كتبت - أماني موسى
تردد اسمه مؤخرًا من الأوساط العلمية لمواقع التواصل الاجتماعي.. أنيس حنا.. طبيب مصري عمره 28 عامًا نجح مع فريق علمي في كلية ألبرت أينشتين في نيويورك، في التوصل للجينات المتحكمة في شفاء جلطة القلب، القاتل الأول للبشر في العالم.

كبريات الدوريات العلمية تحتفي به
أنيس حنا هو شاب مصري مولود في محافظة أسيوط، توصل إلى إنجاز علمي تحتفي به كبريات الدوريات العلمية المتخصصة بالولايات المتحدة، وحصل على إشادة من منظمة القلب الأمريكية، أكبر منظمة في هذا التخصص عالميًا، وقاده للحصول على تمويل مالي ضخم لاستكمال أبحاثه حتى استكمال العلاج المنشود.


تمويل من جمعية القلب الأمريكية لاستكمال البحث للعلاج الجيني لشفاء جلطة القلب
حيث حصل الطبيب المصري، أنيس حنا، على منحة من جمعية القلب الأمريكية، لاستكمال أبحاثه في العلاج الجيني لجلطات القلب، وكيف يمكن منع تحول الجلطة لفشل في عضلة القلب.

حنا يكشف بحثه حول التعديل الجيني للعلاج
أوضح حنا، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، أن أبحاثه تقوم على إحداث تعديل في جينات حيوانات تجارب، تعرضت لجلطات مثل التي تحدث للبشر، ثم دراسة تأثير الجينات في نسيج القلب، وما إذا كان التعديل الجيني من شأنه أن يحسن وظائف القلب بعد الجلطة.


وقال: "حتى الآن وجدنا نتائج مبشرة جدًا في دراسات نشرناها في أهم المجلات العلمية في القلب".

كيف بدأت الرحلة من مصر؟
أوضح حنا في لقاء تلفزيوني مع وكالة أنباء روسيا اليوم، أن الرحلة بدأت من كلية الطب جامعة الإسكندرية وبدأ شغفه بالبحث العلمي، فالطبيب يفيد مجتمعه، بينما البتحث يمكنه إفادة كل دول العالم.

مضيفًا، أنه زميل لواحد من أشهر أطباء القلب بالعالم في كلية ألبرت أينشتاين، ولديه فريقه العلمي الخاص بالبحث.

وتابع، لا يوجد لدينا في مصر بيئة علمية تسمح بأبحاث علمية ضخمة بهذا الشكل، ولكن مصر أيضًا بها مراكز بحثية متميزة، مستطردًا: هنا في أمريكا طريقة مختلفة تمامًا في البحث العلمي والفريق القائم على البحث، وأنه تعلم الكثير من الأمور العلمية بأمريكا.

الجين المسئول عن جلطة القلب
موضحًا أن الجينات هي المتحكمة بكل شيء في جسم الإنسان، ووجدوا تحت المجهر أن حذف جين ما يساعد على شفاء جلطة القلب.

وتعتمد أبحاثه على اكتشاف الجينات المسؤولة عن شفاء نسيج القلب المتضرر من الجلطة، وأضاف: «على مدار 4 سنوات من الأبحاث اكتشفت مع مجموعة بحثية في كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك أهم الجينات المتحكمة في التهابات وتليف عضلة القلب نتيجة الجلطة».


الجين مسؤول عن تنشيط خلايا لإزالة بقايا الجزء التالف من القلب
ولفت إلى أنه ومن أهم الجينات التي اكتشفناها ما يسمى «Smad3»، وهو جين مهم جدًا في تفاعلات السيتوكين، وتم إثبات ذلك في دراسة نشرناها في دورية سيركيولاشن ريسيرش أبحاث الدورة الدموية، وهي من أهم الدوريات في مجال أبحاث القلب عالميًا.

وتابع: «أدخلنا تعديلاً على هذا الجين في الخلايا المسببة لالتهاب القلب cardiac macrophages كحيوانات التجارب، ثم أخضعناها لجلطة قلبية كما يحدث في البشر، واكتشفنا أن هذا الجين مسؤول عن تنشيط هذه الخلايا لإزالة بقايا الجزء التالف من القلب».

واستطرد: «بعد انتهاء عمل هذه الخلايا يسبب هذا الجين تحور خلايا الالتهاب إلى خلايا مفيدة في تثبيط الالتهاب والمساهمة في شفاء عضلة القلب، بالإضافة إلى حماية الجزء العضلي المجاور للجلطة من التلف، ورأينا تأثير هذا التعديل الجيني على وظائف القلب، وبالفعل ساهم في نجاة فئران التجارب بعد الجلطة، فقد وجدنا أن هذا الجين مسؤول عن تحسن بارز في وظائف القلب وتقليص نسبة الوفيات الناتجة عن الجلطة لأقل من النصف».
 

تقنيات دقيقة وحديثة
وأوضح حنا، «نستخدم في أبحاثنا مجموعة من أحدث التقنيات، بعضها صمم خصيصًا لأبحاثنا، من هذه التقنيات المعقدة إجراء جراحات قلب مفتوح ميكروسكوبية على فئران التجارب لأحداث جلطة في القلب وهي تقنية دقيقة جدًا تتعامل مع أوعية دموية بأحجام ميكرومترية في القلب، وتقنية أخرى صممتها بنفسي ونشرت في دورية Matrix Biology وهي تكوين نسيج مشابة لنسيج الجلطة في المعمل لدراسة سلوك الخلايا واستجابتها للعلاج الجيني، وهذه التقنيات وغيرها تنتج كميات هائلة من البيانات، لذلك نستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي خاصة بمجموعتنا البحثية قادرة علي تحليل المعلومات في خلال ساعات». وأكد أن اكتشافه مع فريقه للجينات المتحكمة في شفاء جلطة القلب يمهد الطريق للعلاج الجيني لهذا الخلل لدى البشر.

حياته الشخصية
 أنيس حنا، شاب مصري ولد في أسيوط وانتقل مع أهله إلى الإسكندرية، ويبلغ من العمر حاليًا 28 سنة.

- درس أنيس في الإسكندرية وتخرج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 2017.

- يعشق أنيس التراتيل وعزف الناي، حيث يملك صوتاً جميلاً، بشهادة أبناء كنيسته، ما جعله أحد أعضاء كورال «قلب داود»، أشهر الكورالات المسيحية، بالإضافة إلى كورال كنيسته.

القاتل الأول بالعالم
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب تعد القاتل الأول في العالم، إذ تسببت بوفاة 18 مليون شخص عام 2019، بنسبة 32% من كل أسباب الوفاة، و85% من الوفيات بسبب أمراض القلب كانت نتيجة الجلطات.