نادر شكرى
بعد تفجر ازمة دير وادى الريان من جديد بعد ازالة منشآت على مزرعة تابعة لدير وادى الريان مساحة 1000 فدان لعدم سداد المبلغ المستحق كحق انتفاع طبقا لاتفاق عام 2017 حيث سبق وقمنا بنشر بنود العقد وننشر اليوم اتفاق عام 2013 والذى وقع بمنطقة الفسطاط بالقاهرة بين رهبان الدير ووزارة البيئة والعربان وبحضور ممثل عن قداسة البابا ومحافظة الفيوم وذلك لحل ازمة بناء سور حول الدير وفتح منطقة عيون المياه

وكانت نجحت وزارة البيئة بالتعاون مع الجهات المعنية والكنيسة وعرب الفيوم فى إنهاء أزمة النزاع على السور الذي شيده رهبان دير الأنبا مكاريوس " الدير المنحوت " بمحمية وادي الريان بالفيوم ، والذي تسبب في احتقانات ، وكادت ألازمه تتحول إلى نزاعات طائفية موسعة حتى تم عقد عدة جلسات متواصلة بالفيوم والقاهرة جمعت رهبان الدير وعرب المحمية ومحافظ الفيوم والداخلية للتواصل إلى اتفاق ما بين جميع الإطراف لإنهاء النزاع وخضوع السور الذي يبلغ طوله 8 كم لإشراف جهاز شؤون البيئة وحق العرب الدخول للممارسة أنشطتهم السياحية مع حق احتفاظ الدير بممارسة شعائره الدينية وأنشطته العملية ، وتوقيع جميع الإطراف على الاتفاق في مؤتمر عقد  فى مايو 2013ببيت القاهرة بالفسطاط لغلق ملف ألازمه بعد إشكاليات متقطعة على مدار 15 عاما ما بين الدير والعرب ووزارة البيئة .

 مشكلة يرجع جذورها الى خمسة عشر عاما  داخل جبال منطقة وادي الريان حيث دير الأنبا مكاريوس السكندري المعروف بـ" الدير المنحوت " , و التى بدأت قصة بناءه فى اواخر لقرن الميلادى لتبدأ الحياة الرهبانية داخله على يد  الأب متى المسكين عام 1968 حينما ذهب إلى وادى الريان وأقام لفترة طويلة في كنيسة قام بانشأها ثم تركها قبل عودة مجموعة من الرهبان للدير ليعيشوا ويتعبدوا داخله عام 1995 لتشتعل الازمة بالاكثر فى أعقاب ثورة 25 يناير حيث قيام أقامة سور حول الدير بطول 8 كيلومتر الأمر الذي تسبب في وقوع نزاعات كثيرة على مدار تلك السنوات بين الرهبان و ادارة المحمية التى ترى اعاقة السور للمسار السياحى للمنطقة و منع السياح للوصول لمنطقة العيون الى جانب العرب لتتأزم المشكلة بين الحين و الاخر .
 
لذا تم عقد مؤتمر صحفى موسع برعاية الدكتور خالد فهمى وزير الدولة لشئون البيئة بحضور الدكتور محمد على بشر وزير التنمية المحلية و المهندس احمد على محافظ الفيوم و اللواء عابدين يوسف مساعد اول وزير الداخلية للامن العام و القمص انجيلوس سكرتير قداسة البابا و القس اليشع مكارى رئيس دير الانبا مكاريوس السكندرى و عدد من قبائل العرب , و ذلك لاعلان الاتفاق النهائى لمشكلة تعديات وادى الريان و انهاء ازمة دير الانبا مكاريوس بوادى الريان و أعلن الدكتور خالد فهمي وزير البيئة انه تم التوصل  لعدد من البنود كمرحلة اولى للاتفاق بين كافة الإطراف و منها الاتفاق على ان اراضى المحمية وادارتها الكاملة تخضع للدولة التى تمثلها وزارة  البيئة وجهاز شئون البيئة بكونه المعنى بكافة جوانب الادارة و الجهة المنوط بها تنفيذ قانون المحميات .وان ألازمه بمحمية وادي الريان ليست له اى بواعث أو اسس دينية أو طائفية بقدر ما هو اختلاف بين مصالح متعارضة على استخدام الارض والعيون ، كما تم الاتفاق على حق السكان المحليين من اهالى المنطقة فى ممارسة انشطة السياحة البيئية بمنطقة العيون الطبيعية طالما انها متوافقة مع قواعد واشتراطات جهاز شئون البيئة فى هذا الشأن ، كما يكون للسكان المحليين ممارسة الانشطة الاقتصادية بالمناطق المسموح بها فى المحمية خارج منطقة العيون وذلك لزيادة انتمائهم للمحمية وتوفير فرص عمل للشباب . ايضا ممارسة الطرف الثانى" الدير " للشعائر الدينية والانشطة الضرورية للمعيشة  طبقا لمعايير واشتراطات قطاع حماية الطبيعة بجهاز شئون البيئة .

و الاتفاق على قيام ادارة المحمية بعمل عدد من المنافذ والبوابات فى السور المحيط بمنطقة العيون الطبيعية والبالغ طوله حوالى 8 كيلو متر ويقع بمحازاة الطريق الاسفلتى وجبل المنقار البحرى بما يسمح باستخدام المنطقة من قبل الجميع تحت ادارة موظفى محمية الريان الطبيعية وتكون البوابات المقابلة للعيون مخصصة لزوار السياحة البيئية التى ينظمها السكان المحليين. هذا و تم الاتفاق على تخصيص جزء من رسوم دخول المحمية لتطوير خدمات السياحة البيئية التى يزوالها السكان المحليين  و الوقف الفورى لاية انشطة انشائية أو زراعية أو التوسع فيها من قبل الطرف الثانى" الدير " وفى حالة الحاجة لمزاولة انشطة جديدة للزراعة يتم ذلك فى مناطق خارج منطقة العيون . كما تم الاتفاق على تنشط المحمية الطبيعية وزيادة النشاط الزارعى بما يخدم مصلحة الدير والسكان المحلييين وتم الاتفاق على ان تقوم الداخلية والكنيسة ومحافظة الفيوم بضمان الالتزام بهذا الاتفاق .

 و أكد وزير البيئة ان الاتفاق جاء بالتراضى بين العرب ورهبان الدير بعد عقد عدة جلسات وتم الاتفاق على فتح بوابات فى السور الذى تم بنائها خارج منطقة العيون  حتى يستطيع العرب المحلين ممارسة نشاطهم فى السياحة البيئة وان يشرف جهاز شؤون البيئة على هذه البوابات .

 بناء السور من باب الحماية
القس اليشع المقارى أمين الدير المنحوت والذى تنيح قريبا  اكد وقتها  أن  الدير راضى على هذا الاتفاق النابع من محبته للجميع والبحث عن السلام ونحب الناس مشيرا ان السور تم بنائه بعد ما تعرضوا له من هجمات متعددة وسرقات من قبل مجهولين وإطلاق الأعيرة النارية اتجاههم فى ظل الغياب الامنى عقب ثورة 25 يناير ، وحول إزالة السور هذا يضر بالدير وبالمنطقة لانه يجعل المنطقة مفتوح  والان السور يخضع للإشراف وزارة البيئة ، ونحن لم نعترض او نمنع احد من الدخول.