة والصداقة الذي هو جزء من موهبتكم على الدوام أدوات مصالحة وسلام ولاسيما حيث توجد الصراعات والنزاعات.
 
 وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول إن الشعار الذي يمثل خبرتكم هو مركب في بحر هائج، فيما تشرق الشمس من الغيوم بعد العاصفة. خلال زمن الوباء هذا ذكرت مراراً، متأملا بالحدث الذي يخبرنا عنه الانجيل حول التلاميذ في العاصفة، بأننا جميعاً على القارب عينه وبالتالي أُثبِّتكم في هذا الالتزام: أن تكونوا في العواصف التي يعشيها الأشخاص والعائلات مركبًا صغيرًا يمكن للجميع أن يجدوا فيه مكانًا، في اليقين أن الرب يسوع موجود على هذا القارب عينه. لترافقكم شمس الايمان والرجاء التي تشرق من وراء غيوم خوفنا وشكوكنا على الدوام في المسيرة التي تنتظركم. ليبارككم الرب ولتحفظكم العذراء مريم ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلوا من أجلي.