في واقعة إنسانية أثارت إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".. انتشرت صورة لأحد زوار دير العذراء بدرنكة بجبل أسيوط الغربي يحمل لافتة يطلب فيها من الله طفلًا ويستجيب فورًا أحد الأطباء وصاحب مركز الإنجاب وعلاج العقم، ويعلن تطوعه مجانًا بعلاج الحالة والتكفل بمصاريف عملية الحقن المجهري إذا استدعت الحالة.

 
تعود أحداث الواقعة إلى قيام أحد زوار دير درنكة بجبل أسيوط الغربي خلال احتفال الليلة الختامية لمولد السيدة العذراء وسط آلاف الوافدين المصريين والعرب والأفارقة يحمل لافتة كبيرة مكتوب عليها "عاوز طفل يا رب" وتداول على الفور رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الصورة واللافتة.
 
ووصلت الصورة لأحد أطباء النساء بجامعة أسيوط وصاحب مركز لعلاج الحقن المجهري يدعى إسلام سعيد وحالات العقم، ويعلن عبر صفحته الشخصية على فيس بوك استجابته للحالة والتكفل بعلاجها ومصاريف عملية الحقن المجهري إذا استدعت ذلك بالمجان من خلال المركز قائلًا: "اللي يعرف الراجل ده بشكل شخصي ياريت يتواصل معاه وإن شاء الله نتكفل بمناظرة الحالة وعمل اللازم مجانًا بالعلاج ولو استدعى الأمر عملية حقن مجهري هيتم عمل العملية بالعلاج مجانًا وربنا يرزق كل محروم ويجعلنا سببًا لإسعاد الناس وربنا يديه ويدي كل محروم يا رب"، وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي الاستجابة كما تداولوا صورة اللافتة.
 
في ذات السياق توافد مساء أمس السبت عشرات الآلاف من اهالى مصر والمئات من وفود إثيوبيا وإريتريا وجنوب أفريقيا للمشاركة في احتفالات الليلة الختامية لمولد السيدة العذراء مريم بدير درنكة بجبل أسيوط الغربي والذي استمر ١٥ يومًا من السابع من أغسطس حتى انتهاء الصيام اليوم في 22 من شهر أغسطس.
 
وبدأت الاحتفالات اليوم بحمل أيقونة كبيرة للسيد المسيح وأخرى للسيدة العذراء، وأمامهم المئات من أطفال يلبسون ملابس الشمامسة البيضاء وخلفهم الرهبان والقساوسة وبدأت الدورة والطواف بالايقونة كأهم مظهر من مظاهر الاحتفال.
 
واصطف خلف الأيقونات عدد هائل من الزوار وتقدمها الأنبا يؤأنس أسقف أسيوط وأتى من خلفه الشمامسة منتهجين نفس المنوال، بينما تعالت أصوات الزغاريد من النساء حين رؤيتهم ايقونة صورة المسيح وصاحبتها أصوات الترانيم والتسابيح والمدائح داخل ساحة الدير يعقبها العظة الروحية وتسبحة نصف الليل التي تختتم الليلة بصلوات القداس الإلهي.
 
ومن جانبه أشار أسقف أسيوط إلى أنه بعد التنسيق مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية بالمحافظة، تقرر السماح باستقبال 50 سيارة يوميًا، واوتوبيسات خاصة لنقل الزوار مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.
 
وتوافد العديد من أبناء جالية إثيوبيا وإريتريا وجنوب أفريقيا لمشاركة آلاف الأقباط والمسلمين بمختلف محافظات الجمهورية، اليوم السبت، في ختام احتفالات صوم "السيدة العذراء"، بديرها بجبل درنكة بأسيوط، فى ذكرى لجوء العائلة المقدسة لمغارة بحضن الدير للاحتماء من بطش الرومان بفلسطين.
 
وأكد الأنبا يوأنس انا وفود من الكنيسة الإثيوبية وارتيريا يتوافدون كل عام فى ختام احتفالات صيام العذراء بديرها، يقدر عددهم بأكثر من ألفي زائر إثيوبى يؤدون بعض الصلوات والترانيم بحسب طقس الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية، وسط ترحيب من الجميع.
 
 
ويعد دير السيدة العذراء بجبل قرية درنكة، آخر محطات رحلة العائلة المقدسة، ويقع على بعد 10 كم من مدينة أسيوط و3 كم من قرية درنكة، ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر، وكان يتم اللجوء إلى كنيسة المغارة للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة.
 
وتعود أهمية دير السيدة العذراء بجبل درنكة في أسيوط، إلى مجيء العائلة المقدسة لأسيوط، حيث قدمت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار، بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربي، حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة، ويُقام الاحتفال بهذه المناسبة كل عام بحضور مئات الآلاف من المواطنين من مختلف المحافظات بالإضافة إلى وفود الدول المختلفة.