جثة مفصولة الرأس داخل حقيبة بالصحراء لم يذق معها ضباط قسم ثاني أكتوبر طعم النوم أو الراحة طوال 7 أيام. لم ينعم ضباط وحدة المباحث بفرحة عيد الأضحى المبارك. واصلوا العمل ليل نهار لفك طلاسم العثور على أشلاء فتاة داخل حقيبة سفر بطريقة الواحات.

المعطيات تفيد بأن رجال الشرطة أمام جريمة صعبة لاسيما وجود أجزاء من الجثة مفقودة فضلا عن العثور عليها بمنطقة صحراوية.

للوهلة الأولى التي تلقى فيها مأمور قسم ثاني أكتوبر البلاغ من شرطة النجدة أيقن الجميع أنهم أمام مهمة ليست بالسهلة لاسيما مع زيادة الضغوط والأعباء ما بين دوريات أمنية على مدار الساعة وخدمات تأمين امتحانات الثانوية العامة ثم تأمين احتفالات عيد الأضحى.

في الطابق العلوي الذي يضم وحدة المباحث، عقد المقدم مصطفى كمال اجتماعا مصغرا بمعاونيه لمناقشة الخطوط العريضة لخطة البحث؛ أملا في حل "الجريمة اللغز".

توجيهات رفيعة المستوى من اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة للعقيد فوزي عامر مفتش قطاع أكتوبر، بتكثيف التحريات والاستعانة بالتقنيات الحديثة تنسيقا مع قطاع الأمن العام.

أولى الخطوات جاءت بفحص دقيق لمسرح الجريمة. منطقة تحت الإنشاء متاخمة للظهير الصحراوي بطريق الواحات لتزداد المهمة صعوبة لافتقار المكان لكاميرات المراقبة أو شهود عيان مع عدم وجود أي بلاغات تغيب بتلك الأوصاف.

فور وصوله، عمد العميد علاء فتحي رئيس القطاع، لمعاينة الأشلاء عبارة عن الرأس والجزع. وجه الفتاة أثار انتباه الضباط خاصة أنها بدت في أفضل زينة بـ"مكياج" صارخ يشير إلى عمرها وعملها.

أمسك رجال الشرطة بطرف الخيط ليوجه اللواء عاصم أبو الخير مدير البحث الجنائي، بتكثيف التحريات وتنشيط مصادر المعلومات السرية.

جهود البحث والتحري للمقدم مصطفى كمال توصلت إلى هوية الضحية وتبين أنها تدعى "شيماء" 25 سنة، تعمل في ملهى ليلي بالعجوزة، متغيبة عن عملها في توقيت متزامن لاكتشاف أشلائها.

تحريات الرائد محمد فودة معاون أول القسم، كشفت عن وجود خلاف بين الضحية وإحدى زميلاتها تدعى "نهى"، ووجود مشاهدة لهما أثناء تشاجرهما وتبادلهما السب والتراشق بالألفاظ مع توعد الأخيرة للضحية بالرد.

رويدا رويدا بدأت القضية تتكشف أمام رجال المباحث. أصابع الاتهام تشير إلى زميلة القتيلة مع حلقة مفقودة تتركز في هوية شريكها الذي ساعدها في إنجاز المهمة الشيطانية.

عقب تقنين الإجراءات، تمكنت مأمورية بقيادة المقدم مصطفى كمال ومعاونيه النقيبين محمد العادلي ومحمد رحيم، معاوني مباحث قسم ثاني أكتوبر، من ضبط المتهمين واقتيادهما إلى ديوان القسم.

أمام اللواء مدحت فارس نائب مدير المباحث، دخل الثنائي في نوبة بكاء شديدة ندمًا على ما اقترفته أيديهم، وأقرا بارتكاب الواقعة.

وأرشد المتهمان عن مكان الحقيبة الثانية التي تحوي باقي أشلاء المجني عليها بحقيبة مدفونة في الصحراء والأدوات المستخدمة أيضا (ساطور - 4 سكاكين).

مع اعتراف المتهمين والعثور على باقي الجثة وأدوات الجريمة، تنفس الجميع الصعداء وسط إشادة من قيادات المديرية باحترافية فريق البحث في حل اللغز وإسدال الستار على واحدة من أصعب القضايا في غضون أسبوع.