حمدي رزق
كابتن محمد صلاح فى الجونة'> محمد صلاح فى الجونة، بين شطين ومَيَّة، يلبس إيه، يلبس إيه.. فكرة، يلبس مايوه، ولبس المايوه غلط، وقعته سودة، مايوه يا أبومكة، حصّلت تلبس مايوه وتتصور، وفرحان قوى ومزأطط، يا رجل عيب عليك، استر نفسك الله يسترك.. تهديد ووعيد!

مايوه يا مؤمن، مايوه وغير شرعى، وركبك باينة، والسمانة، والترابيس، والترايبيس، والبايبيس، وإيه حكاية الصور العريانة ع البحر كل صيف، غطى نفسك البحر شايفك، دارى.. دى العيون بصّاصة، دارى الله يسترك.. كل نظرة رصاصة، العرى فتنة، طيب البس «ترنك» بالكاف!.

أبومكة تهور وغلط، ونسى إنه (فى الجونة مش فى نيس)، نشر صورتين بالعدد على إنستجرام بالمايوه (قطعة واحدة)، بالمايوه عادى زى مخاليق ربنا المصيّفين، الشاب فرحان بنفسه، ببلده، بترابيسه، وعضلات بطنه، وفاتح صدره، وفارد قوامه الممشوق، فرصة يتهوَّى شوية، إجازة سلبية مرحة، فيها حاجة دى؟!.

يا داهية دقى، المحتسبون الجدد حضروا كالعفاريت، وهات يا تقطيم، وكلام غليظ، استر نفسك يا جدع ياللى واقف ع الشط هناك، عيب كده، مايصحش، هذا خدش لحياء العذارى فى الخدور، عندنا بنات على وش جواز!.

علشان هدّاف تنحرف، هو كل واحد جاب ٢٢ جول فى الدورى الإنجليزى يقلع هدومه، ويمشى بلبوص، (عذرًا أنا أحاول التخفيف من وطأة التعليقات)، جائحة تعليقات سلبية وكلها شرعية، ناقص زلطة ويطلّعوه من دينه، تطليع الدين صنعة المُخرِّفين.

معلوم، الخرف الشرعى لم يُدرس بعد، مرض مزمن مستدام، لازم مصحة نفسية وعاجل، الحالة صعبة قوى، فين الدكتور عكاشة؟!.

فى زمن المسخ، الحياة الكابوسية (كلها كوابيس فى الكواليس)، ربنا رزقنا بجماعة بهاليل مخابيل عاملين فيها حراس برج الآخرة على شواطئ الدنيا، فرسان الليل وآخره قايمين بالواجب الشرعى وزيادة على الشواطئ اللازوردية.

الجوّالة الشرعيون، الواحد منهم يلبس نظارات زرقاء بالأشعة البنفسجية، ويحوم على شواطئ «فيس» و«تويتر» و«إنستجرام»، يلقط صورة من هنا، صورة من هناك، ممثلة نايمة على روحها حبتين، فنانة مبسوطة شويتين، رجل لابس قميص مشجر، مايوه ملون، أى صيدة والسلام، صيد ثمين، يبروزها البروزة المتينة، وينفخ فيها من سخام روحه، وتعليق شرعى شَحْط مَحْط، ويمررها ساخنة لإخوانه «المحتسبين الجدد» يجربوا فيها النيشان، ويطلّعوا عقدهم النفسانية، ومظلوميتهم الدنيوية. جماعة محتقنة، يكرّهوك فى الجونة وراس البر وبلطيم، «جماعة قاسم السماوى» فى نسختها السلفية، يستهدفون خلق الله فى سياقهم الحياتى، صور طبيعية، عائلية، مناسباتية، فرح، طلاق، طهور، عيد ميلاد، هى صورة، وهات يا تلويم، ويا تقريع، ويا تفسيق، وأحيانًا تكفير، يسلقوننا بألسنة حداد متمنطقين بأدعية وأذكار وتعاويذ لفظية، تعطيك إحساسًا بسلوك جماعات داعش فى الغبراء.. والغبراء كانت مكان الجونة فى صحراء البحر الأحمر فى العصر الجليدى.. وأختم بمقولة طيب الذكر عبدالفتاح القصرى: «يا مثبت العقل فى النفوخ بقى فيه كده فى الدنيا يا اخواتى»!.
نقلا عن المصرى اليوم