كتب – روماني صبري
بعد انسحاب القوات الدولية في اغسطس، سيطرت حركة طالبان المتشددة على الحكم في افغانستان، وقالت وثائقية "دويتشه فيلا"، قبل ذلك ببضعة اشهر، اتيحت فرصة التصوير لفريق في قرية تسيطر عليها طالبان، لافتة الى ان فيلمها الوثاتقي يتضمن بعض المشاهد المؤلمة، "الحياة في ظل حكم طالبان" .. يسلط هذا الفيلم الضوء على الفترة التي سبقت سيطرة طالبان على عموم أفغانستان ويؤشر إلى طبيعة التطور المستقبلي لهذا البلد المُتنازع عليه.

حين نسيطر ندمر المدارس
احكم الإسلاميون الأصوليون قبضتهم وقتها على نحو نصف البلاد وبخاصة المناطق الريفية، ولم يكن للجيش الأفغاني النظامي القدرة على وقف تقدم طالبان بدون دعم القوات الأمريكية، ما عكس أن طالبان سوف تعود إلى السلطة مجددا لا محالة.

ولاية هرات في غرب افغانستان، غادر الفريق اخر قواعد الجيش الافغاني في موقع بالكاد فيه جنود، في المناطق الواقعة خلفه تتقاتل مجموعات مسلحة مختلفة للسيطرة على هذه المنطقة.

بعد اشهر من المفاوضات وافق بعض قادة طالبان على اجراء مقابلة مع الفريق، ثمة الغام كثيرة مزروعة هنا، لكن تفادها الفريق، انتظر مقاتلي طالبان الفريق في هذه الصحراء، وكذلك طلقات اسلحتهم الرشاشة.

وقال المترجم المرافق للفريق :" من الافضل ان ترتدي المراسلة البرقع، فلبت وباتت منتقبة، حين وصل الفريق كان القائد العسكري في انتظارهم، وقال الملا مجاهد احد قادة طالبان :" الظروف ليست مناسبة لاجراء مقابلات وفي الواقع نبقى دائما في الجبال، لم نأتي الا من اجلكم.

لافتا :"ننتظر تعزيزات، البارحة انضمت الينا وحدتين، نحاصر ولاية هرات وننتظر الاوامر وعندما ياتي الامر باجتياح المدينة سنفعل، وعندما نسيطر على مدينة نحتل المسجد وننام فيه ثم نغلق المدارس اولا لانها تعمل وفق برامج تعليم الحكومة الافغانية، ندمر المدارس ونقوم بتسريح المعلمين والموظفين الاخرين ونستبدلها بمدارس دينية تتبع مناهجنا التعليمية لنؤهل اعضاء جدد في طالبان.

هؤلاء المقاتلون موجودون في المنطقة منذ ايام يزداد نفوذ هذه الحركة المسلحة الاصولية في عموم افغانستان وتقوم بضربات كثيرة لاسيما قرب المدن الكبرى.

تُحلل وتُحرم
فرضت طالبان نظام حياة يومية دقيقا على الناس يطال أدق التفاصيل، بدءا ببيع المواد الغذائية وصولا إلى فرض عدد الصلوات عليهم، كما كانت تُحلل وتُحرم وفق الشريعة القائمة على تأويلها.

منذ زمن تعيش عائلة في القرية التي تسيطر عليها طالبان منذ 12 عاما، تقول الطفلة زينب الصديقي:" اجلب الماء في الصباح، واساعد في اعمال البيت بعدها اذهب الى المدرسة.

لا توجد مدارس حكومية، وقد افتتح المتطرفون هنا مدرسة للفتيان تعتمد مناهج طالبان، البنات يذهبن الى هذه المدرسة في بيت يرابط مقابلهم مسلحون، وقد وعدت طالبان بان تسمح للفتيات بالتعلم حتى نهاية المرحلة الابتدائية على الاقل، هكذا يطيبون خاطر المجتمع الدولي!.

الشارع للرجال فقط
لا تظهر النساء خارج الببيت وتفضلن الولادة في المنزل،  وتقع مستشفى عمر خائيل بجوار السوق في مركز القرية الاقتصادي وهو حكرا على الرجال حيث طالبان حاضرة بقوة، ولابد من الحذر دائما لذا لم نسمع من كل ما التقينا بهم سوى المديح لطالبان.

يعيش اكثر من نصف سكان البلد تحت خط الفقر، وتقر نسبة الزكاة ككل القرارات في المسجد، وفي هذا اليوم تشاور قادة طالبان في امر دينوي، وهو سماع الموسيقى في الاعراس، لا يسمح للنساء بالحضور، لكن المترجم استطاع التقاط بعض المشاهد من جلسة الشورى، وحين تتخذ القرارات من لم يلتزم بها لسرعان ما تحاكمه الحركة.

الشريعة تطبق على الجميع
مولوي صابر حاكم المنطقة الذي ينتمي لطالبان، دولة موازية ذات بنية هرمية صارمة، يقول :" نحن نطبق الشريعة على الجميع من المواطن البسيط الى اكثر القادة نفوذا.