سليمان شفيق
كلما تذكرت الحبر الجليل ابراهيم اسحق، بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية ،اتذكر "قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ "،( متي 12 : 20 )
 سيدنا ابراهيم اسحق خير خلف لخير سلف ، وسليل احبار عظماء :
 
كيرلس الثاني مقاريوس (1895-1908)
مكسيموس صدفاوي (1927-1908) مدبّر رسولي
مرقس خزام (1947-1927) مدبّر رسولي
مرقس الثاني خزام (1947-1958)
إسطفانوس الأول سيداروس( 1958-1986)
إسطفانوس الثاني غطاس (1986-2006)
أنطونيوس الأول نجيب (2006-2013)
 
وكانت الكنيسة القيطية الكاثوليكية الكاثوليكية ،قد احتفلت الشهر الماضي ، بالعام الثامن للتنصيب البطريركي لغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، بطريركّا على كرسي الإسكندرية للأقباط الكاثوليك.
عرفت الرجل عن قرب وهو من قرية من مواليد 19 أغسطس 1955 في  بني شقير محافظة اسيوط أسيوط، تربي في اسرة رضعتة المحبة ولم تفطمة عن محبة المسيح والكنيسة ، منذ طفولتة احب سير القديسين والعذراء مريم وسلك حياة الخدمة حتي وهب نفسة للرب والتحق بسلك الدراسة في كلية العلوم الانسانية واللا هوتية بالمعادي في سبعينيات القرن الماضي في وقت كانت مصر والصعيد يواجهان الارهاب وتخرج ليبدا خدمتة المباركة وتمت سيامتة ككاهن علي رتبة في 7 فبراير1980  وكان مثال للكاهن الذي  سيم علي رتبة ملكي صادق في كنيسة حدائق القبة والمليح ، حيث احبة شعب الكنيسة خادم وراعي لمحبتة وسهرة علي خدمتهم .

في 1990 سافر ابونا ابراهيم الي روما وفي مهد كنيسة بطرس العظيمة  ابحر ابونا ابراهيم في بحر اللاهوت في الجامعة البابوية الغريغورية وحصل علي درجة الدكتوراة في علم اللاهوت العقدي  ، عشرة سنوات قضاها في كنف الروحانية في روما وتشبع من تعاليم الحبر الاعظم يوحنا بولس الثاني والكنيسة الرومانية فأكتست شخصيتة بروح الهدوء والمحبة وهكذا امتزجت روح الايمان  من بني شقير الي  الي روح المحبة في روما مرورا بروح الرجاء في مصر ، ليعود لكي يفيض بنهر علمة علي تلاميذة بعد تعيينة مديرا للكلية الاكليركية حتي عام 2000 ، لكن السفر كان علي موعد معة ليسافر لمدة عام ثم يعود لادارة معهد التربية الدينية بالسكاكيني ومدرسا بكلية العلوم اللاهوتية .

ومن ادارة المعاهد الدينية كمعلم علي غرار معلمة الاول المسيح الي الراعي بكنيسة العذراء بمدينة نصر لتكتمل سيرورة الخبرة ما بين الراعي واللاهوتي والمعلم
في 29 سبتمبر 2002 تمت سيامته مطرانا لإيبارشية المنيا، خلفا لبطريرك الكاثوليك الكاردينال أنطونيوس نجيب، الذي كان مطرانا لإيبارشية المنيا في ذاك الوقت. تمت الموافقة على تعيينه مطرانا للإيبارشية من قبل البابا يوحنا بولس الثاني في فى 5 أكتوبر 2002 ، وحصل على تكريس الأسقفية من أيدي الكاردينال ستيفان الثاني غطاس ثم بطريرك الإسكندرية.
 
