نادر شكرى 
لاشك ان صدور كتاب جديد باسم "البابا شنودة والصحفى المثالى" للدكتور رامى عطا صديق، هى تجربة فريدة تجربة البطريرك الراحل مع عالم الصحافة وعن رأيه ومشاركاته المتعددة.
 
حيث جاء الكتاب فى خمسة فصول وملاحق، تناول الفصل الأول مسيرة الراحل البابا شنودة، من عام 1932 وحتى وفاته 2012، بينما تناول الفصل الثانى البابا شنودة كاتبا صحفيا، والفصل الثالث عن حرية الصحافة ضوابط ومحددات، والفصل الرابع الصحفى المثالى عند البابا شنودة، والفصل الخامس ضوابط حرية الصحافة عند البابا شنودة.
 
 ويؤكد المؤلف أن الصحفى المثالى والمثالية قضية شغلت البابا شنودة البطريرك الـ 117 للكنيسة القبطية من خلال تحليل مقالاته فى مجلة الكرازة، وكذلك رأى البابا فى حرية الصحافة وأنها تقابلها مسؤولية وكل حق يقابله واجب وضوابط الحرية تفيد ولا تضر. وأن الموضوعية والصدق واحترام القانون جوانب مهمة.
 
ويكشف دكتور رامى عطا أن البابا شنودة تأثر بأستاذه حبيب جرجس الذى عمل فى النشاط الصحفى، وكانت الصحافة وسيلة لنشر التأملات الروحية والمقالات التفسيرية والوعظية، وتتضمن ملاحق الكتاب مقالات تاريخية للبابا شنودة عن مفهوم الصحفى المثالى صاحب الرسالة والصدق والدقة.
 
وحلل الكتاب مجموعة مقالات صحفية كتبها قداسة البابا شنودة الثالث، وهى مقالات يمكن تقسيمها إلى مجموعتين، الأولى عبارة عن أربعة عشر مقال قصير، كتبها قداسته فى مجلة (الكرازة) خلال الفترة من شهر سبتمبر إلى شهر ديسمبر من عام 1975، تحت عنوان "الصحفى المثالى"، حيث ناقش فى تلك المقالات سمات الصحفى المثالى وصفاته، التى دارت فى مجملها حول الالتزام بالدقة والأمانة والصدق والموضوعية ونشر ما يُمثل فائدة لجمهور القراء، خاصة وأن البابا شنوده الثالث كان يعتز بكونه عضوًا فى نقابة الصحفيين، التى اعتزت من جانبها بانتسابه لها.
 
ناقش البابا شنودة في مجموعة مقالات نشرها في مجلة (الكرازة) عام 1975م سمات الصحفي المثالي وصفاته، التي دارت في مجملها حول الالتزام بالدقة والموضوعية ونشر ما يمثل فائدة لجمهور القراء. وتناول في صحف (الجمهورية- أخبار اليوم- الأهرام)، عددًا من قضايا المجتمع، منها قضية الحرية بوجه عام وقضية حرية الصحافة بوجه خاص، حيث انطلق من عدة أسس ومبادئ هي: الحرية تقابلها مسئولية وكل حق يقابله واجب؛ ضوابط الحرية تفيد ولا تضر؛ حرية الصحافة ترتبط بالصدق والدقة وصحة المعلومات؛ حرية الصحافة ترفض الشائعات والإثارة والمبالغات؛ حرية الصحافة ترفض الإساءة إلى الآخرين؛ حرية الصحافة ترتبط بالموضوعية؛ حرية الصحافة تحترم القانون والنظام العام.
 
وكان البابا شنوده يدعو كل شخص، وكل كاتب، لأن يفكر جيدًا في نتائج وعواقب أي عمل يقوم به قبل الإقدام عليه، كما كان يدعو القارئ إلى أن يكون حكيمًا في الحكم على ما يقرأه في الصحف وما يصل إليه من أخبار، ليتبين صدقها ومدى دقتها، فلا يصدق كل ما يُكتب، وإنما يتناول كل الأخبار بالفحص والبحث والتدقيق.