نادر شكرى
أكد نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي أن العيش المشترك هو أساس استقرار المجتمع، وأنه يجب أن ندرك أن التنوع أمر حتمى وبدونه لا يستطيع  المجتمع أن يتقدم في مختلف المجالات.

وقال الأنبا إرميا - خلال مشاركته في الجلسة الثانية بعنوان "العيش المشترك من النظرية للتطبيق ضمن فاعليات مؤتمر "دور الدين في دعم العيش المشترك " الذى ينظمه منتدى حوار الثقافات بالطائفية الإنجيلية بحضور الدكتور القس إندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية - أن العيش المشترك هو حماية للوطن ضد من يحاولون التفرقة باسم الدين، وأن الدول المنقسمة خارقة ومدمرة، كما يحدث في عدد من الدول المجاورة.

وأضاف أنه لابد أن نعلم أبنائنا كيفية الحفاظ على وحدة الوطن، وأنه لا يوجد دولة في العالم متمسكة بالدين مثلما هو حادث في بلادنا مصر، وأن الدين يؤثر في المجتمع والمواطن مرتبط بدينه وعاداته، لافتا إلى أن كافة الأديان تدعو إلى السلام فهو اسم من أسماء الله.

وتابع قائلا، إن الأديان تنادى بالمحبة والسلام والإحسان، وأن هناك مشاركة في التعاليم الإنسانية الصحيحة يتفق عليها الأديان السماوية، وأن في بيت العائلة المصرية عملنا على الأمور المشتركة والأرضية الواسعة التى تربط الأديان السماوية والقواعد الإيمانية الوحيدة.

وأوضح رئيس المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي أنه على مر التاريخ توجد العديد من المواقف والأحداث التى تؤكد على عمق المحبة، وأنه في العديد من الأزمنة كان هناك تعايش سلمي بين أصحاب الأديان.

وأشار إلى هناك ٣ أمور يجب أن نهتم بها يأتى في مقدمتها الإعلام فهو من الممكن أن يكون وسيلة للبناء والتطور من خلال تقديم الفكر الصحيح وزرع فكرة التعايش في المجتمع، إلى جانب نشر مفهوم الرأى والرأى الآخر مع التأكيد على المفاهيم الوسطية للأديان، والتركيز على قيم العدل والرحمة والسلام مع تقديم شخصيات دينية متميزة وقيادية إلى جانب تصحيح المفاهيم عن الآخر، فضلا عن تقديم نماذج طيبة تكون قدوة لجميع أفراد المجتمع.

ونوه الأنبا إرميا إلى أن توصيل القيم الدينية الصحيحة تؤثر على الأسرة، ويتم من خلالها تغيير العديد من المفاهيم، موضحا أن بيت العائلة كان ينظم لقاءات مشتركة تجمع الآئمة والقساوسة، وهو أمر يعود بأثر طيب على جميع أفراد المجتمع.

وشدد رئيس المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي على ضرورة تربية الأطفال على حب الوطن وغرس القيم النبيلة ومفهوم المواطنة منذ الصغر، وأنه على الجميع أن يسعى إلى تقديم بلادنا مصر في أفضل صورة كما هى دائما