كان خير خلف لخير سلف وجسدت المنيا كل خبراتة السابقة وعلمة اللاهوتي وانسانيتة كراعي فكانت ايبارشية المنيا للاقباط الكاثوليك مثالا وقدوة حقيقية لاستكمال وتطوير ما زرعة من سبقوة خاصة الانبا انطونيوس من معهد اللاهوت ومدارس الاحد والاهتمام بالشباب والتنمية .
كأن الرجل يختارة الله خليفة للانبا انطونيوس كمطران او بطريرك ،وفي استقال أنطونيوس نجيب، وهو الآن بطريرك، ويعاني من مشاكل صحية مرة أخرى، في يناير 2013. سينودس الكنيسة الكاثوليكية القبطية ينتخب البطريرك في 15 يناير 2013
 
انتُخب الأنبا إبراهيم إسحق بطريركا للأقباط الكاثوليك، من خلال آباء سينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية، الذي انعقد يوم 12 يناير 2013، وتم الاختيار في 15 يناير 2013، والإعلان الرسمي في 18 يناير 2013، بموافقة البابا بنديكتس السادس عشر بابا الفاتيكان.
تم تعيين الأنبا إبراهيم إسحق عضوًا في جماعة الكنائس الشرقية بعد موافقة بابا الفاتيكان.

ثماني سنوات من العمل في ظل ظروف صعبة بعد الاطاحة بالاخوان بعد ثورة 30 يونيو ، واحتياج مصر والكنيسة لاعادة البناء وواجة البطريرك  كل التحديات بهدوء ومحبة واعلاء شأن تلاميذة بروحانية الرجاء في البناء وكنت دائما اري البطريرك معلم بالدرجة الاولي واتذكر موعظة له من :
رسالة من الرسول بولس الي بعض رجال الدين ولا اقول رجال الله

أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟ فَإِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ، أَفَأَنْتُمْ غَيْرُ مُسْتَأْهِلِينَ لِلْمَحَاكِمِ الصُّغْرَى؟ 1 أَيَتَجَاسَرُ مِنْكُمْ أَحَدٌ لَهُ دَعْوَى عَلَى آخَرَ أَنْ يُحَاكَمَ عِنْدَ الظَّالِمِينَ، وَلَيْسَ عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ؟  أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هذِهِ الْحَيَاةِ ، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَاكِمُ فِي أُمُورِ هذِهِ الْحَيَاةِ، فَأَجْلِسُوا الْمُحْتَقَرِينَ فِي الْكَنِيسَةِ قُضَاةً  لِتَخْجِيلِكُمْ أَقُولُ. أَهكَذَا لَيْسَ بَيْنَكُمْ حَكِيمٌ، وَلاَ وَاحِدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ إِخْوَتِهِ؟  لكِنَّ الأَخَ يُحَاكِمُ الأَخَ، وَذلِكَ عِنْدَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَالآنَ فِيكُمْ عَيْبٌ مُطْلَقًا، لأَنَّ عِنْدَكُمْ مُحَاكَمَاتٍ بَعْضِكُمْ مَعَ بَعْضٍ. لِمَاذَا لاَ تُظْلَمُونَ بِالْحَرِيِّ؟ لِمَاذَا لاَ تُسْلَبُونَ بِالْحَرِيِّ؟ 8 لكِنْ أَنْتُمْ تَظْلِمُونَ وَتَسْلُبُونَ، وَذلِكَ
لِلإِخْوَةِ  الرسالة الأولى إلي اهل كوزنتس (8 من 1ـ 6)
ويمضي البطريرك في العمل البطريركي بروح الهدوء الذي تربي علية في بني شفير والصبر في الخدمة التي تعلمها ككاهن ، والتعليم الذي قضي الكثير من عمرة كطالب مابين المعادي وروما ، والتواضع الحقيقي الذي يضع فية نفسة قبل الاخرين ، ويظل البطريرك ابراهيم هو الانسان النبيل والخادم المطيع والمطران الخادم والبطريرك الذي يقدم تلاميذة علي نفسة ، كالحجر الكريم الذي كلما سقط علية الضوء عكس اشعاعات روحانية مختلف الالوان ما بين الايمان والرجاء والمحبة ، ويواجة "كبرياء المتكبرين" خاصة من يريدون استغلال محبتة وتواضعة بمزيد من المحبة  

اطال الله عمرة وصبرة كما واجة معلمة الاول المسيح طموحات تلاميذة ، ومواجهة حتي الخائن يهوذا ، هكذا كان رجل الله ابراهيم اسحق "قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ "،( متي 12 : 20 )