محمد رضا.. طفل مغرم بتصوير فيديوهات مرحة، وبثها عبر تطبيق «تيك توك» الشهير، يحرص على تسجيل كل لحظات حياته بدقة، ليتخطى الأمر مرحلة الشغف بالحياة، إلى تسجيله حتى لحظات الموت، في واقعة مؤلمة هزت منطقة «منشأة ناصر»، بعد العثور عليه منتحرا بشنق نفسه في غرفة نومه، والغريب أنه أصر على تسجيل المشهد وإرساله إلى أحد أصدقائه، قبل الإقدام على الانتحار بلحظات.

وكشفت التحريات حول واقعة العثور على طفل يدعى محمد رضا محمد البنداري 15 سنة، منتحرا بشنق نفسه داخل غرفة نومه، في منزله بدائرة قسم شرطة منشأة ناصر، أن الطفل غاوي تصوير فيديوهات لتطبيق تيك توك.

وأضافت التحريات أن الطفل المتوفى كان يجلس بصحبة عدد من أصدقائه يوم الواقعة، وطلب من أحدهم مغادرة المكان، وسيرسل له رسالة عبر تطبيق واتساب.

وأوضحت التحقيقات أن صديقة غادر المكان بالفعل، وبعد ساعة من الزمن، استقبل منه فيديو وهو يجهز نفسه للانتحار، بواسطة حبل معلق في سقف حجرة نومه.

اكتشاف الوفاة
ذهب صديقة مسرعا إلى منزله، وأخذ يطرق على الباب، لكن دون جدوى، فذهب إلى عم صديقه، وقال له إن محمد سينتحر، فذهبا سويا إلى الشقة، وكسرا الباب بمعاونة الجيران، ليشاهدوا «محمد» جثة معلقة في غرفة نومه، وجرى الذهاب إلى والده في محل إصلاح الأحذية، وأخبروه بالواقعة.

وأردفت التحقيقات بأن الطفل كان غاوي تطبيق «تيك توك»، وكان يصور فيديوهات ورفعها على التطبيق.

البلاغ
تعود بداية الواقعة إلى تلقي مأمور قسم شرطة منشأة ناصر، بلاغا بانتحار طفل داخل غرفة نومه في منزل الأسرة بدائرة القسم، وبالانتقال، تبين العثور على جثة طفل يدعى «محمد. ر» 15 سنة، وبالفحص تبين وجود آثار خنق حول الرقبة.

وبسؤال أسرته، لم يتهموا أحدا بالتسبب في ذلك، وأضافوا أنهم تفاجأوا بانتحاره، وبالفحص تبين عدم وجود إصابات ظاهرية بالجثة، وتم تحرير محضر بالواقعة، ونقل الجثة إلى مشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة العامة، التي أخطرت لمباشرة التحقيقات.

وقررت انتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة، وهل توجد شبهة جنائية من عدمه؟ وكلفت المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة وظروفها، واستدعاء أسرة الطفل المنتحر لسماع أقوالهم.