كتب – روماني صبري 
كتب الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة رعوية جديدة بمناسبة عيد أيقونة والدة الإله ذات الأيدي الثلاث، وجاء بنص الرسالة : 
 
تسرد سيرة القديس يوحنا الدمشقي:
أن لاون الإمبراطور (القرن الثامن الميلادي)، ماقت الإيقونات، لحقده على يوحنا دبر له مؤامرة أتُهم فيها زوراً بالخيانة بمراسلة أعداء الأمويين، مما سبب له قطع يده بأمر الخليفة الأموي. 
 
فما كان من يوحنا إلا أن دخل غرفته "وانطرح على الأرض بكلية جسده قدام إيقونة السيدة المجيدة، ذات الشفاعات غير المردودة، وألصق كفه المقطوعة إلى زنده وتوسل إليها بدموع من كل قلبه.
 
 قائلاً: " أيتها السيدة القديسة الطاهرة والدة الإله، الكلمة الأزلية، بتجسده من دمائك النقية لمحبته الجزيلة لجنس البشرية، أسألك أن تتوسلي إليه من أجلي ... لكي تردّي يدي إلى ما كانت عليه أولاً، كاملة صحيحة معافاة، وتظهري لعبدك جزيل تحننك لكي لا تبطل يدي ما عشت من ذكر مديحك، لأنك قادرة على ما سألتك ...". وللحين غفت عيناه فرأى المتحننة بشكلها وهيئتها ناظرة إليه وقائلة له: "قد عوفَيتْ يدك، فأنجز لإلهك نذرك ولا تُؤخر عهدك". 
 
فاستيقظ بفرح مسروراً ونهض واقفاً على رجليه، مصلياً وشاكراً. وترنم للوقت بترنيمة: "إن البرايا بأسرها تفرح بك يا والدة الإله ..."، والتي ترتل في قداس القديس باسيليوس الكبير.
 
وقد خلد الفن البيزنطي إيقونة العذراء ذات الأيدي الثلاثة، التي رسمها يوحنا أيضاً، ذكرى لهذه الأعجوبة التي صنعتها له العذراء القديسة مريم.