د:نادر نور الدين

يوم الخميس الماضي 7 مايو 2020 كنت في مهمة عمل بالساحل الشمالي الغربي بالقرب من قاعدة محمد نجيب ولاحظت على جانبي الطريق أن الأراضي مستوية وخصبة ومازال تنمو بها العديد من الحشائش رغم إنتهاء موسم الأمطار بما يدلل على أن الأمطار وفيرة في هذه المنطقة وأن التربة تحتفظ بها طويلا بدليل وجود هذه الحشائش الكثيفة حية وخضراء،،،،،، هنا جاء في خاطري فكرة حتمية زراعة هذه الأراضي على الأمطار الشتوية والتي تستمر من نوفمبر وحتى إبريل ويستمر أثرها حتى مايو، وتكون الزراعة بمحصول الشعير الذي يمكث بالأرض أربعة أشهر فقط وأقل شهرا من القمح والأمر لن يكلفنا إلا بذر التقاوي في نهايات أكتوبر ثم تسقط الأمطار فتنبت وتنمو دون رعاية حيث لا يحتاج الشعير أسمدة ولا مبيدات ويتحمل الظروف غير المواتية للتربة من أملاح وجير وصخور ويعطي محصولا وفيرا،،،،، الفكرة أيضا أن الشعير أعلي سعرا في الأسواق من القمح وأننا نجاور أكبر دولتين مستوردتين للشعير وهي السعودية وتستورد 5 مليون طن، وليبيا وتستورد 3 مليون طن، وأن زراعة مليون فدان بالشعير على الأمطار سوف تعطينا من 1.5 إلي 2 مليون طن يزيد سعرها عن 400 مليون دولار أي نحو 7 مليار جنيه مصري من لا شئ ومن أرض مهملة ولم تكن تعطي عائدا، ويمكن لقاعدة محمد نجيب ورجالها تولي الأمر بزراعة الأراضي المستوية المجاورة لها شرقا وغربا حتى يتم التوسع فيها وصولا إلي مطروح والسلوم بمساحة 2.5 مليون فدان،،،، هناك تجارب سابقة خاطئة لزراعتها بالقمح الذي يتطلب أمطارا حتى بدايات مايو بينما الشعير ينضج في إبريل ويتحمل مالا يتحمله القمح وبالتالي كانت التجارب السابقة لزراعتها بالقمح غشيمة وغير علمية ودون مراجعة العلماء المتخصصين،،،
 
ملحوظة: الأساس في الزراعة في العالم هي الزراعة المطرية وتشكل 83% من زراعات العالم بينما تشكل الزراعة المروية 17% فقط في البلدان التي لا تسقط بها أمطار مثل مصر ويوجد بها نهرا أو مياه جوفية غزيرة،،،،
 
هذا الأمر ينبغي أن يكون المشروع القومي لمصر بدء من الشتاء القادم مباشرة وسيكون نموذجا ناجحا بكل تأكيد للزراعات المطرية في أراضي الساحل الشمالي.