كتب – روماني صبري 

عبر تصريحات حاسمة وقوية، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحذيرا لإثيوبيا، بخصوص أزمة سد النهضة، كونها تواصل المماطلة ما يضر بحقوق مصر والسودان المائية، ونرصد في السطور المقبلة ابرز هذه التصريحات وكذا التي وجهها للمجتمع الدولي للضغط على أديس أبابا من اجل الوصول لاتفاق يرضي كافة الأطراف.
 
محدش يقدر ياخد نقطة ميه من مصر
شدد الرئيس على أن أزمة سد النهضة، تثير اهتمامه واهتمام الشعب المصري، لافتا :" ونحن من بدأنا التفاوض مع الجانب الإثيوبي،  مضيفا خلال زيارته لهيئة قناة السويس وتفقده مركز التدريب البحري والمحاكاة التابع للهيئة بالإسماعيلية، العمل العدائي قبيح، وله تداعيات سيئة تمتد لسنوات طويلة، فالشعوب لا تنسى من يسيء لها.  
 
 وتابع :" نحن في معركة تفاوض، والمجتمع الدولي في صف مصر لأننا جادين ونبحث عن حل وفقا لقوانين تنظيم الأنهار،  مشددا :" محدش هيقدر يأخد نقطة مياه من مصر، واللي عاوز يجرب يجرب." 
 
الملف يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها
 
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي مع إسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي قال الرئيس : توافقنا على أهمية تكثيف التعاون بين البلدين فيما يتعلق بأمن البحر الأحمر كشريان استراتيجي مهم يحظى بأهمية بالغة لدى الجانبين، واستعرضت كذلك المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة، وهو الملف الذي يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها. 
 
وأكدت على حتمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة وبما يحقق مصالح الجميع ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلدان وشعوب المنطقة. كما أكدت على رفض مصر لأي مسعى لفرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب.
 
موقف مصر ثابت 
خلال لقاء السيسي في العاصمة الفرنسية باريس مع الرئيس السنغالي "ماكي سال، تم تبادل الرؤى بشأن تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد  الرئيس موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل حول ملء وتشغيل السد، وقد تم التوافق في هذا الصدد علي استمرار التنسيق الثنائي في الفترة القادمة بشأن حل هذه القضية لتفادي تأثيرها السلبي على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
 
غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا 
استقبل السيسي في الخامس من مايو، السيد جيفري فيلتمان، المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي، وذلك بحضور السيد سامح شكري وزير الخارجية والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري والسفير الأمريكي بالقاهرة جوناثان كوهين". 
 
واستعرض  الرئيس تفصيلاً تطورات قضية سد النهضة، مؤكداً سيادته النهج المرن لمصر في التعامل مع هذه القضية على مدار السنوات الماضية في مختلف مسارات التفاوض، والذي طالما قام على أساس السعي للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً يحقق مصالح كل من مصر والسودان وإثيوبيا، ويراعي حقوق ومصالح مصر وأمنها المائي ويمنع إيقاع الضرر بها، إلا أن جميع الجهود التي بذلت خلال عملية التفاوض لم تتوصل الي الاتفاق المنشود نتيجة غياب الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر.  
 
كما أكد الرئيس أن مصر ما زالت تسعى للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف وملزم قانوناً لملء وتشغيل سد النهضة، بما في ذلك من خلال مسار المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي بقيادة مقدرة من الرئيس الكونغولي "فيليكس تشيسيكيدي".
 
مشدداً على أن تلك القضية هي قضية وجودية بالنسبة لمصر التى لن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها، ومن ثم أهمية تحمل المجتمع الدولي مسئولياته في حلحلة تلك الأزمة وحيوية الدور الأمريكي للاضطلاع بدور مؤثر في هذا الإطار.
 
صرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير سامح شكري قام بتسليم الرسالة الموجّهة من قبل الرئيس السيسي إلى رئيس النيجر، حيث تناولت آخر مستجدات ملف سد النهضة وموقف مصر إزاءها، وهو ما يأتي في إطار الحرص المصري على التشاور مع النيجر الشقيق في ضوء ما يجمعهما من علاقات متميزة وعضوية النيجر غير الدائمة حالياً في مجلس الأمن ممثلةً عن القارة الأفريقية.
 
مصر تتمسك بحقوقها المائية 
وفي مارس الماضي، تلقى الرئيس اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تناول الاتصال تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات قضية سد النهضة، حيث جدد الرئيس التأكيد على الأهمية القصوى لتلك القضية باعتبارها مسألة أمن قومي، وتمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.