كتبت - أماني موسى
تصر أثيوبيا على تعنتها تنفيذ عملية الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، متجاهلة موقف كلاً من مصر والسودان دولتي المصب، وعلى الجانب الآخر تتمسك مصر بحقوقها المائية وأكدت قيادتها السياسية أنها لن تقبل التفريط بها.
 
وفي سياق متصل واصل المبعوث الأمريكي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، مساعيه بعد محادثاته في كلٍّ من القاهرة والخرطوم، إلاّ أن المسؤولين الأثيوبيين تمسكوا أمامه بالتوصل لاتفاق بشأن عملية الملء الثاني والتشغيل فقط، وكرروا موقفهم بشأن قيادة الاتحاد الإفريقي لمفاوضات سد النهضة.
 
وعلى خط المساعي أيضًا، وصل رئيس الكونغو الديمقراطية الذي ترأس بلاده الاتحاد الإفريقي، إثيوبيا بعد جولة بدأها بالسودان ثم مصر.
 
فهل تنجح الجولات المكوكية والمساعي الأمريكية والإفريقية في إيجاد حل لأزمة سد النهضة؟ وما الذي يمكن أن يدفع الأطراف المعنية لتغيير مواقفها؟
 
من جانبه قال د. حسن أبو طالب، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، حتى هذه اللحظة هناك جهود من قبل مصر وقادة الإتحاد الأفريقي والمبعوث الأمريكي، ولكن تبدو الأمور وكأننا عند اللحظة الأولى من المفاوضات دون جدوى، ما يؤكد أن هناك حالة من الفجوة بين الأطراف الثلاثة الرئيسية.
 
مشيرًا إلى أن مصر منذ اللحظة الأولى تنادي بالمفاوضات التي تحقق اتفاقًا شاملاً يحقق مصالح الدول الثلاث، مع الأخذ في الاعتبار الموارد المائية التي اكتسبتها كلاً من مصر والسودان عبر التاريخ بقرار إلهي وليس بشري، لافتًا إلى أن مساحة الزراعات بمصر فقط نحو 7% بينما تتخطى الـ 90% في أثيوبيا.
 
وشدد بقوله، نحن لا نطالب بمطلب غريب، فمصر تؤيد أن تقوم أثيوبيا بتنمية نفسها واستخراج الكهرباء من هذا السد، ولكن في الوقت ذاته على الطرف الآخر أن يراعي أن مصر لديها حق في هذه الموارد المائية، وهذا الأمر لا يمكن التنازل عنه، والرئيس السيسي قد أكد في أكثر من مرة على هذا الأمر، مشيرًا إلى أن المفاوضات صعبة للغاية لكن في الوقت ذاته مصر تتمسك بحقوقها المائية.
 
على الجانب الآخر قال الكاتب الأثيوبي عبد الشكور عبد الصمد، أن جملة الحق الإلهي الذي تقوله مصر هو أمر غريب، فنحن شعوب تعيش في هذه المنطقة يحق لنا أن نستفيد من مواردنا، وأثيوبيا سوف تستخدم هذا السد لتوليد الكهرباء وليس لأجل استخدامات زراعية أو الري، ومن ثم الذي يحدث الآن العالم كله يدرك الآن أن الموقف الأثيوبي سليم. 
 
وأكد أن أثيوبيا سوف تستكمل السد الذي بذلت فيه الكثير ولن تتوقف مهما حدث، قائلاً: البعض يريد أن تتم المفاوضات وفق الرغبة المصرية.
 
ومن واشنطن قال د. آدام إيرلي، المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية، أعتقد أن زيارة المبعوث الأمريكي هي الأولى وقضية ملف سد النهضة من أهم القضايا في المنطقة، لكن محفظة المبعوث الأمريكي تحتوي على الكثير من القضايا بالمنطقة مثل قضية إقليم تليجراي بأثيوبيا وما يحدث فيه من اضطهاد.
 
مشيرًا إلى أن المفاوضات شهدت انعدام ثقة من قبل أثيوبيا ومصر والسودان، ونأمل أن تتم مفاوضات عقلانية، وأن تتم تسوية قانونية بين الدول الثلاث، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بالسيادة الوطنية بالنسبة إلى مصر والسودان.