( بقلم / أشرف ونيس ) 
لقد أندى جبين الشرفاء كما أدمت أعين الصالحين من بين غيرهم حين علا صوت الشر وسط أصوات عدة نادت بالخير و الاستقامة على طول تواجدها أرضا، لكن كان سوء الحظ قرينا لها و بات الإخفاق هو الرفيق الأعظم على مر زمانها .  نعم ؛ فسوف تصدح حناجر التاريخ ابداً بما لاقاهُ هؤلاء الأخيار من هول بل أهوال مقابل سعيهم لإرساء قواعد المدينة الفاضلة التى لطالما عانقت أحلام يقظتهم بها سحب السماء و ربما أحلام نومهم أيضاً .
 
زخم من الأسئلة توالى  تتابعها من حين لآخر و ربما لم يتقطع مسار تدفقها ، كانت تذخر بها صفحات الكتب و المجلدات ، و بعضاً منها دارت رحاه داخل قلوب سأليها ، تغازل الذهن ثم تتوطن القلوب و الأفئدة ..... ما عسى أن يكون جوابها ؟؟؟
 
هل اختار الله جسيم صغير سابحاً فى فضاء الكون اللامتناهى يدعى ( الارض) ليعد به مشروع الخلق ثم تركه و شأنه يعج بصراعه و ألامه ، بحروبه و نزاعاته ، بينما ظل هو مستمتعاً بسماء مجده معبوداً و مُسبَحاً من ربوات الملائكة و الخلائق ؟ أم أنه مهيمناً بسلطان و مسيطراً بجبروت لا قبل لنا به ولا قدرة على استيعابه بأى حال من الأحوال ؟ هل يسمع و يرى ، يشعر و يبصر ، يدرك و يتعاطف ؟ أما أنه بسماه بينما ترك الارض و قاطنيها لحالهم ، منهم ألهة تتسيد ، و أخرون  يتعبدون لهم ؟ ......
 
هل له وقت للتدخل و تصحيح المسار و حسم المصير ؟ أم أن الصدفة و العشوائية هما الحاكمان ، و الآمران النهايان على سطح كوكبنا ؟ هل الإرادة الإنسانية مطلقة فى حريتها أم انه يوجد ما يحد منها و يعرقل تدابيرها أحياناً ؟ هل لله مشيئة تطلق العنان لقدرتها الغير محدودة لتنفيذ ما تريده و تصبو إليه فى حياة و تاريخ البشر و الكائنات ؟ أم أن الإنسان و عقله هما المخيران لفعل ما يقصداه و يشيئاه ؟ .......
 
 هل هناك ما يسمى ب مقاصد الله و مسئولية تنفيذها تقع على عاتق الله وحده بغض النظر عن إرادة الإنسان المغايرة لها أحياناً ، أم هذا لا يعدو كونه ضرباً من ضروب الأوهام النابعة من أخيلة البشر وتفكيرهم الرغبوى لشعورهم بالضعف و قلة الحيلة احيانا أخرى ؟ .......
 
أسئلة و تساؤلات ماج بها الزمن وما نتج عنه من عصور و أوقات ، كانت و مازالت و ستظل لغزا بل ألغازاً ساورها بعضا من شكوك فى طرحها ، متمايلة و مضطربة بين العقول و بعضها ، لتستقر بالنهاية فى مقرها المتقلقل ، وحيدة منفردة فى انتظار ملاقاة نصفها الأخر من ردود شافية كافية لإرواء ظمأ طارحيها على مر الدهور و الازمنة ....... ، فهل سيلاقيها الجواب ؟ ........ ( يتبع ) .