هانى دانيال
استعانت اللجنة الطبية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم بخبراء فيروس كورونا لدراسة حالة اللاعب الدنماركى كريستيان إريكسون الذى نجا من الموت خلال مباراة الدنمارك وفنلندا فى بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2020" ، خاصة وأنه تعرض للإصابة بالفيروس فى مايو من العام الماضي، وسط مخاوف من احتمالية تأثير ذلك على تلف قلب اللاعب وتعرضه لسكتة قلبية، ومدى احتمالية إصابته مجددا بأمراض القلب، وما يرتبط بمستقبله كرويا، مقارنة بلاعبين سبق لهم الاعتزال تأثرا بهذه الإصابات.
 
وتدرس اللجنة حاليا التقارير الطبية الورادة من نادى انتر ميلان الإيطالي الذي يلعب له اللاعب، والاستعانة بتقارير الفريق الطبي لنادى توتنهام الانجليزي الذي لعب له قبل الانتقال إلى إيطاليا، من أجل معرفة أكبر معلومات عن الحالة، ومحاولة جمع معلومات عن كل اللاعبين المشاركين فى البطولة وسبق لهم الإصابة بكورونا.
 
وسبق أن عانى إريكسون من الإصابة بكورونا، واضطر للبقاء فى نادى انتر الذى كان منتقل إليه حديثا من توتنهام الانجليزي، ولم يكن له مسكنا خاصا بعد، وأضطر لفترة عزل مع فريق طبي وبعض الموظفين، وهى فترة كانت صعبة عليه وصفها بـ"التشرد"، والأغرب أنه كان يود الحديث مع زميله فى الفريق البلجيكي وروميلو لوكاكو لتوفير مسكن له أو الإقامة معه فى منزلهن وكنه تراجع خشية تعرض إصابة اللاعب البلجيكي بالعدوى، وتشاء الصدف أن يقوم لوكاكو بتقديم الدعم والتحية له بعد إحرازه أول اهدافه فى البطولة أمس خلال مباراة بلجيكا مع روسيا، وقوله أمام الكاميرات " كريس كريس.. أنا أحبك". 
وحسب التقارير الطبية تلقي إريكسون مساعدة الإنعاش القلبي بعد انهياره في منتصف مباراة بين الدنمارك وفنلندا،  وهي الإسعافات الأولية التي يجب تقديمها في حالات السكتة القلبية، حيث  يزيد الإنعاش القلبي الرئوي من فرصة بقاء الشخص الذي يعاني من السكتة القلبية على قيد الحياة بنسبة 44 % حسب تعليقات الأطباء المختصين بأمراض القلب.
 
الآن هناك محاولات لزيادة تدريب اللاعبين المتطوعين على طرق الإنعاش القلبي الرئوي كإسعافات أولية للسكتة القلبية  ورغم أنها إلزامية لمن يعملون في مجال الخدمات العامة، لكن هناك حاجة لزيادة من يتم تدريبهم على مثل هذه الأمورلمساعدة زملائهم إذا حدث انهيار في أي وقت.
 
ويري أطباء مختصون أنه فى  بعض الأحيان يشعر الشخص الذي تلقى تدريبًا أساسيًا على الإنعاش القلبي الرئوي أحيانًا بالشك أو عدم الأمان عندما يتعين عليه فجأة التعامل مع حالة السكتة القلبية،  ولكن لا بديل عن المحاولة، فهى على الأقل ستكون لها نتائج أفضل من  عدم القيام بأي شيء أو الصفع على الوجه أو على ذراعه.
 
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" يطبق بروتوكول طبي جري الاتفاق عليه مع الأطقم الطبية قبل البطولة، وتمت الاستعانة  بكل الخبرات الطبية المناسبة وتجهيز الملاعب بأفضل الأجهزة العلاجية لمنع حدوث كوارث فى الملاعب، ولكن حالة إريكسون سيكون لها اهتمام متزايد لمنع تكرار ذلك سواء فى هذه البطولة، أو غيرها من بطولات كرة القدم.
 
الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" يتابع باهتمام ما يحدث، وتم فتح قنوات اتصال بين اللجنة الطبية بالفيفا واللجنة الطبية بـ"يويفا" من أجل الإلمام بتفاصيل أكثر عن ما حدث ، للاستفادة من ذلك مستقبلا فى البطولات التى يقوم الفيفا بتنظيمها.
 
اللجنة الطبية باليويفا ترفض تقديم أى معلومات لوسائل العلام منعا لنشر الهلع أو الخوف بين اللاعبين وأسرهم أو بين الجماهير، وتفضل دراسة الأمر بكل جوانبه بعيدا عن الإعلام، على أن تقوم بعد ذلك بنشر بيانات صحية مقتضبة موجزة فى إطار الشفافية.
 
هناك حالات عديدة لما تعرض له اريكسون، حيث سبق وأن تعرض  فابريس ندالا موامبا القلبية لاعب بولتون الانجليزي خلال مباراته مع توتنهام فى مارس 2012، وتلقي مساعدة الإنعاش القلبي الرئوي ، ولكن قلبه "مات" لمدة 78 دقيقة قبل أن يعود للحياة أخيرًا بفضل هذه المساعدة، واضطر لاعب خط وسط إنجلترا السابق تحت 21 عامًا إلى الاعتزال بعد فترة وجيزة عن عمر يناهز 24 عامًا.
 
كذلك المهاجم الفرنسي بافيتيمبي جوميز، بعد أن سقط عدة مرات على أرض الملعب بسبب حالة طبية تسببت في إغماءه، ، حيث سقط خلال مباراة مع سوانزي سيتي وجلطة سراي والهلال، أيضا اللاعب الكاميروني مارك فيفيان فوي، حيث سقط خلال مباراة في كأس القارات عام 2003، وحاول الطاقم الطبي إنعاش اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا على أرض الملعب قبل نقله  على "حمالة الاسعاف"، لكنهم فشلوا في محاولاتهم لإعادة قلبه وأعلن وفاته.

المثال الأشهر هنا أيضا أنطونيو بويرتا، حيث سقط لاعب خط وسط إشبيلية في المباراة الأولى من موسم 2007-08 بالدوري الإسباني ضد خيتافي ، وعلى الرغم من أنه خرج من الملعب بعد أن ساعده الطاقم الطبي سقط  مرة أخرى في غرفة الملابس، تم نقل بويرتا ، وهو لاعب منتخب إسبانيا الدولي ، إلى المستشفى ، حيث توفي بعد ثلاثة أيام من "فشل عضوي متعدد" بسبب سكتة قلبية عن عمر يناهز 22 عامًا.
 
أيضا هناك ميكلوس فير، حيث سقط المهاجم المجري حينما كان يلعب مع فريق بنفيكا البرتغالي ضد فيتوريا جيماريش في يناير 2004 بعد نوبة قلبية، وحاول المسعفون إنعاش الشاب البالغ من العمر 24 عامًا فاقدًا للوعي قبل أن يتم نقله على نقالة ونقله إلى المستشفى، ورغم محاولة الأطباء إنقاذه لمدة 90 دقيقة تقريبًا قبل إعلان وفاته.